F-16 تواجه Su-30 في معركة السيطرة على سماء أوكرانيا.. أي المقاتلتين سيفرض هيمنته؟
بينما يتطور الصراع العسكري في أوكرانيا ويتوسع نطاقه الجوي، تتجه الأنظار إلى مقاتلات الجيل الرابع التي تشكل العمود الفقري لأساطيل الجو المتصارعة، وعلى رأسها Su-30 الروسية المتعددة المهام وثنائية المحرك، وF-16 Fighting Falcon الأمريكية الخفيفة متعددة الاستخدامات.
كلاهما من الجيل الرابع، وكلاهما مصمم ليهيمن على الأجواء، لكنهما يعكسان فلسفتين مختلفتين في القتال الجوي. وبينما تتلقى أوكرانيا دعمًا غربيًا بمقاتلات F-16، تعتمد روسيا على إرثها السوفيتي المدعوم بتحديثات مستمرة لمنصة Su-30 ومشتقاتها. فمَن له الغلبة فعليًا في هذا الصراع؟ هذه المقارنة الشاملة تجيب عن السؤال، انطلاقًا من الواقع الميداني مرورًا بالمواصفات الفنية والتكتيكية وانتهاءً بالانتشار العالمي.
تطوير الطائرتين قبل المعاوك الجوية في أوكرانيا
F-16 Fighting Falcon الولايات المتحدة الأمريكية:
طائرة خفيفة الوزن، أحادية المحرك، مصممة أساسًا كطائرة قتال جوي، وتم تطويرها لاحقًا لتشمل مهام متعددة. تمتاز بالمرونة، وقابلية التحديث، وسهولة الصيانة، وانتشارها الواسع حول العالم.
طوّرت في السبعينيات من قبل شركة جنرال دايناميكس (ثم لاحقًا لوكهيد مارتن)، كطائرة اقتصادية، مع قدرات متقدمة في المناورة الجوية والاشتباك بعيد المدى. دخلت الخدمة عام 1978 وسرعان ما أصبحت واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة إنتاجًا وانتشارًا عالميًا.
Su-30 Flanker-C روسيا:
مشتقة من Su-27، طُورت لتكون طائرة متعددة المهام طويلة المدى، بقدرات هائلة في التفوق الجوي والهجوم الأرضي. تعتمد على محركين ورادارات قوية وقدرة على الطيران لمسافات بعيدة. تمتاز بقدرتها على تنفيذ مهام القتال الجوي والضربات الأرضية في آن واحد، وتُستخدم في نسخ مختلفة من قبل روسيا والهند والصين وغيرها.
التصميم والفلسفة القتالية
F-16 تستند إلى فلسفة القتال المرن السريع، وتعتمد على الرشاقة، والتكامل الشبكي مع طائرات الأواكس والرادارات الأرضية، والقدرة على تنفيذ ضربات دقيقة بتكاليف تشغيل منخفضة.
Su-30 تمثل مدرسة القوة الغاشمة والمدى الطويل، حيث تعتمد على محركين قويين وقدرة عالية على حمل الأسلحة، ومناسبة تمامًا للعمل في بيئات بعيدة أو بدون دعم جوي مباشر. كما أن بعض النسخ (مثل Su-30MKI وSM2) مزودة بأنظمة دفع موجه تعزز قدرات المناورة.
الأداء والمواصفات الفنية
F-16 Fighting Falcon
- مقاتلات F-16
السرعة القصوى: حوالي 2 ماخ “2,120 كم/س”
المدى القتالي: 550 كم “قابل للزيادة بالتزود بالوقود جوًا”
المدى الأقصى: 4,200 كم
الارتفاع الأقصى: 15,240 متر
الحمولة التسليحية: 7,700 كجم
المحرك: محرك واحد من نوع Pratt & Whitney F100 أو General Electric F110
المناورة: ممتازة في الاشتباكات القريبة “Dogfight”
Su-30
- مقاتلات Su-30 الروسية
السرعة القصوى: 2 ماخ “2,100 كم/س”
المدى القتالي: 1,500 كم
المدى الأقصى: 3,000 إلى 3,500 كم “حسب الحمولة”
الارتفاع الأقصى: 17,300 متر
عدد المحركات: محركان من نوع Saturn AL-31F
الحمولة التسليحية: 8,000 كجم
أنظمة الملاحة: متقدمة (بعض النسخ مزودة بأنظمة روسية وفرنسية وإسرائيلية متكاملة)
اقرأ أيضاً.. حشد 50 ألف جندي من روسيا وكوريا الشمالية لجبهة خاركيف.. ماذا يحدث؟
التسليح وأنظمة القتال
F-16 تمتلك مدفع داخلي من نوع: M61 Vulcan عيار 20 ملم
الصواريخ: AIM-9 Sidewinder، AIM-120 AMRAAM، AGM-65 Maverick، JDAM، صواريخ جو-أرض دقيقة
أنظمة الرادار: AN/APG-68 أو AESA في النسخ الحديثة
التكامل الشبكي: متقدم جدًا (Link-16، قدرات حرب إلكترونية غربية)
Su-30 .. المدفع الداخلي لها من نوع: GSh-30-1 عيار 30 ملم
الصواريخ: جو-جو: R-73 (قريب المدى)، R-77 (مماثل لـAMRAAM)، R-27
جو-أرض: صواريخ Kh-29 وKh-31 وKh-59
قدرة على حمل صواريخ مضادة للسفن وصواريخ كروز
الرادار: N011 Bars أو N035 Irbis في النسخ الحديثة (إصدارات متعددة)
أنظمة حرب إلكترونية: متفاوتة حسب النسخة، لكنها قوية في النسخ التصديرية مثل MKI وSM2
الدول المشغلة والانتشار العالمي
F-16 .. أكثر من 25 دولة، أبرزها: الولايات المتحدة، إسرائيل، تركيا، مصر، الإمارات، بولندا، النرويج، هولندا، البحرين، العراق، وأوكرانيا “حديثًا”.
Su-30 .. تُشغلها روسيا، الهند، الجزائر، فيتنام، الصين، إندونيسيا، فنزويلا، ماليزيا، بيلاروسيا .. وتختلف النسخ من دولة لأخرى.
عدد النسخ المُنتجة
F-16 .. أكثر من 4,600 طائرة حتى اليوم
Su-30 .. أكثر من 630 طائرة حتى الآن
التسعير التقريبي “حسب النسخة وسنة الإنتاج”
F-16 يتراوح بين 30 إلى 60 مليون دولار للطائرة حسب التحديثات “النسخ الأحدث مثل F-16V أغلى”
Su-30 .. تتراوح بين 45 إلى 70 مليون دولار حسب النسخة والمواصفات
في سماء أوكرانيا.. من يتفوق؟ وماذا يعني دخول F-16؟
روسيا تشغّل Su-30SM ضمن العمليات في أوكرانيا، وتُستخدم في مهام التفوق الجوي والضربات التكتيكية بعيدة المدى.
أوكرانيا لا تملك Su-30، لكنها كانت تشغّل Su-27، وتنتظر حاليًا تسلم F-16 من دول الناتو، والتي قد تُحدث نقلة نوعية في معادلة القتال الجوي، خاصة إذا دعمتها أنظمة ISR وأواكس غربية.
التقييم الفني:
Su-30 تتفوق في المدى، الحمولة، والقدرة على البقاء طويلًا في المعركة الجوية، وتناسب المهام الاستراتيجية والهجمات المتعددة الأهداف.
F-16 تمتاز بالمرونة، والتكامل الشبكي، والدقة العالية في التوجيه، وسهولة الصيانة والتشغيل.
لكن الفارق الحقيقي لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بمنظومة القتال الكاملة التي تُرافق الطائرة من معلومات واستشعار واتصالات وحرب إلكترونية. وهنا قد تكون كفة F-16 مرجحة إذا تم توظيفها بشكل متكامل ضمن منظومة غربية حديثة، كما هو مخطط له في أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: صاروخ براهموس.. الهند تدشن أكبر مصنع لإنتاج الأسلحة الروسية على أراضيها