أحمد وحيدي.. إيران تختار مطلوبًا لـ”الإنتربول” قائدًا جديدًا للحرس الثوري| ما القصة؟

لم تمضِ ساعات على مقتل حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في ضربة إسرائيلية فجرًا، حتى سارعت طهران لإعلان اسم خلفه الجنرال أحمد وحيدي، أحد أبرز الوجوه المتبقية في منظومة الأمن الإيرانية، وأكثرهم إثارة للجدل خارج البلاد.
وجاء تعيين وحيدي في أجواء تصعيد حاد بين إيران وإسرائيل، وفي وقت حساس تمر به طهران داخلياً وخارجياً، بعد تعرضها لسلسلة هجمات مركّزة على منشآتها العسكرية والأمنية.
ويُعد وحيدي، وفق المراقبين، من رموز الحرس القدامى الذين حافظوا على صلات وثيقة بالمؤسسات الثورية والأمنية منذ تأسيسها، خاصة في ظل قيادته السابقة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري.
أحمد وحيدي سجل حافل بالاتهامات والعمليات الخارجية
وُلد أحمد وحيدي في مدينة شيراز عام 1940، وبدأ مسيرته العسكرية ضمن الحرس الثوري منذ بداية الثمانينيات. وخلال تلك الفترة،
برز اسمه لأول مرة عندما تولّى قيادة “كتيبة لبنان”، وهي الوحدة التي أشرفت على دعم “حزب الله” ومجمل النشاط الإيراني في لبنان إبان الحرب الأهلية.
وخلال تلك السنوات، وُجّهت إليه اتهامات مباشرة بالضلوع في عملية اختطاف ضابط الاستخبارات الأمريكي وليام باكلي في بيروت عام 1984، والتي انتهت لاحقاً بوفاته تحت التعذيب.
لكن الحدث الأبرز الذي لاحقه لعقود، كان تفجير المركز اليهودي “أميا” في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس عام 1994، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة أكثر من 300، ووُصف حينها بأنه “أسوأ هجوم إرهابي على التراب الأرجنتيني”.
ملاحقة دولية لـ أحمد وحيدي
في أبريل 2024، عادت قضية وحيدي إلى الواجهة مجدداً حين طالبت الأرجنتين رسمياً بتوقيفه بعد ظهوره في زيارة رسمية إلى باكستان وسريلانكا بصفته وزيراً للداخلية في الحكومة الإيرانية. وذكّرت بوينوس آيرس بوجود مذكرة توقيف دولية بحقه صادرة عن الإنتربول في إطار تحقيقات تفجير “أميا”.
ورغم تلك الملاحقات، استمرت إيران في منحه مناصب رفيعة، وهو ما أثار استياء حكومات غربية، خصوصاً خلال توليه وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.
وكان نجاد قد تعرض حينها لانتقادات دولية حادة على خلفية تعيين وحيدي، إلا أن طهران ردّت باتهام القضاء الأرجنتيني بـ”التحامل وتلقي رشى من لوبيات صهيونية”، وفق تعبيرها.
أما وحيدي نفسه فاعتبر تعيينه بمثابة “صفعة لتل أبيب، وضربة للدعاية الإسرائيلية”، بحسب تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية حينها.
من الدفاع إلى تطوير الصواريخ
بعد مغادرته وزارة الدفاع، تولّى وحيدي رئاسة مؤسسة الصناعات الجوية الإيرانية، حيث أشرف على تطوير منظومات الصواريخ الباليستية التي باتت لاحقاً جزءاً أساسياً من الردع الإيراني في المنطقة.
ويُعتقد أنه كان من أبرز مهندسي البرنامج الصاروخي الإيراني الذي ازداد تطوراً في السنوات الأخيرة، وتتهمه تقارير غربية بتسليح جماعات في لبنان واليمن والعراق بهذه المنظومات.
أحمد وحيدي رجل الأزمات
يرى محللون أن تعيين أحمد وحيدي قائداً للحرس الثوري في هذا التوقيت يُرسل رسائل متعددة، أبرزها أن طهران اختارت “رجل الأزمات” في مواجهة التهديدات الخارجية.
كما أن خلفيته في فيلق القدس، وتجربته الطويلة في العمليات الخارجية، تشير إلى احتمال تصعيد الرد الإيراني، سواء عبر الوكلاء أو عبر تحركات مباشرة ضد إسرائيل أو المصالح الأمريكية.
اقرأ أيضًا: بعد ضربة إسرائيل.. إيران ترفع راية “الانتقام الحمراء” في قم| ماذا يعني ذلك؟