98 % من الزيوت مستوردة.. 29 ألف فدان محاصيل زيتية جديدة “تدخل الخدمة”

تستورد مصر ما يقرب من 98% من احتياجاتها من الزيوت نتيجة قلة المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية، وهو الأمر الذي يجعل سعر الزيوت مرتفعًا باستمرار؛ حيث لا يملك المستوردون المصريون أيَّ تحكُّم فيه، بل يمكن القول: إن السعر بالكامل يأتي من الخارج.

ونتيجة لذلك بدأت مختلف أجهزة الدولة العمل على زيادة المساحات المزروعة بالنباتات الزيتية، ومن بين تلك الجهات الشركة تنمية الريف المصرى الجديد، المسئولة عن تنفيذ وإدارة المشروع القومى لاستصلاح وإستزراع وتنمية المليون ونصف المليون فدان.

استيراد كميات كبيرة من الزيوت

وأشار تقرير صادر عن قسم بحوث المحاصيل الزيتية في معهد المحاصيل الحقلية إلى أن إجمالي كميات الزيوت والبذور الزيتية، التي يتم استيرادها من الخارج، تصل إلى 5.7 مليون طن سنوياً، منها مليوني طن زيوت، و3.7 مليون طن بذور زيتية.

اقرأ أيضًا: الإنتاج الحربي تكشف عن تصنيعها جهاز استخلاص الزيوت العطرية محلياً

وأضاف التقرير أن المساحات المزروعة بالفول السوداني بلغت 160 ألف فدان تنتج 240 ألف طن، بالإضافة إلي زراعة 38 ألف فدان بفول الصويا تنتج 57 ألف طن، علاوة على زراعة 64 ألف فدان سمسم تنتج 37.8 ألف طن، وزراعة مساحة 28 ألف فدان بمحصول دوًار الشمس تنتج 33.6 ألف طن، وزراعة 2000 فدان بنبات الكانولا تنتج 2800 طن، بينما يتم زراعة 26 ألف فدان بالكتان تنتج 13 ألف طن.

وأوضح التقرير أن زيوت الطعام، التي تقوم مصر باستيرادها من الخارج، تقدر بـ 3.7 مليون طن بذور زيتية، و2 مليون طن زيوت، وأشار التقرير إلي أن هذه البذور والزيوت يمكن تصنيفها إلي 3.7 مليون طن بذور فول الصويا بقيمة 2.1 مليار جنيه، واستيراد 70 ألف طن بذور دوار الشمس بقيمة 423 مليون جنيه، فضلاً عن استيراد 1.3 مليون طن زيت نخيل، واستيراد 114 ألف طن زيت فول صويا، علاوة على استيراد 536 ألف طن زيت دوار الشمس.

مشاكل زراعة المحاصيل الزيتية

وأكد التقرير أن من أهم مشكلات وتحديات زراعة المحاصيل الزيتية أنها ضعيفة المنافسة مع المحاصيل الآخري، فمثلا محصول دوار الشمس يزرع صيفا مع الذرة والأرز وبعمل مقارنة بين أسعار المحاصيل الثلاثة سنجد أنه “دوار الشمس” يأتي في المرتبة الثالثة، أي أن عائداته أقل.

وأضاف أنه رغم ذلك إلا أن المحاصيل الزيتية يمكن أن تزرع في أكثر من عروة وفي مختلف أنواع الأراضي حتي الجديدة والمستصلحة وذات الملوحة العالية.

29 ألف فدان محاصيل زيتية جديدة

وبالفعل تعاقدت الشركة مؤخرا علي استثمار مساحة تقدَّر بـ 29 ألف فدان لصالح شركة “المجد جروب”، لإقامة مشروع زراعى صناعى متكامل، وزراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الزيتية، وفى مقدمتها محصولى دوار الشمس وفول الصويا بهدف إنتاج زيت الطعام والأعلاف.

اقرأ أيضًا: شركات برازيلية تستعد لإنشاء منطقة لوجستية تخزينية للحبوب والسكر والزيوت في مصر

وأكد اللواء عمرو عبد الوهاب، العضو المنتدب لشركة الريف المصري، أن هذا الاستثمار خطوة مهمة نحو تخصيص مساحات الأراضى اللازمة لزراعة كافة المحاصيل الإستراتيچية بمختلف مناطق الريف المصرى الجديد وخاصة المحاصيل الزيتية.

وأكد أن المحاصيل الزيتية تعتبر محاصيل تصنيعية ضرورية للسوق المحلية، حيث تقوم عليها العديد من الصناعات الغذائية والطبية المهمة، بالإضافة إلى صناعة الأعلاف الحيوانية، وهو ما يجعلها تساهم بدورٍ فعالٍ فى الإقتصاد القومى، وأشار إلى أن مصر تمتلك أغلب المقومات المناخية اللازمة وخصائص التربة والموارد البشرية والمائية التى تتناسب مع زراعة وإنتاج المحاصيل الزيتية، إلا أنها ظلت تعانى لفترات طويلة من تراجع المساحات المزروعة بهذه المحاصيل، وهو ما إضطر بدوره إلى استيراد ما يزيد من 90% من احتياجاتها من الزيوت النباتية خلال السنوات العشرة الأخيرة .

تراجع ربحية المزارعين

من جانبه أوضح د. جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن الإنتاج المصري من الزيوت تراجع بسبب تراجع المساحات المزروعة بمحصول القطن، حيث كان يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي في إنتاج الزيوت.

وأضاف أن المزارعين لا يُقبلون على زراعة هذه المحاصيل بسبب انخفاض الربحية الخاصة بها؛ لذلك فإنهم يُفضِّلون زراعة محاصيل أخرى أكثر ربحيةً، وأقل في القِيمة الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى