S-200 أقدم منظومة دفاعية بإيران.. سلاح سوفييتي أربك حسابات إسرائيل

في أعقاب الهجمات الجوية الواسعة التي شنّتها إسرائيل على أهداف داخل الأراضي الإيرانية في 13 يونيو، عاد الجدل حول مدى فعالية شبكة الدفاع الجوي الإيرانية، لا سيما أنظمتها القادرة على اعتراض الصواريخ والطائرات المتقدمة.

وبينما تسلط الأضواء عادة على منظومات محلية مثل “بافار-373” التي تزعم طهران إسقاطها لمقاتلات إسرائيلية من طراز “إف-35″، تبرز منظومة “إس-200 دي” الروسية باعتبارها السلاح الأطول مدى في ترسانة الدفاع الجوي الإيرانية.

شبكة دفاع صاروخي طراز “S-200” تردع المقاتلات الإسرائيلية

رغم تقادم نظام “إس-200″، الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية تم الإعلان عنها في نهاية الستينيات .. وتم شراؤه بكميات كبيرة في تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه لا يزال يحتفظ بقدرات فريدة.

إيران اليوم تُشغّل أكبر عدد من هذه المنظومات في العالم، متقدمة على دول مثل بولندا وكوريا الشمالية.

يتميز هذا النظام بمدى اشتباك يتجاوز 300 كيلومتر، وقدرة على اكتشاف الطائرات الكبيرة من مسافة تصل إلى 600 كيلومتر، إضافة إلى قدرته على تتبع الصواريخ الباليستية على ارتفاعات تصل إلى 45 ألف متر.

ويُعد مثاليًا لمهام الدفاع الصاروخي، خاصة وأن صواريخه الاعتراضية العملاقة من طراز V-880 تتجاوز سرعتها 6 ماخ، وتستطيع حمل رؤوس حربية يزيد وزنها عن 200 كجم.

تحديثات إيرانية لتجاوز القصور

مع أن أحد أبرز عيوب منظومة “S-200” يكمن في محدودية حركتها، وهو ما كان السبب الرئيسي في إخراجها من الخدمة في روسيا، إلا أن إيران أعلنت عن تطوير منصات إطلاق متحركة لها.

وأوضح قائد قاعدة “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي، العميد فرزاد إسماعيلي، أن النظام حصل على قدرة الحركة، إلى جانب تحسينات في أجهزة الاستشعار لتقليل وقت الكشف والتتبع والإطلاق.

وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول إمكانية تحريك صواريخ بهذا الحجم عبر الطرق الإيرانية، لكن إذا نجحت طهران في ذلك، فسيعني أن هذه البطاريات ستكون أقل عرضة للاستهداف، وأكثر قدرة على المناورة.

صواريخ “صياد”.. روح جديدة في منظومة قديمة

تشير تقارير إلى أن إيران دمجت صواريخ محلية متطورة مثل “صياد-2″ و”صياد-3” في منظومة “إس-200″، وهي نسخ محسنة هندسيًا من الصاروخ السوفيتي الأصلي V-880.

هذه التعديلات تؤكد استمرار اعتماد إيران على هذه المنظومة، حتى في ظل امتلاكها لأنظمة أقصر مدى وأكثر تطورًا محليًا.

منظومة الدفاع الجوي S-200 التي تعود لستينيات القرن الماضي

تحديات أمام الحرب الإلكترونية الإسرائيلية

رغم هذه التحديثات، تظل المنظومة عرضة للهجمات السيبرانية والتشويش، وهي أدوات باتت أساسية في ترسانة سلاح الجو الإسرائيلي لتأمين حركة طائراته ضمن نطاق دفاعات العدو.

ولطالما استخدمت تل أبيب تكتيكات لتفادي دخول نطاق “إس-200″، مثل إطلاق الصواريخ من خارج الأراضي المستهدفة، وهي أساليب استخدمتها بنجاح في سوريا.

ومع ذلك، سجّلت دمشق في العقد الماضي عدة محاولات ناجحة لإسقاط مقاتلات إسرائيلية باستخدام “إس-200″، أبرزها حادثة فبراير 2018 التي تم توثيقها بالفيديو وأكدت إسقاط مقاتلة من طراز “F-16”.

هل تردع ترسانة “إس-200” الطيران الإسرائيلي؟

على عكس سوريا، تمتلك إيران ترسانة ضخمة من بطاريات “إس-200″، ما قد يضع الطيران الإسرائيلي تحت ضغط مستمر، ويُجبره على الاعتماد على ضربات صاروخية من بعيد بدلاً من تنفيذ غارات جوية مباشرة محملة بالذخائر.

وفي حال أثبتت هذه المنظومة فعالية نسبية، فقد تساهم في إبطاء تقدم الهجمات الإسرائيلية ومنح الوقت لباقي الشبكة الدفاعية الإيرانية للاستجابة.

ورغم أن “إس-200” ليست أحدث ما في جعبة الدفاع الجوي الإيراني، إلا أن قدرتها على البقاء والاشتباك على ارتفاعات ومسافات كبيرة يجعلها حجر أساس لا يُستهان به في أي مواجهة جوية مقبلة.

اقرأ أيضًا.. برلين تتخلى عن كييف.. ألمانيا ترفض تزويد أوكرانيا بصواريخ “توروس” بعيدة المدى

زر الذهاب إلى الأعلى