أطول خطاب في تاريخ أمريكا.. ترامب يثير الجدل بالكونجرس.. ماذا حدث؟

في خطاب استمر لمدة ساعة وأربعين دقيقة، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، خطابه الأول أمام الكونجرس منذ عودته إلى البيت الأبيض، ليصبح بذلك أطول خطاب رئاسي في تاريخ الولايات المتحدة منذ عام 1964.
جاء الخطاب في ظل أجواء مشحونة وانقسامات سياسية حادة، ليشكل نقطة محورية في مستقبل السياسات الداخلية والخارجية للإدارة الأمريكية.
ترامب يبدأ الخطاب بـ أمريكا عادت
استهل ترامب خطابه بتأكيد أن “أمريكا عادت”، مشيرًا إلى أن “الحلم الأمريكي ينمو – أكبر وأفضل من أي وقت مضى”.
واعتبر أن الولايات المتحدة “على وشك تحقيق عودة لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل، وربما لن يشهدها مجددًا”، في إشارة إلى السياسات التي بدأ بتطبيقها منذ بدء ولايته الثانية.
ترامب يشيد بـ ماسك
في الشأن الداخلي، شدد الرئيس الأمريكي على ضرورة تشديد سياسات الهجرة، مؤكدًا أن ذلك “يهدف إلى حماية الأمن القومي وتعزيز فرص العمل للمواطنين الأمريكيين”.
كما أعلن عن فرض تعريفات جمركية مرتفعة على واردات عدد من الدول، من بينها المكسيك وكندا والصين، بهدف حماية الصناعات الأمريكية، رغم المخاوف من تداعيات ذلك على التجارة العالمية.
وأشاد ترامب بمستشاره الاقتصادي إيلون ماسك، مثنيًا على جهوده في تقليص حجم الحكومة الفيدرالية وزيادة كفاءتها، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستسهم في خفض النفقات الحكومية وتعزيز الأداء الاقتصادي.
أوكرانيا ومستقبل المساعدات العسكرية
في حديثه عن السياسة الخارجية، أعلن ترامب تلقيه رسالة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يعبر فيها الأخير عن استعداده للجلوس إلى طاولة المفاوضات لإحلال السلام الدائم.
وأشار ترامب إلى أن “لا أحد يريد السلام أكثر من الأوكرانيين”، ملمحًا إلى أن إدارته قد تواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أكد ترامب التزام إدارته بتهدئة الأوضاع في المنطقة من خلال “الدبلوماسية والتعاون مع الحلفاء”، لكنه لم يقدم تفاصيل واضحة بشأن استراتيجياته المستقبلية.
فرض تعريفات جمركية جديدة
وفي خطابه، هاجم ترامب الاتّحاد الأوروبي ودولاً مثل كندا والبرازيل والهند والمكسيك وكوريا الجنوبية، بسبب ما عدَّها ممارسات تجارية غير عادلة.
وقال: هذا يحدث من قبل الأصدقاء والأعداء على حدّ سواء، هذا النظام ليس عادلاً للولايات المتحدة، ولم يكن كذلك أبداً.
وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستفرض على شركائها التجاريين في الثاني من أبريل تعريفات جمركية مماثلة لتلك المفروضة عليها.
استعادة قناة بنما
وأعلن الرئيس الأمريكي أنّ بلاده باشرت «استعادة» قناة بنما، وذلك إثر إبرام شركة من هونج كونج اتفاقاً مبدئياً مع كونسورتيوم أميركي، لبيعه ميناءين يقعان على طرفي القناة.
وقال إنه «من أجل تعزيز أمننا القومي بشكل أكبر، ستستعيد إدارتي قناة بنما، وقد بدأنا بالفعل في القيام بذلك. نحن نستعيدها.
ترامب يوجه رسالة لسكان جرينلاند
وجدد الرئيس الأمريكي رغبته في أن تسيطر بلاده على جرينلاند، مؤكداً لسكّان الإقليم الدنماركي المتمتّع بحكم ذاتي، أن الولايات المتحدة «ستحافظ على سلامتكم».
وقال: «نحن بحاجة إلى (جرينلاند) حقّاً من أجل الأمن العالمي الدولي، وأعتقد أنّنا سنحصل عليها، بطريقة أو بأخرى سنحصل عليها معاً، سنأخذ جرينلاند إلى آفاق لم تتخيّلها من قبل.
ردود فعل متباينة داخل الكونجرس على خطاب ترامب
لم يمر الخطاب دون إثارة الجدل، إذ قوبل بردود فعل متباينة داخل الكونجرس، فقد عبر عدد من النواب الديمقراطيين عن استيائهم من سياسات ترامب، مما دفع بعضهم إلى مقاطعته في بعض الأوقات.
وشهدت الجلسة طرد النائب الديمقراطي آل غرين بعد تعطيله للخطاب.
كما ارتدى بعض أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي اللونين الأصفر والأزرق، في إشارة إلى دعم أوكرانيا، احتجاجًا على قرار ترامب بقطع المساعدات العسكرية لكييف، في المقابل، حظي ترامب بدعم واسع من الجمهوريين الذين صفقوا لمواقفه، وخصوصًا فيما يتعلق بالاقتصاد والهجرة.
تداعيات خطاب ترامب
جاء خطاب ترامب ليعكس توجهات إدارته في ولايته الثانية، حيث ركز على تعزيز الاقتصاد، وتطبيق سياسات هجرة صارمة، وإعادة تشكيل العلاقات الخارجية.
وبينما أشاد الجمهوريون بالخطاب باعتباره يعكس “قيادة جريئة وحاسمة”، رأى الديمقراطيون أنه “خطاب انقسامي يعمق الفجوة داخل المجتمع الأميركي”.
اقرأ أيضا
الحرب أقرب ما تكون.. إسرائيل تهدد باستئناف القتال في غزة لهذا السبب