أوكرانيا تقبل اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا بوساطة الولايات المتحدة

القاهرة (خاص عن مصر)- وافقت أوكرانيا على اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا بوساطة الولايات المتحدة، مما يمثل نقطة تحول محتملة في الصراع الدائر مع روسيا.
وفقا لتقرير فاينانشال تايمز، يمكن أن يمهد هذا الاتفاق، الذي أُعلن عنه بعد سلسلة من المحادثات رفيعة المستوى في المملكة العربية السعودية، الطريق لوقف مؤقت للأعمال العدائية بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب الوحشية.
بينما قبلت أوكرانيا الشروط، فإن الكرة الآن في ملعب روسيا، حيث لم تؤكد موسكو بعد مشاركتها في وقف إطلاق النار.
اتفاقية وقف إطلاق النار
يدعو الاقتراح الأمريكي إلى وقف القتال فوري لمدة 30 يومًا بين أوكرانيا وروسيا، مع إمكانية تمديده إذا وافق الجانبان على شروط أخرى.
يأتي هذا الاتفاق بعد ماراثون من المناقشات بين المسؤولين الأوكرانيين والأمريكيين في جدة، المملكة العربية السعودية، حيث اتفقت الدولتان على قضايا رئيسية مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدات العسكرية.
في بيان مشترك، أكدت الدولتان على أهمية وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك وقف الأنشطة العسكرية في البحر الأسود والضربات الصاروخية بعيدة المدى. كما سيشمل وقف الأعمال العدائية تدابير مثل تبادل الأسرى، بهدف تعزيز بيئة مواتية لمحادثات السلام في المستقبل.
لقد التزمت الولايات المتحدة برفع تجميدها للمساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، وهو تطور بالغ الأهمية نظرًا لأن كييف اعتمدت على هذا الدعم في العمليات الدفاعية والهجومية.
أعربت كييف عن مخاوفها من أن تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية، الذي ساعد في المقام الأول في ضرب أهداف خارج خطوط المواجهة، قد يعيق بشدة قدرتها على مواجهة التقدم الروسي.
اقرأ أيضا.. أوكرانيا تشن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار يضرب موسكو قبل محادثات السعودية
استعداد أوكرانيا للسلام، ولكن بشروط
رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوقف إطلاق النار المقترح، مؤكدًا أنه يمكن أن يكون بمثابة أساس لتأمين ضمانات السلام والأمن طويلة الأجل مع شركاء أوكرانيا الدوليين.
وفي خطاب مصور، أكد زيلينسكي أنه “خلال تلك الأيام الثلاثين من الصمت، يمكننا إعداد جميع جوانب السلام الموثوق به وضمانات الأمن الدائمة”.
مع ذلك، أوضح أن الاختبار الحقيقي يكمن في استعداد روسيا لإنهاء الحرب، وقال زيلينسكي: “أوكرانيا مستعدة للسلام”، وحث روسيا على إظهار التزامها بخفض التصعيد أو الاستمرار في الحرب.
ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار يتجاوز الاقتراحات السابقة التي قدمها زيلينسكي، والتي كانت أكثر محدودية في نطاقها، وتستهدف في المقام الأول الضربات بالطائرات بدون طيار والصواريخ بعيدة المدى.
يمتد هذا الاتفاق إلى تعليق أوسع للأعمال العدائية، مما يشير إلى استعداد أوكرانيا لاستكشاف سبل الدبلوماسية مع السعي للحصول على ضمانات أمنية ملموسة.
دور الولايات المتحدة في عملية التفاوض
كان الاقتراح نتيجة لعدة ساعات من المفاوضات المكثفة بين المسؤولين الأوكرانيين والدبلوماسيين الأميركيين، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز.
أكد روبيو أن الولايات المتحدة تركز على فهم التنازلات التي كانت أوكرانيا على استعداد لتقديمها في مقابل اتفاق سلام محتمل مع روسيا.
أكد روبيو أن أوكرانيا وافقت على الاقتراح، والآن ستنقل الولايات المتحدة العرض إلى روسيا. وقال روبيو “الكرة الآن في ملعبهم”، معرباً عن أمله في أن تستجيب موسكو بشكل إيجابي.
كما أشارت الولايات المتحدة إلى أنها مستعدة لإعادة دعمها لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدات العسكرية والاستخباراتية، إذا قبلت روسيا وقف إطلاق النار وانخرطت في محادثات سلام جادة.
العقبات المحتملة ومطالب روسيا
على الرغم من استعداد أوكرانيا لقبول وقف إطلاق النار، إلا أن عقبات كبيرة لا تزال قائمة. لم ترد موسكو بعد على الاقتراح، وقد تجعل مطالبها أي حل صعباً.
أوضح المسؤولون الروس أنهم لن يقبلوا قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا أو أي قيود على وجودهم العسكري. وعلاوة على ذلك، تواصل موسكو الإصرار على حياد أوكرانيا وتخليها عن عضوية حلف شمال الأطلسي كشرط مسبق للسلام.
يحذر بعض المسؤولين الغربيين من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يتعمد تقديم مطالب متطرفة، مع علمه بأن أوكرانيا وحلفائها سوف يرفضونها على الأرجح، ويزعمون أن هذه الاستراتيجية قد تكون تكتيكاً لكسب الوقت مع الحفاظ على موقف متشدد بشأن سيادة أوكرانيا وتحالفها مع القوى الغربية.
التداعيات على جهود السلام المستقبلية
لقد أثار الإعلان عن اقتراح وقف إطلاق النار تفاؤلاً حذراً في أوكرانيا والمجتمع الدولي. وفي حين يوفر وقف الأعمال العدائية المؤقت فرصة قصيرة لمحادثات السلام، فإن مستقبل وقف إطلاق النار يعتمد إلى حد كبير على رد روسيا.
إذا وافقت موسكو على الشروط، فقد يؤدي ذلك إلى اتفاق سلام أكثر شمولاً، وإن كانت التحديات الكبيرة لا تزال قائمة، وخاصة في ضوء المطالب الروسية المستمرة وتعقيدات التفاوض على ترتيبات أمنية طويلة الأجل.
في الوقت الحالي، يتحول التركيز إلى ما إذا كانت روسيا ستقبل وقف إطلاق النار وتبدأ مفاوضات جادة. وإذا صمد وقف إطلاق النار، فقد يوفر الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها لأوكرانيا التي مزقتها الحرب، مما يوفر الفرصة لإعادة البناء والاستعداد للخطوات التالية في عملية السلام.