“CMA CGM” الفرنسية تستأنف عبور قناة السويس بسفينة حاويات عملاقة الشهر المقبل

في خطوة تعكس تنامي الثقة الدولية في قناة السويس كممر ملاحي آمن، تستعد شركة CMA CGM الفرنسية، إحدى أكبر شركات النقل البحري في العالم، لإعادة تشغيل عبور إحدى سفنها العملاقة عبر القناة خلال شهر يونيو المقبل، بعد فترة من تجنب المرور بها نتيجة التوترات الأمنية في البحر الأحمر.
وبحسب ما ذكرته منصة eeSea المتخصصة في تتبع خطوط الملاحة العالمية، فمن المقرر أن تعبر سفينة الحاويات “جول فيرن” Jules Verne، التابعة للشركة، قناة السويس في الاتجاه الجنوبي يوم 21 يونيو 2025.
وتبلغ سعة السفينة نحو 16,000 حاوية نمطية، ما يجعلها من بين أكبر السفن التي تستأنف استخدام هذا الممر الحيوي مؤخرًا.

سفينة الحاويات جول فيرن تعبر قناة السويس
وتعمل سفينة الحاويات “جول فيرن” ضمن خدمة MED2 التي تديرها “CMA CGM” كجزء من تحالف المحيطات، والذي يربط بين موانئ آسيا والبحر الأبيض المتوسط.
وكانت السفينة قد غيرت مسارها مؤقتًا لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح عوضًا عن قناة السويس في رحلتها الغربية، نتيجة للاضطرابات الأمنية في المنطقة.
اقرأ أيضًا: قناة السويس تمدد تخفيضات رسوم سفن الحاويات وناقلات الوقود والسيارات حتى نهاية 2025
وتشير البيانات إلى أن السفينة ستتوقف في فالنسيا وبرشلونة ومرسيليا، قبل الوصول إلى مركز إعادة الشحن الرئيسي للشركة في مارساشلوك بمالطا يوم 17 يونيو، على أن تواصل بعد ذلك طريقها إلى ميناء جدة في المملكة العربية السعودية يوم 24 يونيو، ثم تتجه شرقًا إلى ميناء كلانج في ماليزيا.

مسار “جول فيرن” للعبور من قناة السويس
وبحسب جون كينجوري، مدير العمليات في منصة eeSea، فإن سفينة الحاويات “جول فيرن” وصلت إلى مارساشلوك بتأخير يُقدّر بنحو 15 يومًا. إلا أن قرار عبور قناة السويس بدلًا من الالتفاف حول القارة الإفريقية سيساهم في تقليص التأخير إلى نحو 6 أيام فقط عند الوصول إلى وجهتها النهائية في آسيا.
وأوضح كينجوري أن “CMA CGM” تتبنى استخدام قناة السويس كخيار استراتيجي لتقليل التأخيرات واستعادة انتظام الجداول الزمنية لرحلات العودة من أوروبا إلى آسيا، حيث تتمتع هذه المرحلة بهامش زمني مرن، بعكس رحلات الذهاب.
ويُعد هذا القرار مؤشراً إيجابيًا على استعادة القناة لثقة كبرى شركات الملاحة الدولية، رغم التحديات الجيوسياسية التي لا تزال قائمة في بعض مناطق البحر الأحمر.