8000 أجنبي من 55 جنسية.. ماذا يفعلون في سوريا؟


في عمق صحراء سوريا، وبين الحدود الملتهبة والتجاذبات السياسية، يوجد نحو 8000 شخص من 55 جنسية مختلفة في مخيمي “الهول” و”روج” شمال شرقي سوريا.
بحسب تقارير فقد تحول هذان المخيمان من مراكز إيواء مؤقتة إلى معضلة أمنية وإنسانية تثير قلق المجتمع الدولي.
سوريا وإرث داعش العالق في المخيمات
مع هزيمة تنظيم داعش في 2019، وجد الآلاف من مقاتليه وعائلاتهم أنفسهم محتجزين في هذه المخيمات، التي تديرها “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا.
الغالبية العظمى من هؤلاء الأجانب هم نساء وأطفال من جنسيات أوروبية وآسيوية وأفريقية، إضافة إلى عدد من مقاتلي التنظيم الذين لم تتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
رغم أن بعض الدول أبدت استعدادها لاستعادة رعاياها، فإن دولًا أخرى ترفض ذلك بشدة، معتبرة أن هؤلاء يشكلون خطرًا أمنيًا، حتى أن بعض الحكومات قامت بسحب جنسياتهم، مما جعل مصيرهم مجهولًا في هذه المنطقة المضطربة.
معسكرات التطرف في سوريا
المخاوف الأمنية من بقاء هؤلاء الأجانب داخل سوريا لا تتعلق فقط بإعادتهم إلى بلدانهم، بل تتعداها إلى إمكانية تحول المخيمات إلى بيئة خصبة لإعادة إنتاج الفكر المتطرف.
تقارير أمنية تشير إلى أن العديد من الأطفال داخل المخيمات يتعرضون لتلقين أيديولوجي متطرف، وسط محاولات تنظيم داعش استعادة نفوذه عبر خلاياه النائمة.
يقول شيخموس أحمد، المسؤول في “الإدارة الذاتية”، إن المجتمع الدولي تخلى عن مسؤولياته، تاركًا عبء التعامل مع هذا الملف الثقيل على كاهل الإدارة المحلية.
ووفق تقارير فإنه مع تزايد التوترات الأمنية، تتحول هذه المخيمات إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
الجهود الدولية لحل أزمة الرعايا الأجانب
تسعى الولايات المتحدة والأمم المتحدة للضغط على الدول المعنية لاستعادة رعاياها، لكن الاستجابة بطيئة.
في المقابل، تعمل الحكومة العراقية على إعادة مواطنيها من المخيمات، حيث أعادت أكثر من 12500 شخص على مدار السنوات الماضية، لكنها ما زالت تواجه صعوبات في التعامل مع العدد المتبقي.
أما الأوروبيون، فرغم أنهم يراقبون الوضع بقلق، إلا أن تحركاتهم لإعادة مواطنيهم محدودة جدًا، بينما تبقى دول أخرى، مثل تونس ودول آسيوية، مترددة في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن استعادة مواطنيها.
مصير الأجانب في سوريا
مع استمرار الرفض الدولي لإعادتهم، وعدم قدرة “الإدارة الذاتية” على احتوائهم إلى أجل غير مسمى، يظل مصير هؤلاء الأجانب في سوريا مجهولًا. فهل سيجد المجتمع الدولي حلًا لهذه الأزمة، أم ستبقى المخيمات أرضًا خصبة لولادة جيل جديد من المتطرفين ؟
اقرأ أيضا.. انقسام أم توزيع أدوار.. روسيا وأمريكا بين غزل ترامب وبوتين وتهديدات فانس وبيلاوسوف
