أكاديميون وعسكريون في إسرائيل يطالبون بوقف الحرب على غزة.. هل يرضخ نتنياهو؟

تتواصل في إسرائيل الدعوات المطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، وسط تصاعد موجة الاحتجاجات التي تشمل قطاعات أكاديمية وعسكرية وأمنية، مطالبة بإنهاء العمليات العسكرية، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية أفادت اليوم، بأن نحو 1300 محاضر من مختلف الجامعات والكليات في البلاد وقعوا على عريضة تطالب بوقف الحرب وإعادة المحتجزين، محذرين من تداعيات الاستمرار في العمليات العسكرية على المجتمع الإسرائيلي.
حراك الراية السوداء يطالب بوقف الحرب في غزة
جاءت العريضة الأخيرة ضمن حراك أكاديمي موحد تحت مظلة ما يعرف بـ«الراية السوداء»، حيث وجّه الموقعون انتقادات لاذعة لمؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، معتبرين أنها كانت فاعلة في معارضة خطة الحكومة لإضعاف القضاء، لكنها الآن «صامتة أمام الجرائم الجارية في غزة»، على حد وصفهم.
وأكد المحاضرون في العريضة أن ما يحدث هو «سلسلة مرعبة من جرائم الحرب وحتى الجرائم ضد الإنسانية، كلها من صنع أيدينا»، مؤكدين أن الصمت لم يعد مقبولًا، وأنهم «صمتوا لفترة طويلة»، لكن لا يمكنهم الاستمرار في تجاهل الواقع.
ونقلت هآرتس عن أحد محاضري جامعة حيفا قوله: «لا يمكننا أن نستمر في التصرف وكأن حرباً مروعة لا تجري هنا، وتؤدي إلى عمليات قتل جماعي وتضحية بالمحتجزين».
دعوات أكاديمية لمنع المجاعة ووقف الحرب في غزة
هذا التحرك الأكاديمي ليس الأول من نوعه، ففي مارس 2024، وقّع 730 أكاديمياً إسرائيلياً، من بينهم رئيس جامعة تل أبيب أرييل بورات ورئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم ديفيد هاريل، على عريضة تطالب الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المجاعة في قطاع غزة.
وقال الموقعون في حينها إن «الكارثة الإنسانية التي تحدث أمام أعيننا يجب أن تتوقف فوراً»، محذرين من أن استمرار الحرب سيجلب «وصمة عار لا تُمحى عن جبين إسرائيل».
الجيش في مرمى العرائض
الضغوط لم تقتصر على الجانب الأكاديمي، ففي أبريل الماضي، وقّع نحو 1500 جندي وضابط احتياط ومتقاعد في وحدة المظليين على عريضة تدعم ما بات يُعرف بـ«وثيقة الطيارين»، والتي تطالب بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وبحسب صحيفة يسرائيل هيوم، فإن القيادة العسكرية الإسرائيلية بدأت تشعر بالقلق من حجم العرائض التي تصدر من جنود حاليين وسابقين، وتطالب بإنهاء الحرب، وسط تحذيرات من تأثير ذلك على الروح المعنوية للجيش.
عناصر سابقة في الموساد تدعو لوقف الحرب في غزة
ومن أبرز المواقف اللافتة، توقيع أكثر من 250 من العاملين السابقين في جهاز الموساد على رسالة تدعو إلى وقف العمليات العسكرية، لينضموا بذلك إلى دعوات مماثلة أطلقتها شخصيات بارزة في أجهزة الأمن والاستخبارات.
كما شارك في الحراك عدد من الأطباء، وأفراد سابقين في وحدة 8200 الاستخبارية، وأعضاء سابقين في سلاح الجو الإسرائيلي، في تطور يشير إلى أن الرفض لم يعد محصورًا بالنشطاء اليساريين أو الأكاديميين، بل طال مؤسسات الأمن والجيش.
يائير غولان: هذه الحكومة تفتقر للأخلاق
في موازاة ذلك، شنّ يائير غولان، نائب رئيس الأركان السابق وزعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، هجومًا شديدًا على حكومة نتنياهو، واصفًا إياها بأنها «تفتقر إلى الذكاء والأخلاق».
وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (كان)، قال غولان إن الحكومة «مليئة بأشخاص لا علاقة لهم باليهودية»، متهماً إياها بأنها تضم «أنواعًا انتقامية لا تصلح لإدارة دولة في وقت الطوارئ».
وأضاف: الدولة العاقلة لا تقتل الرضّع كهواية، ولا تهدف إلى ترحيل السكان»، في إشارة إلى استهداف المدنيين الفلسطينيين وسياسة التهجير التي طالت مناطق متعددة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.
نتنياهو في مأزق
تشير المعطيات الحالية إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه ضغوطًا متزايدة من الداخل الإسرائيلي، ليس فقط من الشارع أو المعارضة السياسية، بل من داخل المؤسسة الأكاديمية والعسكرية.
وتزداد التساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على الاستمرار في نهجها، في ظل التراجع الكبير في صورة إسرائيل دوليًا، وتزايد الدعوات لمحاكمتها أمام المحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وفي حين لا تظهر بوادر جدية لتغيير سياسي وشيك في إسرائيل، فإن هذه الموجة المتصاعدة من الاحتجاجات قد تساهم في إحداث تحوّل في المزاج العام، وفرض واقع جديد على حكومة اليمين المتطرف.
اقرا أيضا
إسرائيليون تضامنوا معهم.. كيف أشعلت صورة “جوعى غزة” الغضب ضد حكومة نتنياهو؟