20 مليون طن خضراوات سنويًا.. كيف يساعد إنتاج التقاوي محليًا في دعم المزارعين؟

تعتبر التقاوي من أهم مستلزمات الإنتاج الزراعي، حيث إنه لا يوجد إنتاج زراعي قوي دون أن يكون هناك تقاوي معتمدة تساعد في زيادة الإنتاجية.

وخلال السنوات الماضية بدأ البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر محليًا يحقق كثير من أهدافه، حيث إنه يساعد في تقليل معدلات الاستيراد، وتوفير البذور للمزارعين بأسعار تنافسية.

برنامج إنتاج التقاوي محليًا

وخلال السنوات الماضية نجح البرنامج في استنباط وتسجيل 26 صنف وهجين لـ 10 محاصيل خضر رئيسية هي الطماطم، الفلفل، الباذنجان، البطيخ، الكنتالوب، البازلاء، الفاصولياء، اللوبيا، الخيار، والقثاء، حيث يتم تقيمها في 11 محطة بحثية على مستوى الجمهورية وبعض مزارع القطاع الخاص.

اقرأ أيضًا: حتى لا تتأثر إنتاجية المزارع.. 9 خطوات لحماية الدواجن من ارتفاع الحرارة

كما أنه تم الاتفاق أيضًا مع بعض الشركات العالمية التي لها تاريخ في مجال إنتاج بذور الخضر للحصول على الأصناف المتأقلمة مع البيئة المصرية وذلك لتوفيرها للمزارعين من خلال أسلوب الشراكة معها حيث يتم حالياً التعاون مع شركات من الهند والبرازيل وغيرها.

خفض الواردات من تقاوي الخضر

وأكد الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية أن البرنامج له أهمية كبرى في خفض الواردات من تقاوي الخضر وتوفير العملة الصعبة لتنمية الاقتصاد المصري، واستنباط أصناف وهجن خضر محلية تتساوى مع مثيلتها المستوردة أو تتفوق عليها وتتميز بالجودة العالية والمقاومة للإجهادات والأمراض.

وأشار إلى أهمية وجود تقاوي مصرية بما يؤدي إلى تقليل تكلفة الاستيراد وبالتالي توفير العملة الصعبة، كما أنه يهدف إلى حصول المزارع على تلك التقاوي في أي وقت وبأسعار مناسبة أقل من مثيلتها المستوردة، بالإضافة إلى أنها تناسب الأجواء المصرية من حيث المناخ والجودة.

اقرأ أيضًا: ارتفاع أسعار زيت الزيتون في مصر.. الأسباب وهل تنخفض؟

وأشار إلى أن مصر تُنتج ما يزيد على 20 مليون طن خضروات سنويًا، حيث يعمل البرنامج من خلال 3 محاور رئيسة، الأول إنتاج تقاوي مصرية 100%، والثاني شراء مواد وراثية من الخارج لتهجينها بالسلالات المصرية للحصول على هجين جديد بمواصفات جيدة ويتوائم مع البيئة المصرية.

أما المحور الثالث فهو شراء هجن تجارية جاهزة من الشركات الأجنبية لسرعة كسر الاحتكار الذي تمارسه بعض الشركات، مع كبرى الشركات العاملة في هذا المجال.

مصر مركز لإنتاج البذور في إفريقيا

من ناحية أخرى أكد الدكتور ماهر المغربي، نائب مدير مركز البحوث الزراعية للإنتاج أن مصر مؤهلة لتكون مركزًا لإنتاج التقاوي في إفريقيا، مشيرًا إلى أن رسالة مركز البحوث الزراعية الأساسية هي تحقيق الأمن الغذائي المستدام عبر الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والتكيف مع التغيرات المناخية.

وأضاف أن مصر تمتلك البنية العلمية والبحثية التي تمكنها من استنباط أصناف عالية الإنتاجية سواء من المحاصيل الاستراتيجية أو محاصيل الخضر، مشددًا على أن المركز لا يعمل فقط على تحسين الإنتاج، بل على دعم دخل المزارع وتطوير النظام الزراعي ككل.

وأكد أن النجاح الزراعي في مصر يعتمد على الشراكة مع المجتمع الدولي، وأن مصر لا تعمل في عزلة، بل بالتعاون مع شركاء التنمية، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي، لدعم الآلاف من صغار المزارعين المصريين خصوصا في قطاع الميكنة الزراعية والتدريب علي الممارسات الزراعية الجيدة.

زر الذهاب إلى الأعلى