أمريكا والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية مؤقتًا لتهدئة الحرب التجارية

اتفقت الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية مؤقتًا على سلع كل منهما، في محاولة لتخفيف التوترات التي تصاعدت إلى حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفقا ما نشرته نيويورك تايمز، جاء هذا الاختراق بعد محادثات رفيعة المستوى في جنيف، تُوجت ببيان مشترك صدر اليوم الاثنين 12 مايو 2025.
خفض الرسوم الجمركية مؤقتًا: خطوة نحو استقرار التجارة
يمثل الاتفاق، الذي ينص على تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، لحظة نادرة من التعاون في خضم أزمة اقتصادية مطولة.
بموجب شروط الاتفاق، ستخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من نسبة هائلة بلغت 145% إلى 30%، بينما ستخفض الصين رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%.
يُنظر إلى هذا التخفيض الكبير على أنه خطوة أولى حاسمة نحو تخفيف الآثار الضارة للحرب التجارية، التي أوقفت التجارة وتركت العديد من الشركات، وخاصة في الولايات المتحدة، في حالة من عدم اليقين.
المصالح المشتركة والدبلوماسية الاقتصادية
في مؤتمر صحفي عُقد عقب الاجتماع، أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت على المصلحة المشتركة بين البلدين في تجنب الانفصال الاقتصادي الكامل. وصرح قائلاً: “إن إجماع الوفدين هو أن أياً من الجانبين لا يرغب في الانفصال”.
يعكس هذا الاعتراف بالترابط الاقتصادي المتبادل تحولاً كبيراً عن الخطاب العدائي الذي ساد السنوات السابقة.
أوضح الجانبان أن هذا ترتيب مؤقت ريثما ينخرطان في مفاوضات أخرى للتوصل إلى حل طويل الأمد. ويهدف تعليق الاتفاق إلى منح البلدين الوقت لمواصلة المناقشات، على أمل ضمان علاقة تجارية أكثر استدامة وفائدة في المستقبل.
اقرأ أيضا.. بعد وقف إطلاق النار.. هل انتهت فرص الحرب بين الهند وباكستان؟
الخسائر الاقتصادية وردود أفعال الشركات
أثّرت الحرب التجارية، التي بدأت بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم ومجموعة واسعة من السلع الأخرى، تأثيرًا بالغًا على تدفقات التجارة العالمية وعمليات الأعمال.
واجهت الشركات الأمريكية، على وجه الخصوص، اضطرابات حادة في تكيّفها مع ارتفاع التكاليف والرسوم الجمركية الانتقامية على صادراتها إلى الصين. وعلّق العديد منها طلباته أو خفّضها بشكل كبير تحسبًا لاتفاق محتمل، باحثةً عن بوادر حل.
قوبل الإعلان عن هذا التخفيض المؤقت للرسوم الجمركية بتفاؤل حذر من الشركات الأمريكية، التي تتوق إلى الاستقرار وتهدئة النزاع التجاري في نهاية المطاف.
ويُشير الاتفاق الجديد، وإن كان مؤقتًا، إلى تحسن محتمل في العلاقات التجارية، مما قد يعود بالنفع على كلا الاقتصادين على المدى الطويل.
إمكانية التوصل إلى حل دائم
لطالما كانت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قضية محورية في التجارة الدولية لسنوات، حيث فرض الجانبان رسومًا جمركية على سلع بمليارات الدولارات، ويُنظر إلى الاتفاق الأخير على أنه خطوة واعدة في تخفيف التوترات وتمهيد الطريق لمفاوضات أكثر شمولًا.
مع ذلك، لا يزال الخبراء حذرين، مشيرين إلى أن تعقيدات العلاقات التجارية الثنائية ستتطلب دبلوماسية حذرة وجهودًا متواصلة لحلها.
أكدت الحكومتان التزامهما بالتفاوض على حل دائم، وستكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الهدنة المؤقتة ستؤدي إلى سلام دائم أم ستنشأ توترات جديدة مع تطور المحادثات.