ألستوم الفرنسية تنشئ أسطولاً جديدًا لمونوريل مصر
تستعد ألستوم، وهي شركة تصنيع عملاقة رائدة، لإحداث ثورة في النقل العام في مصر بإطلاق نظام مونوريل جديد في القاهرة، بحسب تقرير نشره موقع بي بي سي البريطاني.
تهدف هذه المبادرة، التي تتضمن عقدًا بقيمة 2.3 مليار جنيه إسترليني لبناء وتشغيل شبكة مونوريل بطول 61 ميلاً، إلى تعزيز التنقل مع معالجة الازدحام المروري والمخاوف البيئية.
نظرة عامة على المشروع
تم تصميم مونوريل القاهرة الجديد ليكون أطول نظام قطار بدون سائق في العالم، حيث يتمتع بالقدرة على نقل ما يصل إلى 45000 راكب في الساعة في كل اتجاه. سيربط المناطق الرئيسية مثل مدينة السادس من أكتوبر والعاصمة الإدارية الجديدة بوسط القاهرة. ألستوم، بالشراكة مع أوراسكوم للإنشاءات والمقاولون العرب، مسؤولة عن تصميم وبناء وتشغيل وصيانة هذا المشروع الطموح.
الإنتاج والاختبار
تم تجميع واختبار إجمالي 272 عربة قطار أحادي السكة في موقع أعمال ألستوم في ليتشرش لين في ديربي بالمملكة المتحدة. تم الانتهاء من العربة الأخيرة في يناير 2024، مما يمثل معلمًا مهمًا في الجدول الزمني للمشروع.
قام السفير البريطاني في مصر، جاريث بايلي، باختبار أحد القطارات شخصيًا، معربًا عن إعجابه بالتكنولوجيا والتصميم المتقدمين. صرح قائلاً: “لقد أعجبت بعربات القطار المتطورة التي أنتجها فريق ألستوم الرائع”.
أقرا أيضا.. مصر تدخل مفاوضات لبيع حصتها المتبقية في بنك الإسكندرية لبنك إنتيسا الإيطالي
التأثير الاقتصادي والبيئي
لا تقتصر مبادرة ألستوم على إنشاء نظام نقل حديث؛ بل تهدف إلى تخفيف الازدحام المروري الشديد الذي تعاني منه القاهرة. يركز تصميم المشروع على تحسين خدمات التنقل للسكان المصريين مع تقليل التأثيرات البيئية أيضًا. ومن المتوقع أن يوفر القطار أحادي السكة بديلاً أنظف وأكثر كفاءة لخيارات النقل التقليدية.
خلق فرص العمل والتعاون الاقتصادي
خلق مشروع المونوريل مئات الوظائف في شركة ألستوم وفي مختلف أنحاء المملكة المتحدة، مما يدل على الفوائد الاقتصادية للتعاون الدولي. وسلط السفير بايلي الضوء على هذا الجانب، قائلاً: “يعد هذا المشروع مثالاً ممتازًا للتعاون التجاري المتنامي بين المملكة المتحدة ومصر ويسلط الضوء على دعم المملكة المتحدة لطموحات مصر في توفير حلول أكثر خضرة واستدامة”.
على الرغم من التطورات الإيجابية، أشارت شركة ألستوم مؤخرًا إلى أن أكثر من 1300 وظيفة في ديربي معرضة للخطر، مما يؤكد التعقيدات التي تواجهها الشركة وسط متطلبات السوق المتغيرة. وفي حين يوفر مشروع المونوريل فرص عمل جديدة، فإن المشهد الوظيفي العام لا يزال محفوفًا بالمخاطر.
يمثل مشروع مونوريل القاهرة قفزة كبيرة إلى الأمام في البنية التحتية للنقل في مصر، حيث يجمع بين الابتكار التكنولوجي والالتزام بالاستدامة. وبينما تستعد شركة ألستوم لإطلاق هذا الأسطول الجديد، فإن المشروع يقف كشهادة على التعاون الدولي وإمكانية التغيير التحويلي في التنقل الحضري.