أبو الهول مابين الحقيقة والخيال

احداهما خاصة بأبى الهول الإغريقى القاسى،وهى لبؤة مجنحة لها رأس امرأة، وتتكلم بالألغاز بطبيعتها كما يتضح من قصة أوديب، أما الأسطورة الثانية فخاصة بالأسود الإلهية المصرية ذائعة الصيت، التى أطلق عليها الإغريق انفسهم كلمة سفنكس Sphinx ولكنها كانت فى الحقيقة أسودا لها رأس فرعون.

وبسبب هذا الشبه ظن بعض العلماء أن الأسم الإغريقى والصورة الإغريقية مأخوذان من مصر القديمة عن طريق سوريا. ولو كانت هذة النظرية صحيحة حقا، فلابد أنه انقلب كائنا شريرا عندما وصل إلى الأرض الإغريقية.

ولكن ابو الهول بريئا من الشر حيث كان دائما قوة ملكية صارمة حيال المتمردين وبفضل وجهه الملتحى كان يمثل إما الملك او إله الشمس وكانت له نفس صفات الأسود.
وإذا كان الهرم قد سلب لب الناس ، فقد فعل بهم أبو الهول نفس الشئ وسيظل يحكون عليه القصص والاساطير ألى الابد.

عرف فى النصوص المصرية القديمة بأسم(شسب عنخ) أى الصورة الحية ولم يتمكن الأغريق من نطقها فحرفوها إلى (سفنكس) كما عرف ايضا فى النصوص المصرية بأسم (بو-حور) أو(بر-حور) أى مقر الإله حورس ثم حرفت الى بوحول وبوهول حتى أضيفت لها الألف فى العربية لتصبح أبو الهول.

نحت التمثال فى عهد الملك خفرع من كتلة حجرية ضخمة من الحجر الجيرى تبقت بعد بناء هرم ومجموعة الملك خفرع فأمر بنحتها على هيئة هذا التمثال العظيم الذى يحمل وجهه ملامح الملك خفرع وجسمه هيئة الأسد.

كان لهذا التمثال لحية سقطت فى فترات مختلفة ، ويحتفظ المتحف المصرى بكسرات منها والمتحف البريطانى بلندن بكسرة واحدة وللأسف لاتكفى هذة الكسرات لأعادة تكوين وتركيب ذقن أبو الهول.

أما انف أبو الهول فلم يهشمها أحد، لا صائم الدهر ولا الحملة الفرنسية،إنما هى عوامل التعرية وعبث الإنسان عبر هذا الزمن الطويل.

ويكفى أن هذا التمثال كان مغطى تماما بالرمال حتى رقبته فى الأسرة الثامنة عشر ولكن ازيلت هذه الرمال فى عهد الملك تحتمس الرابع.


زر الذهاب إلى الأعلى