400 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الصين والعرب في 2024

واصلت العلاقات الاقتصادية بين الصين والدول العربية تسجيل مستويات قياسية، بعدما تخطى حجم التبادل التجاري بين الصين والعرب حاجز الـ400 مليار حاجز الـ400 مليار دولار أميركي خلال عام 2024، لترسّخ الصين بذلك مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية للعام العاشر على التوالي، وفق ما أعلنه رن هونغ بين، رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية.
قفزة في حجم التبادل التجاري بين الصين والعرب
شهدت العلاقات التجارية بين الجانبين نموًا لافتًا خلال العقدين الماضيين، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري من 36.7 مليار دولار في عام 2004 إلى أكثر من 400 مليار دولار في عام 2024، أي بزيادة تتجاوز عشرة أضعاف خلال عشرين عامًا. ويعكس هذا النمو المتسارع عمق العلاقات الاقتصادية والتجارية المتبادلة بين الصين والعالم العربي، واهتمام الجانبين بتطوير شراكة استراتيجية مبنية على المصالح المشتركة والفرص التنموية.
قطاعات متنوعة واستثمارات متبادلة
أوضح هونغ بين أن الاستثمارات بين الجانبين شملت طيفًا واسعًا من القطاعات الاقتصادية الحيوية، من بينها النفط والغاز، والبنية التحتية، والصناعات التحويلية، إلى جانب قطاعات الطاقة الجديدة والرعاية الصحية والتكنولوجيا الرقمية. وأضاف أن هذه الاستثمارات ساهمت في تطوير بيئة اقتصادية متكاملة، وخلقت فرصاً جديدة للنمو والتوظيف، خصوصًا في الدول العربية ذات الرؤية الاقتصادية التنموية مثل السعودية والإمارات ومصر.
اقرأ ايضا: مصر تطلب الاستفادة من التجربة الصينية في بناء إسكان محدودي الدخل
تكنولوجيا حديثة لتعزيز التكامل الصناعي
أكد رئيس المجلس الصيني أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا نوعيًا في طبيعة التعاون الاقتصادي، من خلال إدراج مجالات التكنولوجيا الحديثة في صميم العلاقات التجارية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، وتكنولوجيا الفضاء. وقد ساعد هذا التوجه في تعزيز التكامل بين سلاسل التوريد والصناعة في الجانبين، وهو ما من شأنه تقوية القدرة التنافسية للاقتصادات العربية على المستوى الدولي، مع الاستفادة من التجربة الصينية في التصنيع الذكي والابتكار التكنولوجي.
مبادرات كبرى تدفع التعاون قدماً
ويأتي هذا التطور ضمن إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها بكين لتعزيز التعاون مع الشركاء العالميين، والتي تلعب الدول العربية دوراً محورياً فيها من خلال مشاريع البنية التحتية والنقل والموانئ واللوجستيات. كما أسهمت الاتفاقيات الاستراتيجية الموقعة بين الجانبين في تسهيل حركة التجارة وتدفق الاستثمارات، لا سيما مع تأسيس مناطق صناعية حرة مشتركة في عدد من الدول العربية، وتكثيف المشاركة في المعارض والمؤتمرات الاقتصادية الثنائية.
شراكة إستراتيجية تمتد للمستقبل
تدل هذه الأرقام والمؤشرات على أن العلاقات الاقتصادية بين الصين والدول العربية تجاوزت حدود التبادل التجاري التقليدي، لتتحول إلى شراكة استراتيجية شاملة، تعتمد على التبادل التكنولوجي والاستثماري، وتستهدف تحقيق مصالح طويلة الأمد لكلا الطرفين. ومع استمرار التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، يبدو أن هذه الشراكة مرشحة لمزيد من النمو والتمدد، خصوصًا في مجالات الطاقة النظيفة، والتعليم، والتحول الرقمي.
التكامل الصيني العربي يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة
في ضوء ما تحقق خلال العقدين الماضيين، يُتوقع أن يستمر الزخم الإيجابي في العلاقات التجارية بين الصين والدول العربية، مدفوعًا برغبة الطرفين في تعميق الشراكة، ومواجهة التحديات العالمية من موقع التعاون لا التنافس. ومع دخول مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة على خط التعاون، فإن فرص التكامل أصبحت أكثر اتساعًا، ما يجعل من العلاقة بين الصين والدول العربية نموذجًا للتعاون جنوب-جنوب في القرن الحادي والعشرين.