“أديس” السعودية تُعزز وجودها الأفريقي بتوقيع عقد عملاق لتشغيل منصة بحرية في الكاميرون

في خطوة جديدة ضمن استراتيجيتها التوسعية في الأسواق الناشئة، أعلنت شركة “أديس القابضة” السعودية عن توقيع عقد تشغيلي جديد مع شركة “أداكس بتروليوم الكاميرون المحدودة”، التابعة لمجموعة “سينوبك” الصينية العملاقة، لتشغيل منصة الحَفْر البحرية المرفوعة “أدمارين 510” في الكاميرون، بقيمة تقديرية تصل إلى 128.9 مليون ريال سعودي ( 33.3 مليون دولار).

توسع استراتيجي في السوق الثالث عشر

وبموجب العقد الجديد، ستبدأ “أديس” تشغيل المنصة في السوق الكاميرونية خلال الربع الأخير من عام 2025، وهو ما يُمثِّل دخول الشركة إلى سوقها الثالث عشر، ويعكس التزامها بالانتشار في أسواق واعِدة، لاسيما في منطقة غرب أفريقيا، التي تشهد نموًا متزايدًا في أنشطة النفط والغاز. ويأتي هذا التوسع في إطار رؤية أوسع للشركة تسعى من خلالها إلى تعزيز حضورها الدولي وتحقيق عوائد متنامية من خلال تنويع الأسواق الجغرافية.

ويشمل العقد المبرم فترة تنفيذ أولية مؤكدة لمدة عام، مع إمكانية تمديد لمدة تصل إلى عام إضافي مقسمة على فترتين مدة كل واحدة منها ستة أشهر، بمعدلات إيجار يتم التفاوض بشأنها لاحقاً بين الطرفين. ووفقا لما أكدته “أديس”، فإن إجمالي قيمة العقد تشمل رسوم بدء التشغيل والترحيل، دون وجود أي أطراف ذات علاقة.

أهمية الشراكة مع “سينوبك”

وتعكس الشراكة مع “سينوبك”، إحدى أكبر شركات النفط الوطنية الصينية، الثقة الدولية المتزايدة في قدرات “أديس” الفنية والتشغيلية. وقد أشار محللون إلى أن هذه الشراكة تمثل نقلة نوعية للشركة، من حيث مستوى المشاريع التي تشارك فيها ونطاق أسواقها.

كما يعكس هذا التعاون الاستراتيجية الصينية المستمرة لتعزيز وجودها في أفريقيا من خلال شركاتها النفطية، في وقت تسعى فيه دول غرب أفريقيا إلى تطوير بنيتها التحتية النفطية وزيادة إنتاجها من الطاقة.

الأداء المالي الأخير والتحديات التشغيلية

ورغم هذا التوسع، كشفت الشركة عن تراجع أرباحها خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 2%، مسجلة 196.7 مليون ريال (نحو 52.2 مليون دولار)، بينما انخفضت الإيرادات بنسبة 4% إلى 1.5 مليار ريال. وعزت “أديس” هذا التراجع إلى انخفاض النشاط التشغيلي، وهو ما يشير إلى التحديات القائمة في بيئة الطاقة العالمية، وتقلبات الطلب والإمدادات.

وعلى الرغم من هذه التحديات، واصلت الشركة تعزيز محفظتها التشغيلية، حيث وقعت مؤخراً اتفاقية لتجديد عقد تشغيل إحدى منصاتها المعلقة في المملكة العربية السعودية لمدة عشر سنوات، بقيمة تقارب 1.6 مليار ريال (429 مليون دولار)، مما يؤكد ثقة السوق المحلي في كفاءتها التشغيلية.

تاريخ الشركة ودورها في قطاع الطاقة

تأسست “أديس” عام 2002، ومنذ ذلك الحين لعبت دورا محوريا في تقديم خدمات الحفر والإنتاج لقطاع النفط والغاز، بما يشمل الحفر البحري والبري، بالإضافة إلى الصيانة والإصلاح وخدمات الحفر المُدارة. وتمتلك الشركة سجلا تشغيليا حافلا بالنجاحات الإقليمية والدولية، ما أهّلها لاجتذاب شراكات كبرى مثل شراكتها الأخيرة مع “سينوبك”.

ويشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يمتلك حصة تُقدّر بـ23.8% من الشركة، التي أدرجت في السوق المالية السعودية (تداول) في أكتوبر 2023، بقيمة سوقية بلغت 15.24 مليار ريال.

اقرأ أيضًا: السعودية تفتتح أول مركز متخصص في ضربات الشمس والإجهاد الحراري لخدمة الحجاج

آفاق مستقبلية وتوسع مستمر

تعكس هذه الصفقة الجديدة في الكاميرون التوجه الاستراتيجي المستمر لـ”أديس” نحو استهداف أسواق نفطية ناشئة ذات إمكانيات واعدة. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالاستثمار في الطاقة بأفريقيا، تبدو “أديس” في موقع جيد لتعزيز نفوذها في المنطقة، مدعومة بخبرة تشغيلية عريقة، ودعم استثماري من صندوق الثروة السيادي السعودي.

ويرى خبراء في القطاع أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في خلق فرص جديدة للنمو، لا سيما إذا استطاعت الشركة التغلب على التحديات المرتبطة بتذبذب الأسعار وتحولات السوق العالمية.