5 متاحف لا تُفوّت زيارتها في إسطنبول
لطالما كانت إسطنبول، التي كانت تُعرف سابقًا باسم القسطنطينية، مدينةً يتجلَّى فيها التاريخ في كل حجر وفي كل أفق. اليوم، تشهد هذه المدينة، ملتقى الإمبراطوريات، نهضة متاحف لافتة، حيث تُحوّل المتاحف الجديدة والمرممة حديثًا مشهد المدينة إلى ساحة لعب ديناميكية لعشاق التراث والباحثين عن الإبداع المعاصر.
لا يقتصر هذا التحول على الحفاظ على الماضي فحسب، بل هو احتفاءٌ بنبض إسطنبول الإبداعي في القرن الحادي والعشرين.
- مبنى إسطنبول الحديث، من تصميم رينزو بيانو، على مضيق البوسفور
إسطنبول الحديثة.. حيث يلتقي الابتكار بالبوسفور
يهيمن متحف إسطنبول الحديث الجديد والمذهل، من تصميم المهندس المعماري الشهير رينزو بيانو، على واجهة البوسفور المائية. يُجسّد هذا الهيكل الجريء المصنوع من الخرسانة والفولاذ، والذي يُذكّر بمشاريع بيانو الشهيرة مثل متحف ويتني للفن الأمريكي، طموحات إسطنبول الفنية.
- “بين العوالم” للفنانة تشيهارو شيوتا في متحف إسطنبول للفن الحديث
في الداخل، يجوب الزوار صالات عرض مخصصة للفن التركي منذ عام 1945، حيث يصادفون كل شيء من لوحات ألبرت بيتران المزخرفة بالطلاء إلى الأعمال الرقمية الآسرة لخليل ألتينديري. تُؤطّر الجدران الزجاجية الضخمة للمتحف مشهد إسطنبول الحضري، جاعلةً من المدينة نفسها معرضًا حيًا.
تطالب الفنانات، اللواتي لطالما أُهملن، بمكانتهن الحقيقية هنا. تُجسّد ألوان فخر النساء زيد الصاخبة وشخصيات سميحة بيركسوي الحالمة إبداع المرأة، بينما تُشكّل المدينة المتغيرة باستمرار مصدر إلهام دائم.
- متحف إسطنبول للرسم والنحت
الرسم والنحت.. قصة الفن التركي تتكشف
في الجوار، أُعيد إحياء متحف إسطنبول للرسم والنحت في مستودع سابق صممه مكتب إمري أرولات للهندسة المعمارية. يُحدّد تصميم المبنى الصناعي الأنيق – عوارض شبكية وصناديق حمراء بارزة – نكهة رحلة عبر الفن التركي في القرنين التاسع عشر والعشرين.
تزخر صالات العرض بحركات فنية من الواقعية الاشتراكية إلى آرت ديكو، إلا أن سنوات ما بين الحربين العالميتين تتألق ببريقها، مع لوحات نامق إسماعيل ذات الملمس الخشن و”حفلة التنكر” المتفجرة لعلي عوني جلبي. يُعد المتحف خريطة زمنية نابضة بالحياة للتطور الفني في تركيا.
- فن إسطنبول فيشانه
فن إسطنبول فيشانه.. ماضٍ صناعي حاضر إبداعي
على خليج القرن الذهبي، أُعيد إحياء مصنع طرابيش يعود للقرن التاسع عشر ليصبح “فن إسطنبول فيشانه”، مركزًا مترامي الأطراف للمعارض والأدب. في عهد رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو، حوّلت بلدية إسطنبول المساحات الصناعية المهملة إلى منارات ثقافية.
هنا، تُعدّ الكتب – من روايات أورهان باموق إلى موسوعات الفن – جزءًا لا يتجزأ من الفن. وتجعل التعاونات الدولية والمنشآت الفنية ذات الطابع الأدبي، مثل نصب الكتب النحتية لأحمد غونستيكين، من هذا المتحف نقطة جذب للطبقة الإبداعية الناشئة في المدينة.
- حمام زيريك سينيلي
حمام زيرك جينيلي.. التاريخ يُغمر في ضوء جديد
يُعد حمام زيرك جينيلي، الذي بناه المعماري سنان في القرن السادس عشر، تحفة معمارية عثمانية، وقد خضع مؤخرًا لترميمات دقيقة. بعد ثلاثة عشر عامًا من التجديد الدقيق، لا يقتصر الحمام على تجارب الاستحمام التقليدية فحسب، بل يضم أيضًا معارض متحفية.
ينبهر الزوار بالأواني الزجاجية البيزنطية وبلاط إزنيق النادر – بعض القطع معروضة في ملحق جديد، والبعض الآخر في متاحف عالمية مرموقة. تملأ الآن أعمال فنية حديثة خزانه القديم، نسجت حكايات معاصرة في أحجار عمرها قرون.
- متحف الحضارات الإسلامية
متحف الحضارات الإسلامية.. الإيمان والفن والتراث
لعل أكثر محطاته إثارةً للذكريات هو متحف الحضارات الإسلامية، وهو ملحق مُضاء بأناقة لمسجد تشاملجا الكبير، أكبر مساجد تركيا. هنا، يستكشف المؤمنون والفضوليون على حد سواء كنزًا من السجاد والعملات والمخطوطات، وحتى الآثار المنسوبة إلى النبي محمد.
تتتبع المجموعة المسيرة الروحية والفنية للإسلام، من خلال أشجار عائلة خطية خلابة، وقفاطين متلألئة بنقوشها، وبلاط إزنيقي آسر يُحاكي إرث إسطنبول الفني.
اقرأ أيضًا.. إحياء توت عنخ آمون من جديد في لندن.. قطعة أثرية بـ«جندب غينول» تشعل قضية الآثار المسروقة| شاهد
مدينة متحفية للعصر الحديث
من المصانع المُحوّلة إلى المباني الجديدة البراقة والآثار المُرممة بعناية، تُعيد لحظة إسطنبول المتحفية تعريف المدينة. كل محطة على طول هذه الدائرة الثقافية تدعو الزوار إلى الانغماس في تاريخ إسطنبول متعدد الطبقات، ولكن أيضًا لمشاهدة إعادة ابتكارها الدؤوبة – حيث تلتقي أصداء العصور الرومانية والبيزنطية والعثمانية بالصوت المتجدد لفنانين اليوم.