أوكرانيا تعترف: لا يمكن استعادة الأراضي المحتلة بالقوة

القاهرة (خاص عن مصر)- أقرّ المسؤولون الأوكرانيون بأن البلاد، في الوقت الحالي، غير قادرة على استعادة الأراضي المحتلة بالقوة والتي احتلتها القوات الروسية.
وفقا لتقرير تليجراف، يعكس هذا الاعتراف الصريح الحقائق الصارخة للصراع الدائر، حيث تُقرّ كييف بالحاجة إلى حل دبلوماسي طويل الأمد لاستعادة سيادتها على المناطق المتنازع عليها.
مسؤول أوكراني: لن نستطيع استعادة الأراضي المحتلة بالقوة
في بيان صدر مؤخرًا، كشف مسؤول حكومي أوكراني رفيع المستوى أنه في حين أن كييف ملتزمة باستعادة الأراضي المحتلة، فإن النضال العسكري وحده لا يمكن أن يحقق استعادة جميع الأراضي المحتلة.
قال المسؤول: “إذا كنت تتحدث عن حقيقة أن أوكرانيا لا تستطيع استعادة جميع أراضيها في الوقت الحالي بالقوة العسكرية، فنحن نتفهم ذلك”. وأضاف: “نحن نتفهم أن بعض أراضينا ستحتاج إلى الاستعادة دبلوماسيًا، وهو أمر قد يستغرق وقتًا بالطبع”.
يأتي هذا الاعتراف في الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا مواجهة التحدي الهائل المتمثل في استعادة الأراضي التي كانت تحت السيطرة الروسية منذ بدء غزو موسكو الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات.
يُسلّط بيان المسؤول الضوء على الطبيعة المعقدة للصراع، حيث تُعدّ الجهود العسكرية جزءًا واحدًا فقط من استراتيجية متعددة الجوانب للتعافي.
اقرأ أيضا.. بـ3.5 مليار دولار.. سكوبيلي السعودية تشتري نيانتيك مطورة لعبة بوكيمون جو
موقف أوكرانيا من التنازلات الإقليمية
خلال محادثات جدة، عقب مناقشات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، أكدت كييف عدم استعدادها للاعتراف بالمطالبات الروسية بأي أراضٍ أوكرانية.
يتماشى هذا الإعلان مع موقف أوكرانيا الثابت بأن سيادتها الإقليمية غير قابلة للتفاوض، على الرغم من الضغط العسكري المستمر من القوات الروسية. والجدير بالذكر أن المسؤول أكد عدم إجراء أي مناقشات حول تقديم تنازلات إقليمية خلال محادثات جدة، مما يؤكد موقف أوكرانيا الثابت بشأن سلامة أراضيها.
علاوة على ذلك، أبدت أوكرانيا انفتاحها على مقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، وهي خطة طرحتها الولايات المتحدة كجزء من جهود تهدئة الصراع.
مع ذلك، فإن الاستعداد لقبول وقف إطلاق نار مؤقت لا يعني أي اعتراف رسمي بمكاسب روسيا الإقليمية. بل تنظر أوكرانيا إلى وقف إطلاق النار كخطوة محتملة نحو سلام طويل الأمد، بهدف التفاوض على حل يحترم سيادتها.
واقع الاحتلال الروسي
تسيطر القوات الروسية حاليًا على ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية، مما يُذكرنا بالتحديات المستمرة التي تواجهها أوكرانيا في استعادة أراضيها. على الرغم من ذلك، تواصل الحكومة الأوكرانية الضغط من أجل التوصل إلى حل للصراع يجمع بين السبل العسكرية والدبلوماسية.
مع دخول الحرب عامها الرابع، يتحول التركيز بشكل متزايد نحو الحاجة إلى الدعم الدولي والمفاوضات لضمان سلام دائم.
تعكس تعليقات المسؤول الوضع الصعب الذي تجد أوكرانيا نفسها فيه: موازنة العمل العسكري مع الجهود السياسية والدبلوماسية اللازمة لاستعادة جميع الأراضي المحتلة في نهاية المطاف.
مع عدم وجود أي اختراق عسكري فوري في الأفق، تواجه الحكومة الأوكرانية تحديًا مزدوجًا يتمثل في الحفاظ على الزخم في ساحة المعركة مع الاستعداد لعملية دبلوماسية طويلة.
طريق طويل نحو السلام
من المرجح أن ينطوي حل دبلوماسي للصراع على مفاوضات معقدة مع جهات متعددة، بما في ذلك روسيا والغرب والقوى الإقليمية.
مع استمرار الحرب في اجتياح أوكرانيا، لا تزال كييف ملتزمة بأهدافها المتمثلة في استعادة الأراضي والسيادة، إلا أن الإقرار بدور حاسم للدبلوماسية في السنوات القادمة يكشف عن البراغماتية العميقة التي تُحرك النهج الأوكراني الحالي.
في حين يستمر الصراع العسكري، يُشير استعداد الحكومة الأوكرانية للانخراط الدبلوماسي إلى أن السلام، وإن كان بعيد المنال، لا يزال أولوية. تُدرك كييف تمامًا أن النصر العسكري وحده قد لا يكفي لاستعادة جميع أراضيها المحتلة بالكامل، ولذلك ترى أن حل النزاعات الإقليمية عملية طويلة الأمد.