أرامكو توقع اتفاقًا مع شركة يابانية لفحص منشآت النفط والغاز بالطائرات المسيرة

في خطوة تعكس التوجه المتزايد نحو الابتكار التكنولوجي في قطاع الطاقة، أعلنت شركة “تيرا درون” اليابانية الناشئة، المتخصصة في استخدام الطائرات المسيرة لمسح وفحص البنية التحتية للطاقة، عن خططها لتعزيز شراكتها مع شركة “أرامكو” السعودية، عملاق النفط المملوك للسعودية.
وكشفت الشركة في تصريحات لـ”رويترز” عن توقيعها مذكرة تفاهم مع “أرامكو” تهدف إلى إجراء عمليات فحص تجريبية لمنشآت النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، في إطار تعاون قد يشكل نقلة نوعية في مسيرة الشركة الناشئة.
اقرأ أيضًا: طريقة تقديم بلاغ تغيب عن العمل للعاملين خارج السعودية 1446 عبر أبشر
تفاصيل الشراكة بين أرامكو وتيرا درون
ووفقًا لمذكرة التفاهم، ستبدأ “تيرا درون” في تنفيذ عمليات فحص تجريبية لمنشآت “أرامكو” بدءًا من وقت لاحق هذا العام (2025) وحتى العام المقبل (2026).
وأوضحت الشركة أن التشغيل الفعلي لعمليات الفحص الشاملة مرتقب أن ينطلق في عام 2027، شريطة نجاح المرحلة التجريبية.
وفي حال تمكنت “تيرا درون” من الفوز بالعقد النهائي مع “أرامكو”، ستكون هذه الصفقة الأضخم في تاريخ الشركة في مجال فحص منشآت النفط والغاز باستخدام الطائرات المسيرة، وفق ما نقلته “رويترز”.
طموحات مالية وتوسع استراتيجي
وفي حديثه لـ”رويترز”، أعرب تورو توكوشيجي، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”تيرا درون”، عن تفاؤله بشأن الشراكة، مشيرًا إلى أن الشركة تطمح إلى تحقيق مبيعات تصل إلى “مليارات الين” خلال المدى المتوسط إلى البعيد، أي في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
ويأتي هذا الطموح في ظل سعي الشركة لتأسيس حضور قوي في سوق الطاقة العالمية، مستفيدة من خبرتها في تقنيات الطائرات المسيرة.
وكانت “تيرا درون” قد أسست شركة تابعة لها في السعودية عام 2023، بعد حصولها على تمويل بقيمة 14 مليون دولار من صندوق “واعد فينتشرز”، وهو ذراع الاستثمار الجريء التابع لـ”أرامكو”.
ويعكس هذا الاستثمار الثقة المتزايدة في قدرات الشركة اليابانية على تقديم حلول مبتكرة في قطاع الطاقة.

الوضع الحالي لطريفة فحص أرامكو
وفي الوقت الحالي، تعتمد “أرامكو” على أساليب تقليدية لفحص منشآتها، حيث تقوم بتجهيز سقالات تستغرق عملية تركيبها ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، لتمكين الموظفين من فحص الخزانات وغيرها من المرافق يدويًا.
ومع ذلك، يمثل التعاون مع “تيرا درون” فرصة لتقليص الوقت والجهد المبذولين في هذه العمليات، من خلال استخدام الطائرات المسيرة التي توفر كفاءة أعلى ودقة في المسح.
من جانبها، تجري “تيرا درون” حاليًا عمليات فحص ومسح في منطقة الشرق الأوسط، لكنها لم تبدأ بعد في تقديم خدماتها لـ”أرامكو” بشكل مباشر، مما يجعل هذا التعاون خطوة جديدة في توسيع نطاق عملياتها.
رؤية أوسع لتطوير التكنولوجيا
ولا تقتصر أنشطة “تيرا درون” على فحص البنية التحتية للطاقة، بل تمتد إلى تطوير أنظمة إدارة حركة الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى تقديم خدمات زراعية تشمل رش المحاصيل بالأسمدة والمبيدات الحشرية باستخدام المسيرات.
كما تسعى الشركة من خلال هذه المشاريع إلى تنويع محفظتها التكنولوجية وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطائرات المسيرة عالميًا.
اقرأ أيضًا: السياح القادمون إلى السعودية يصنعون رقمًا قياسيًا بنمو 14%
مسيرة الشركة في السوق المالية
وعلى الرغم من أن “تيرا درون” لم تحقق الربحية بعد، فقد شهدت تطورًا ملحوظًا في مسيرتها، حيث أدرجت أسهمها في سوق الأوراق المالية اليابانية في نوفمبر 2024.
وينظر إلى هذه الخطوة على أنها مؤشر على ثقة المستثمرين في إمكانات الشركة، رغم التحديات المالية التي تواجهها كشركة ناشئة.
ومع اقتراب موعد انطلاق المرحلة التجريبية للتعاون مع “أرامكو”، تتطلع “تيرا درون” إلى استغلال هذه الفرصة لإثبات كفاءة تقنياتها وتعزيز مكانتها في السوق السعودية، التي تعد واحدة من أكبر أسواق الطاقة في العالم.
وفي حال نجاح هذا المشروع، قد يفتح الباب أمام المزيد من الشراكات الدولية، مما يعزز من دور الطائرات المسيرة كأداة حيوية في تحسين كفاءة وأمان البنية التحتية للطاقة.