60 نعشاً تهز طهران.. كيف ودعت إيران قادتها وعلماءها ضحايا الحرب مع إسرائيل؟

في مشهد مهيب وغير مسبوق، ودعت إيران اليوم علماءها وقادتها الذين استهدفتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما.

واهتزّت العاصمة الإيرانية طهران صباح السبت بمراسم تشييع رسمية لـ60 من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قُتلوا خلال الضربات الإسرائيلية الأخيرة، ضمن ما بات يُعرف بـ”حرب الـ12 يوماً” بين تل أبيب وطهران.

تشييع رمزي يهزّ العاصمة طهران

انطلقت مراسم التشييع عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (4:30 ت غ) من ساحة “انقلاب”، وامتد الموكب الجنائزي إلى ساحة “آزادي”، في مشهد نقلته قنوات التلفزيون الرسمية مباشرةً، مصحوباً بتعليقات وصفت اليوم بأنه “تاريخي في مسار الثورة الإسلامية”.

ولفّت النعوش بالعلم الإيراني، ووضعت عليها صور القتلى بزيهم العسكري، بينما تصدّر المشهد قادة كبار وشخصيات رسمية على رأسهم الرئيس مسعود بزشكيان، وقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري إسماعيل قاآني، بالإضافة إلى المستشار الأمني للمرشد الأعلى، علي شمخاني، الذي ظهر رغم إصابته في إحدى الضربات الإسرائيلية.

مقتل رموز عسكرية ونووية خلال حرب إيران مع إسرائيل

وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، فإن قائمة الضحايا تشمل أسماء بارزة في القيادة العسكرية والعلمية، أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، وهو المسؤول عن برنامج المسيّرات والصواريخ الباليستية الإيرانية. وقد قُتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته، الصحافية في إحدى وسائل الإعلام الإيرانية.

كما تضم القائمة عدداً من العلماء النوويين، من بينهم محمد مهندي طهرانجي وزوجته، إلى جانب أربعة أطفال وأربع نساء، في ما وصفته وسائل الإعلام الإيرانية بـ”الخسارة الوطنية الفادحة”.

ترامب يفضح كواليس ضربات إسرائيل على إيران

فيما لا تزال إيران تلملم جراحها، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات نارية عبر منصته “تروث سوشيال”، قال فيها: “كنت أعرف مكان اختباء خامنئي، لكنني منعت إسرائيل والجيش الأميركي من إنهاء حياته”. وأضاف: “كنت مستعداً لرفع العقوبات، لكن بياناً عدائياً من خامنئي أوقف كل شيء”.

وحذر ترامب من أن واشنطن “لن تتردد” في توجيه ضربات جديدة إذا ما عادت طهران إلى تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، مشدداً على أن القوات الأميركية “الأقوى في العالم” لا تزال على أهبة الاستعداد.

إيران ترد وتحذر

وفي أول رد رسمي، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تصريحات ترامب بأنها “مهينة وغير مقبولة”، مطالباً بـ”تغيير الخطاب” إذا أرادت واشنطن استئناف المفاوضات. وكتب على منصة “إكس”: “الشعب الإيراني لن يقبل الإهانة أو التهديدات، والمرشد الأعلى يمثل إرادة أمة صامدة”.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد ظهر الخميس في كلمة متلفزة بعد وقف إطلاق النار، قال فيها إن “الشعب الإيراني انتصر على الكيان الصهيوني الزائف”، مشدداً على أن “الضربات الأميركية لم تؤثر على منشآتنا النووية”، في إشارة إلى الضربات التي شنتها واشنطن يومي 21 و22 يونيو على ثلاثة مواقع نووية رئيسة في البلاد.

خسائر إيران بعد الحرب ضد إسرائيل

أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أن حصيلة القتلى المدنيين خلال حرب الـ12 يوماً بلغت 627 شخصاً، فيما قُتل في إسرائيل 28 شخصاً جراء الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية.

وشهدت الحرب تصعيداً واسع النطاق بدأ بهجوم إسرائيلي فجر 13 يونيو، استهدف مواقع نووية وعسكرية حساسة، وتلاه اغتيالات نفذتها وحدات خاصة طالت قادة في منازلهم.

وردت طهران بهجمات صاروخية وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع في إسرائيل، وقاعدة أميركية في قطر، في أول عملية مباشرة من هذا النوع منذ سنوات.

غموض يكتنف مستقبل المفاوضات النووية

رغم إعلان ترامب أن المفاوضات حول اتفاق نووي جديد “قد تبدأ الأسبوع المقبل”، نفت طهران أي نية لاستئناف الحوار. وأكد خامنئي أن إيران لن ترضخ للضغوط، متعهداً بمواصلة برنامج بلاده النووي السلمي، على حد قوله.

وفيما تترقب العواصم الإقليمية والدولية ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، لا تزال شوارع طهران تعيش على وقع الحرب التي خلّفت جراحاً غائرة في قلب المؤسسة العسكرية والنخبة النووية، وسط شكوك متزايدة بشأن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات.

اقرا أيضا.. تفاصيل الصفقة الكبرى بين ترامب ونتنياهو.. هل تتوقف الحرب في غزة خلال أيام؟

زر الذهاب إلى الأعلى