أربعون عامًا من التحفظ.. لماذا ترفض أمريكا تزويد مصر بصاروخ أمرام؟

في ظل التنافس العسكري في الشرق الأوسط، ظلت قضية تزويد القوات الجوية المصرية بصاروخ القتال الجوي AIM-120 “أمرام” من أكثر القضايا جدلاً.

لماذا ترفض أمريكا تزويد مصر بصاروخ أمرام؟

فبالرغم من حصول مصر على مقاتلات F-16 الأمريكية منذ عام 1982، رفضت الولايات المتحدة تزويد القاهرة بهذا الصاروخ لأكثر من 40 عامًا، خشية أن يشكل تهديدًا مباشرًا على تفوق سلاح الجو الإسرائيلي.

تستند هذه المخاوف إلى تجارب تاريخية وتقييمات أمنية استراتيجيّة، خاصةً بعد المعارك الجوية التي شهدتها المنطقة.

مقاتلة فالكون F-16 تابعة للقوات الجوية المصرية

أسباب الرفض الأمريكي وخوف التفوق الإسرائيلي

يُعرف صاروخ AIM-120 “أمرام” بكونه سلاح قتال جوي بعيد المدى، موجه بالرادار النشط وباحث راداري، ما يجعله قادرًا على ضرب الأهداف بدقة عالية في ظروف قتالية معقدة، ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة رفضت تزويد مصر بهذا الصاروخ لعدة أسباب منها:

صاروخ أمرام
صواريخ امرام AIM-120

خوف من تغيير موازين القوة

تخشى واشنطن أن يمنح تزويد مصر بصاروخ AIM-120 تفوقًا قد يؤثر سلبًا على الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة، خاصةً وأن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبر من الركائز الأساسية لاستراتيجية الردع في الشرق الأوسط.

الخبرات التاريخية والمواجهات الجوية

تعود المخاوف إلى معركة المنصورة الجوية، التي شهدت خسائر كبيرة للقوات الجوية الإسرائيلية أمام نظيرتها المصرية، ومنذ ذلك الحين، يُحسب الجيش الإسرائيلي ملايين العمليات والتكتيكات التي يستخدمها الطيارون المصريون، الذين اكتسبوا شهرة بسبب مناوراتهم الحادة وأساليبهم المراوغة في القتال.

التفاوت في التزويد العسكري بالمنطقة

بينما زودت الولايات المتحدة العديد من دول المنطقة بصاروخ AIM-120 لتشغيل مقاتلاتها المختلفة (كالـ F-16 BLOCK-60 في الإمارات، وF-15SA في السعودية، وF-18 في الكويت، وغيرها)، فإن القوات الجوية المصرية كانت مستبعدة من الحصول عليه، مما أثر على قدرتها التنافسية مقارنة بنظرائها.

التداعيات والتحولات في التوازن العسكري الإقليمي

إن رفض الولايات المتحدة تزويد مصر بصاروخ AIM-120 لم يأتِ بمعزل عن سياسات تسليح أخرى، إذ رفضت أيضًا تزويد القاهرة بأنواع أخرى من الصواريخ بنفس الحجة، بهدف الحفاظ على التفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي، وقد دفعت هذه السياسات مصر إلى البحث عن مصادر تسليح بديلة، مما أدى إلى:

تنويع مصادر الأسلحة والتسليح

لجأت مصر إلى شراء مقاتلات رافال وميج من فرنسا وروسيا، بالإضافة إلى تفاهمات للحصول على مقاتلات تايفون من إيطاليا ومقاتلات جيان من الصين، وقد ساهم هذا التنويع في تحديث القوات الجوية المصرية وتقوية موقعها الاستراتيجي.

مقاتلات رافال المصرية

تطوير الاستراتيجيات القتالية

اعتمدت مصر على تطوير تكتيكات مناورية متقدمة لمواجهة المزايا التقنية لدى القوات الإسرائيلية، وقد أظهرت التجارب الميدانية براعة الطيارين المصريين في تنفيذ المناورات الحادة والمميتة، مما جعل بعضهم يُلقب بـ “الطيارين المجانين” نظرًا للمهارات التكتيكية العالية.

تأثيرات على التوازن العسكري في المنطقة

إن استمرار الولايات المتحدة في دعم الدول الأخرى في المنطقة بصواريخ AIM-120 وأنظمة تسليح متطورة، مع استثناء مصر، أدى إلى إعادة رسم ملامح التوازن العسكري الإقليمي، ورغم ذلك، فإن جهود مصر في تحديث قدراتها العسكرية من خلال تنويع مصادر الأسلحة قد ساهمت في تعزيز موقفها الدفاعي.

صاروخ أمرام
صاروخ امرام AIM-120

موازين القوى

تظل قضية تزويد مصر بصاروخ AIM-120 “أمرام” مثالاً على التعقيدات السياسية والعسكرية التي تؤثر في موازين القوى في الشرق الأوسط.

ففي حين تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي، تدفع سياسات التزويد العسكري القاهرة إلى تنويع مصادر أسلحتها وتحديث قدراتها القتالية، ومع استمرار التنافس العسكري في المنطقة، يبقى تطوير التكتيكات والتكنولوجيا أحد المحاور الأساسية لتحقيق التوازن والاستقرار.

اقرأ أيضاً

الكويت تبيع مقاتلات هورنيت F-18 الى ماليزيا في صفقة مثيرة 

زر الذهاب إلى الأعلى