HQ-9BE.. السلاح الصيني الجديد لتعزيز قدرات الدفاع الجوي
قدمت الصين أحدث أنظمتها الدفاعية المتطورة، HQ-9BE، خلال معرض آيدكس 2025 في أبوظبي، لتبرز كأحد أبرز الابتكارات في مجال الدفاع الجوي.
HQ-9BE.. الدفاع الجوي الصيني
يجسد النظام الجديد رؤية الصين لتوسيع قدراتها الدفاعية وتعزيز مكانتها في سوق الأسلحة العالمية من خلال تقديم حلول عسكرية فعالة للدول التي تسعى لتطوير بنيتها الدفاعية الجوية بتكلفة تنافسية.
قدرات HQ-9BE: حماية جوية متعددة الطبقات
يعد HQ-9BE امتدادًا متطورًا لسلسلة HQ-9 الشهيرة، ويتميز بمدى تشغيلي يصل إلى 260 كم، مع قدرة على اعتراض الأهداف على ارتفاعات تصل إلى 50 كم، بسرعة تتجاوز 4 ماخ, يستطيع النظام مواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية بما في ذلك:
– الطائرات المقاتلة الحديثة والمتطورة.
– الصواريخ المجنحة التي تشكل تهديدًا متزايدًا على البنية التحتية الاستراتيجية.
– الصواريخ جو-أرض التي تُستخدم في الهجمات التكتيكية.
– الصواريخ الباليستية التكتيكية (TBM)، مما يعزز القدرات الدفاعية الاستراتيجية.
تمنحه هذه المواصفات مرونة عالية في الاستجابة للتهديدات المتنوعة، مما يجعله إضافة قوية إلى أنظمة الدفاع الجوي للدول المستوردة.
ميزات تقنية متقدمة: مقاومة التشويش والاستهداف المتعدد
يتميز HQ-9BE بقدرته الفائقة على مقاومة التشويش الإلكتروني، ما يضمن أداءً موثوقًا حتى في بيئات الحرب الإلكترونية المعقدة، تدعم المنظومة توجيه 16 صاروخًا في وقت واحد لاستهداف 8 أهداف مختلفة، مما يمنحها قدرة كبيرة على التعامل مع الهجمات الجوية المركزة والمتعددة.
ويعتمد النظام على توجيه راداري شبه نشط يتيح دقة عالية في الاشتباكات، كما يمكن دمجه ضمن شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات لتوفير مظلة دفاعية متكاملة، يساعد ذلك في إنشاء نظام دفاعي متين ضد الهجمات الجوية المختلفة، مما يعزز من قدرات الحماية الوطنية للدول التي تستخدمه.
تنافس HQ-9BE مع الأنظمة الروسية والأمريكية
يمثل HQ-9BEخيارًا متميزًا مقارنةً بالأنظمة الدفاعية المتطورة مثل S-400 الروسية وPatriot PAC-3 الأمريكية. وعلى الرغم من أن النظامين الآخرين يتمتعان بسمعة دولية قوية، إلا أن HQ-9BE يقدم مزايا تنافسية من حيث التكلفة والمرونة التشغيلية.
إلى جانب قدراته في مواجهة الطائرات والصواريخ المجنحة، يُظهر HQ-9BE أداءً لافتًا في مواجهة الصواريخ الباليستية، ما يجعله مناسبًا للدول التي تسعى لتعزيز دفاعاتها الجوية بميزانية أقل من تلك المطلوبة للأنظمة الغربية والروسية.
فرص التصدير: اهتمام متزايد من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا
تسعى الصين لتوسيع قاعدة عملائها الدوليين من خلال تقديم HQ-9BE إلى أسواق متنوعة تشمل:
– الشرق الأوسط: حيث تواجه الدول تهديدات متزايدة من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، وتحتاج إلى أنظمة دفاع جوي فعالة.
– آسيا: لدعم الدول الباحثة عن التوازن الاستراتيجي مع القوى الإقليمية الكبرى.
– أفريقيا: حيث تتطلع الدول النامية إلى تعزيز دفاعاتها الجوية بتكلفة معقولة وجودة عالية.
يُتوقع أن يكون النظام جذابًا للدول التي ترغب في تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وروسيا في مجال التسليح والدفاع الجوي، ما يعزز مكانة الصين كمزود موثوق للأسلحة المتطورة.
الصين في سوق الدفاع العالمي: استراتيجية توسعية مدروسة
إن إطلاق HQ-9BE ليس مجرد إعلان عن نظام صاروخي جديد، بل هو جزء من استراتيجية الصين الأوسع لتعزيز صادراتها الدفاعية وتوسيع نفوذها العالمي.
وتستفيد الصين من تطوير أنظمة دفاع متقدمة وفعالة من حيث التكلفة، لاستهداف الأسواق التي تبحث عن بدائل اقتصادية للأنظمة الغربية والروسية.
وفي معرض آيدكس 2025، لم يقتصر الوفد الصيني على عرض HQ-9BE فقط، بل قدم مجموعة واسعة من الابتكارات في أنظمة الرادار والمركبات غير المأهولة والأسلحة الذكية، مما يعزز من صورة الصين كمصدر متكامل للتقنيات العسكرية الحديثة.
HQ-9BE: سلاح الصين لتعزيز التعاون الدولي في الدفاع
يعكس HQ-9BE الطموح الصيني في أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الدفاع العالمي، ليس فقط من خلال بيع المعدات، ولكن أيضًا من خلال تعزيز التعاون الدفاعي الدولي. ومع زيادة الطلب على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، يبدو أن هذا النظام سيكون جزءًا أساسيًا من صفقات الأسلحة الصينية المستقبلية.
مستقبل واعد لصناعة الدفاع الصينية
إن HQ-9BE يمثل أكثر من مجرد نظام صاروخي؛ إنه دليل على التطور التكنولوجي الذي وصلت إليه الصين في مجال الصناعات الدفاعية. بفضل مداه الكبير، وقدراته المتقدمة، وتكلفته التنافسية ، يُتوقع أن يُحدث النظام تأثيرًا كبيرًا في سوق الدفاع الجوي العالمي.
اقرأ أيضاً
المانيا تعزز دفاعاتها الجوية بأنظمة إسرائيلية متطورة Arrow-3
ومع استمرار الصين في تعزيز تواجدها في المعارض الدولية مثل IDEX 2025، يتضح أن HQ-9BE قد يكون نقطة انطلاق جديدة لصادرات الصين الدفاعية، مما يُعزز من مكانتها كمنافس حقيقي للولايات المتحدة وروسيا في مجال الدفاع الجوي.
