HIMARS.. رمز التفوق الصاروخي الأمريكي| قوة نارية تغير موازيين أي معركة

تُعد راجمة الصواريخ HIMARS (نظام المدفعية الصاروخية عالي الحركة) أخف وأحدث أفراد عائلة راجمات MLRS الأميركية، إذ تعتمد على شاحنة تكتيكية مدولبة خفيفة الحركة من طراز FMTV، ما يمنحها قدرة على الوصول لمناطق كانت بعيدة عن متناول الراجمة التقليدية المجنزرة M270.

يدمج HIMARS بين القوة النارية العالية والحركية المتفوقة، حيث يمكنه إطلاق 6 صواريخ من عيار 227 ملم أو صاروخ واحد من طراز ATACMS بعيد المدى، قبل أن ينسحب بسرعة لتجنب النيران المضادة، ما يجعله مثالياً لضربات الكر والفر الحديثة.

صواريخ هيمارس HIMARS .. أنظمة ذكية ومرونة تشغيلية

تمتلك HIMARS أنظمة إدارة نيران متطورة متوافقة بالكامل مع راجمة M270A1، إلى جانب نظام تلقيم ذاتي، ووحدات اتصالات متقدمة، تتيح للطاقم المؤلف من 3 أفراد تنفيذ المهام بكفاءة عالية. وقد منحت وزارة الدفاع الأميركية عقوداً لشركة “لوكهيد مارتن” لتصنيع أكثر من 540 قاذفاً، دخل معظمها الخدمة منذ عام 2005 ضمن وحدات الجيش ومشاة البحرية.

انتشار عالمي وطلب متزايد

بات HIMARS أحد أشهر أنظمة المدفعية الصاروخية عالمياً، مع دخول الخدمة في جيوش الأردن، سنغافورة، الإمارات، رومانيا، إستونيا، ليتوانيا، بولندا، وتايوان.

وبلغ الطلب العالمي ذروته بعد الأداء اللافت في حرب أوكرانيا، حيث سُلّمت أكثر من 30 راجمة للقوات الأوكرانية بحلول عام 2023.

ذخائر متنوعة.. من العنقودية إلى شديدة الانفجار

يطلق HIMARS مجموعة متنوعة من الذخائر، منها: M26 وهي قذيفة عنقودية يصل مداها إلى 32 كم .. وصواريخ M30/M30A1 موجهة بنظام GPS، تحمل رؤوساً شديدة التفجير أو شظايا دقيقة مضادة للأفراد.

بالإضافة إلى ذخائر M31/M31A1/M31A2 شديدة الانفجار موجهة بدقة عالية بمدى يصل إلى 92 كم… وXM403/XM404 (GMLRS-ER) وهي طرازات مطورة حديثاً يصل مداها إلى 150-180 كم.

وصواريخ ATACMS التكتيكية التي يتراوح مداها بين 128 و300 كم .. وتُظهر هذه الترسانة تنوع HIMARS بين قصف المساحات الواسعة والأهداف النقطية بدقة شبه جراحية.

مناورات دقيقة.. وتأثير استراتيجي في أوكرانيا

كان HIMARS عاملاً حاسماً في تغيير موازين المعارك خلال الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، حيث استُخدم في ضرب مراكز القيادة، الجسور، مستودعات الذخيرة، وحتى أهداف خلف الخطوط بـصواريخ موجهة من طراز GMLRS.

وذكر شهود أوكرانيون أن صاروخين متتاليين كانا يصيبان نفس المبنى من النقطة ذاتها بدقة مذهلة.

ورغم محاولات روسيا استخدام أنظمة تشويش على GPS، فإن HIMARS حافظ على فعاليته حتى باستخدام التوجيه بالقصور الذاتي، ولو بدقة أقل نسبياً.

تفوق على “أوراغان” الروسية

في المقارنة مع راجمة “أوراغان” الروسية من عيار 220 ملم، يتفوق HIMARS من حيث المدى، الدقة، والقدرة على ضرب الأهداف النقطية. بينما تُعتبر “أوراغان” سلاحاً مخصصاً لضرب المناطق المفتوحة، يقدم HIMARS أداء أكثر فتكاً في ضربات مركزة خلف الخطوط.

مرونة لوجستية عالية

يُعاد تلقيم HIMARS خلال 4-5 دقائق بواسطة طاقم داخلي ورافعة عضوية، مع إمكانية التلقيم عن بُعد لتفادي الرد المضاد. وتُحمل ذخائر HIMARS عبر شاحنات MTVR، أو بواسطة طائرات C-130 وC-17 لنقل الأنظمة بسرعة إلى مسارح القتال.

بعض النماذج خضعت لتحديثات مدرعة ضمن برنامج M1140A1 لتوفير حماية من شظايا المدفعية والأسلحة الخفيفة.

سلاح مرتفع التكلفة

بلغ سعر HIMARS في عام 2014 حوالي 5.1 مليون دولار للراجمة الواحدة، بينما تتراوح تكلفة صاروخ GMLRS الواحد حوالي 160 ألف دولار، أي أن رشقة كاملة تكلف نحو 960 ألف دولار، ما يضعه ضمن فئة “السلاح المرتفع الكلفة والدقة”.

نقلة نوعية في عالم المدفعية الصاروخية

في عصر الحروب الشبكية والمعارك السريعة، يمثل HIMARS نقلة نوعية في عالم المدفعية الصاروخية، جامعاً بين الدقة، الحركية، والمرونة التشغيلية، وقدرته على تغيير قواعد الاشتباك. ومع استمرار تحديث ذخائره ومداه، يبدو أن HIMARS سيظل حجر الزاوية في الهيمنة النارية الأميركية لعقود قادمة.

اقرأ أيضاً.. دولة إسلامية تهدد إسرائيل بمقاتلات الـF-35 وتل أبيب في حالة ذعر

زر الذهاب إلى الأعلى