أزمة أثرية بالأقصر وفتح التحقيقات.. كسر حجر نادر يزن 26 طنًا في معبد الكرنك
![تعامد الشمس على معبد الكرنك](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2024/12/WhatsApp-Image-2024-12-21-at-1.54.48-PM-2-780x470.jpeg)
أعلنت منطقة آثار الأقصر، عن تعرض أحد الأحجار الأثرية الضخمة داخل معبد الكرنك للكسر، وذلك أثناء تنفيذ أعمال نقل بالتعاون مع خبراء أجانب.
وأوضحت المنطقة في بيان رسمي أن الحادث وقع خلال تحريك حجر أثري يزن 26 طناً، حيث تعرض للكسر أثناء رفعه باستخدام ونش، بناءً على توجيهات نحات فرنسي يعمل ضمن بعثة أثرية بالمنطقة.
فتح تحقيق مع المسؤولين عن الواقعة
أكد الدكتور وجدي عبد الغفار، مدير منطقة آثار الأقصر، أنه تم فتح تحقيق عاجل مع المفتشين الأثريين والمسؤولين في البعثة الفرنسية العاملة بالموقع، للوقوف على أسباب الحادث وتحديد المسؤولين عن المخالفة.
وأضاف أن المنطقة قررت إيقاف جميع أعمال نقل الأحجار الأثرية داخل المعبد لحين الانتهاء من التحقيقات، والتأكد من اتخاذ الإجراءات الصحيحة للحفاظ على سلامة الآثار.
مخالفة الإجراءات المعتمدة
بحسب بيان المنطقة، فإن عملية نقل الحجر تمت دون الحصول على موافقة مسبقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار، وهو ما يعد تجاوزاً للإجراءات الرسمية المعتمدة لحماية الآثار المصرية.
معابد الكرنك.. إرث حضاري يمتد لآلاف السنين
تعد معابد الكرنك واحدة من أبرز المواقع الأثرية في مصر والعالم، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى نحو 4000 عام، وقد بدأ تشييدها عام 2000 قبل الميلاد واستمرت أعمال البناء فيها حتى 332 قبل الميلاد، خلال حكم عدة أسر فرعونية متعاقبة.
وتضم المنطقة مجموعة من المعابد الضخمة، من بينها معبد آمون، وتشتهر بوجود عدد كبير من المسلات الفرعونية المميزة.
اقرأ أيضًا:
مصر والإمارات تفوزان بعضوية المجلس التنفيذي للسياحة العالمية حتى 2029
ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس
يستقطب معبد الكرنك آلاف الزوار من مختلف دول العالم، خاصة في شهر ديسمبر من كل عام، لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على محراب قدس الأقداس داخل المعبد، والتي تتزامن مع الانقلاب الشتوي، معلنةً نهاية فصل الخريف وبداية الشتاء رسمياً.
يُعد معبد الكرنك من أكبر وأقدم دور العبادة في العالم، ويرجع اسمه إلى عدة تفسيرات، أحدها أنه مشتق من كلمات تعني “الحصن والقوة”، بينما يرى البعض أنه يشير إلى كثرة القصور والمقصورات الفرعونية في المنطقة، ولم يكن المعبد بهذه الضخامة عند إنشائه، إذ شهد توسعات كبيرة خلال حكم الملك رمسيس الثاني والملك توت عنخ آمون.
معابد الكرنك في العصر الروماني
في أواخر القرن الثالث الميلادي، بنى الرومان قلعة حول المعبد، وتحولت بعض حجراته إلى أماكن للعبادة، حيث غُطيت نقوشه الأصلية بطبقات من الجص ورُسمت عليها تصاوير للإمبراطور دقلديانوس (284-305 م) وثلاثة من ولاة عهده، ما يعكس استمرار استخدام الموقع عبر العصور.
مساحة ضخمة وعروض سياحية مميزة
تمتد معابد الكرنك على مساحة تبلغ 247 فداناً، منها 46 فداناً لمعبد آمون وحده، وتقدم وزارة السياحة والآثار عروضاً بالصوت والضوء داخل المعبد، تروي قصته التاريخية بلغات متعددة لجذب السياح وتعزيز الوعي الأثري.