أسطول إيران الجوي.. أكثر من 300 مقاتلة “بلا أنياب” بسلاح من حرب أكتوبر

أعادت الغارات الجوية الإسرائيلية في 13 يونيو 2025، والتي استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية حساسة، تسليط الضوء على قدرة سلاح الجو الإيراني على الرد والردع.
وبينما تملك طهران واحدًا من أضخم أساطيل الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط، يتساءل المراقبون عن مدى جاهزية هذه القوة لمواجهة هجمات جوية عالية التقنية كالتي نفذتها إسرائيل.
إيران تملك العدد وتفتقد الفعالية
يمتلك سلاح الجو الإيراني أكثر من 300 طائرة مقاتلة، لكن الغالبية العظمى منها تعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979، حين استوردت طهران مقاتلات أميركية مثل F-4 وF-5 وF-14 في ظل حكم الشاه .. والفانتوم F-4 شاركت في سلاح الجو الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973 أمام مصر.
ومنذ ذلك الحين، لم تحصل إيران سوى على عدد محدود من الطائرات الحديثة، أبرزها ميغ-29 وسو-24 في أواخر الثمانينيات، وطائرات J-7 الصينية.
وتتوزع هذه الطائرات على 15 سربًا تقليديًا وسرب خاص يتبع الحرس الثوري، لكنها تعتمد جميعها تقريبًا على تكنولوجيا تعود لعقود مضت، ما يجعلها أقل قدرة بكثير في القتال الجو-جو أمام مقاتلات الجيل الرابع والخامس التي تملكها إسرائيل.
رادارات قديمة وصواريخ مكشوفة
من أبرز نقاط ضعف السلاح الجوي الإيراني اعتماده على رادارات تقليدية ميكانيكية لم تعد فعالة في بيئة الحرب الحديثة. فقط سربان من طائرات ميغ-29 وسرب من طائرات F-14 مزودان برادارات تعود إلى ما بعد حرب فيتنام، ومع ذلك فإن هذه الأنظمة مكشوفة تمامًا لدى الخصوم الغربيين.
أما على صعيد التسليح، فصواريخ R-27 الروسية التي تستخدمها ميغ-29، وصواريخ AIM-54 القديمة لطائرات F-14، تُعتبر محدودة الأداء أمام صواريخ موجهة بالرادار النشط مثل AIM-120 وMeteor التي تملكها إسرائيل وحلفاؤها.
دفاع جوي أرضي بدلًا من الطيران القتالي
رغم حجم الأسطول، لم يُظهر سلاح الجو الإيراني دورًا حاسمًا في الرد على الهجمات الأخيرة.
ويبدو أن العقيدة الدفاعية لطهران باتت تعتمد بشكل أكبر على الدفاعات الأرضية، كمنظومات الصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيّرة، فيما تراجع دور المقاتلات إلى المهام الثانوية، خصوصًا في الدفاع الجوي.
القوة البحرية الجوية .. الاستثناء الإيراني
مع ذلك، يُسجّل لسلاح الجو الإيراني تطويره لصواريخ كروز جو-أرض عالية الدقة، بعضها بنُسَخ محلية من صواريخ صينية، تُركّب على مقاتلات F-4، وهو ما أعاد لها بعض الفاعلية في المهام الهجومية ضد أهداف بحرية أو أرضية.
صفقة “سو-35” الروسية .. أمل التحديث الذي تأخر
بعد رفع حظر السلاح الأممي عن إيران عام 2020، وتوثيق التعاون مع روسيا على خلفية حرب أوكرانيا، أعلنت طهران في يناير 2025 عن طلب شراء 64 مقاتلة سو-35 الروسية.
وبينما تعد هذه الطائرة أقل من نظيراتها الغربية من الجيل الخامس، إلا أنها تمثل نقلة نوعية للقوات الجوية الإيرانية.
ويُتوقع أن توفر سو-35 قدرات مناورة متقدمة ورادارات AESA وصواريخ موجهة بالرادار النشط، وهو ما قد يغير ميزان المواجهة الجوية مستقبلًا، بشرط التسليم والتشغيل الفعلي.
تأخر التحديث أدى لضعف الردع
ورغم توفر الفرص، لا تزال إيران تتحرك ببطء شديد نحو تحديث أسطولها الجوي، ما ساهم في كشف نقاط ضعفها خلال المواجهة مع إسرائيل، وسهّل على خصومها التخطيط لعمليات جوية دقيقة دون خشية من رد جوي مماثل.
يمتلك سلاح الجو الإيراني قوة عددية ضخمة، لكن تقادم معداته، وغياب منظومات قتالية حديثة، وتفوق إسرائيل النوعي، جعلت من هذه القوة “عملاقًا بلا أنياب”.
ومع تصاعد التهديدات في المنطقة، ستبقى قدرة إيران على الردع الجوي محدودة ما لم تسرّع خطواتها نحو التحديث الكامل والمستدام.
اقرأ أيضًا: هل تملك إيران أسلحة ردع قادرة على ضرب إسرائيل؟ | حقيقة مأساوية