25 ألف طن وقود شهريًا.. الأردن يمد سوريا بأمل جديد في ظل أزمة الطاقة

في ظل أزمة الطاقة الخانقة التي تُعاني منها سوريا منذ أكثر من عقد، جاءت المبادرة الأردنية عبر شركة مصفاة البترول الأردنية كمحاولة عملية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين الجارين، عبر تزويد منطقة حوران في الجنوب السوري بالمشتقات النفطية الأساسية.

وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة، حسن الحياري، عن عرض تزويد السوق السورية بما يصل إلى 25 ألف طن من البنزين والديزل شهرياً، إلى جانب 6 آلاف طن من الغاز البترولي المسال خلال فترة الصيف، دون أن يتم بعد تحديد الكميات المطلوبة من الجانب السوري.

عرض تجاري بشروط واضحة

وفي مقابلة مع قناة “الشرق”، أوضح الحياري أن العرض الأردني مشروط بالحصول على موافقة رسمية من الحكومة السورية، تمهيدا لعقد اتفاقية تجارية واضحة المعالم تشمل آلية تسعير شفافة وعادلة، إضافة إلى ترتيب الجوانب اللوجستية المتعلقة بنقل الشحنات.

ولفت إلى أن الأسعار ستكون منافسة مقارنة بتلك التي تعتمد عليها سوريا حاليا، حيث تأتي إمداداتها من بانياس البعيدة على البحر المتوسط، بينما يقدم الأردن خيارا أقرب جغرافيا وأقل تكلفة.

زيارة رسمية وبحث أوسع للتعاون

وجاء هذا العرض الأردني ضمن زيارة وفد اقتصادي رسمي إلى سوريا، الأسبوع الماضي، التقى خلالها وزير الطاقة السوري محمد البشير. وناقش الوفد أيضا إمكانية المساهمة في تطوير الثروات المعدنية السورية، وخاصة الفوسفات، ما يشير إلى اهتمام أردني أبعد من مجرد بيع المشتقات النفطية، ليشمل مشاريع استثمارية طويلة الأمد.

النقل بالصهاريج وخطط مستقبلية لخط أنابيب

أشار الحياري إلى أن عمليات نقل المشتقات البترولية ستتم مبدئيا عبر صهاريج الشاحنات، لكن لم يستبعد إمكانية دراسة إنشاء خط أنابيب بين البلدين في المستقبل إذا أثبتت الفكرة جدواها الاقتصادية. وتعكس هذه الخطوة رؤية استراتيجية بعيدة المدى، قد تساهم في استقرار إمدادات الطاقة وتسهيل حركة التبادل التجاري بين الأردن وسوريا.

سوريا بعد الحرب: بلد مستورد للطاقة

تشير التقارير المتخصصة إلى أن سوريا تحولت منذ عام 2011 من بلد مصدر للنفط إلى مستورد شبه كلي للطاقة. فبحسب منصة “الطاقة”، تستورد دمشق اليوم نحو 5 ملايين برميل شهريا، أي أكثر من 160 ألف برميل يوميا، بعدما كانت تصدر 150 ألف برميل يوميا من الخام.

اقرأ أيضًا: الكويت تفاجئ سوريا بقرار سعيد يخص مواطنيها.. ما هو؟

ويعود ذلك إلى تراجع الإنتاج السوري من نحو 400 ألف برميل يومياً بين 2008 و2010 إلى أقل من 30 ألف برميل يوميا في 2023، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

دعوة رسمية للشركات الدولية للعودة

وفي محاولة لإنعاش قطاع النفط والغاز المنهار، دعا وزير النفط والثروة المعدنية السوري غياث دياب الشركات الدولية التي كانت تعمل في سوريا قبل الحرب إلى العودة، خاصة بعد قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن قطاع الطاقة الشهر الماضي.

ويرى خبراء أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة قد تغير من ملامح السوق السورية للطاقة في السنوات المقبلة.

منفعة متبادلة بظروف معقدة

وفي ظل التحولات الجيوسياسية المعقدة في المنطقة، يمثل العرض الأردني فرصة نادرة لتفعيل التعاون الاقتصادي العربي، خاصة في قطاع حيوي مثل الطاقة. وبالنسبة للأردن، فإن فتح منفذ جديد لتسويق منتجاته البترولية يعزز من موقعه كلاعب إقليمي مهم في سوق الطاقة، بينما تمثل لسوريا فرصة لتخفيف أزمتها الطاقية المزمنة بكلفة أقل وبشروط تجارية واضحة.

زر الذهاب إلى الأعلى