أين خبأت إسرائيل طائراتها المدنية؟.. خطة سرية تكشف الرعب من صواريخ إيران

في ظل تصاعد التوتر غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، بدأت تل أبيببتنفيذ خطة طوارئ عسكرية – مدنية تكشف مدى القلق الأمني بالداخل؛ وقد تمثلت في إخلاء كامل لأسطول طائراتها المدنية من البلاد.

عملية سرية لنقل الطائرات: مخابئ آمنة في ثلاث دول

وكشفت صحيفة معاريف العبرية أن وزارة الدفاع بحكومة الاحتلال الإسرائيلي أصدرت توجيهات صارمة وسرية إلى شركات الطيران الإسرائيلية الكبرى بإخلاء طائراتها على الفور إلى مطارات في قبرص، اليونان، والولايات المتحدة، تحسبا لاستهدافها بصواريخ إيرانية.

وتولت شعبة الأمن في جهاز الشاباك عملية التنسيق مع سلطات الأمن في الدول الثلاث لتأمين الطائرات ومنع تعرضها لأي خطر.

إخلاء غير مسبوق للطائرات الإسرائيلية إلى الخارج.. غادرت بلا ركاب

وقد شملت العملية طائرات تابعة لشركات “إلعال”، “يسرائير”، “أركيع” و”إير حيفا”، حيث تم الإخلاء يوم الجمعة عقب الضربات الواسعة التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف في إيران، والتي أدت إلى مقتل قيادات عسكرية وعلماء إيرانيين، وتضرر منشآت نووية.

وأفاد متحدث باسم مطار بن جوريون الدولي، الذي أُغلق الجمعة حتى إشعار آخر، أن الطائرات غادرت دون ركاب، في إجراء احترازي غير مسبوق.

وأعلنت شركات الطيران الثلاث: إلعال ويسرائير وأركيع تنفيذ خطة طوارئ وُضعت خلال الأيام الأخيرة لإخلاء طائراتها.

ووفق بيانات Flightradar24، توجه عدد من الطائرات إلى لارنكا وبافوس في قبرص، بينما شوهدت طائرات أخرى تحط في مطارات يونانية وأمريكية.

كما أشارت المنصة، التي تتبع حركة الطائرات، إلى أن عدة طائرات قد غادرت مطار تل أبيب صباح الجمعة، حيث توجهت طائرات “يسرائيل” إلى قبرص، بينما سلكت طائرات “إلعال” مسارات نحو مطارات أوروبية متعددة.

أين اختبأت طائرة نتنياهو؟

وفي خطوة احترازية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعروفة باسم “صهيون وينج”، قد نقلت إلى العاصمة اليونانية أثينا، خوفا من استهداف مباشر.

وكشفت القناة “13” العبرية عن وجود الطائرة في العاصمة اليونانية أثينا، بعد إخلائها بشكل سريع إثر بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وتحدثت تقارير استخباراتية عن احتمال استهداف مطار بن جوريون بشكل مباشر، ما دفع إلى تهريب الطائرة فورا.

مخاوف أمنية واستعدادات هجومية

ولم يكن قرار الإخلاء وليد اللحظة، بل جاء ضمن تقديرات استخباراتية تؤكد احتمالية الرد الإيراني المباشر على أهداف مدنية، بما فيها المطارات والطائرات المدنية.

ونفذت إسرائيل أكثر من 150 ضربة جوية على أهداف عسكرية ونووية في إيران خلال الساعات التي سبقت الإخلاء، في هجوم هو الأوسع منذ عقود، أسفر عن سقوط عشرات القتلى بينهم مسؤولون عسكريون وعلماء نوويون.

خسائر اقتصادية وموسم سياحي في مهب الريح

ورغم طابعها الاحترازي، إلا أن هذه الخطوة تكبد شركات الطيران الإسرائيلية خسائر مالية ضخمة، خصوصا أنها تتزامن مع بداية موسم الصيف، الذي يُعد من أهم الفترات على صعيد الحركة الجوية والسياحة.

وقد حذر خبراء الطيران من تداعيات محتملة تطال جدول الرحلات، والتزامات شركات الطيران، واحتمالات الإلغاء واسعة النطاق، ما سيؤثر سلبا على المسافرين، والسياحة الواردة، وسمعة إسرائيل.

ومن المتوقع أن يخلق إغلاق المطار وتعليق الرحلات حالة من الفوضى في جدول الرحلات، ما سيؤدي إلى إلغاء مئات الرحلات وتضرر آلاف المسافرين.

وفي تطور إضافي، أفادت يوروكونترول، وهي الهيئة الأوروبية لإدارة المجال الجوي، بأن نحو 650 رحلة جوية من وإلى أوروبا أُلغيت يوم الجمعة وحده، فيما تأثرت نحو 1800 رحلة في أنحاء القارة بسبب التوتر في الشرق الأوسط.

وفي السياق ذاته، أعلنت شركة هيرميس، مشغلة مطارات قبرص، عن استقبال 32 رحلة جوية تم تحويلها من الشرق الأوسط إلى مطاري لارنكا وبافوس، وذلك صباح الجمعة. وهذه الخطوة تعكس اتساع دائرة القلق الإقليمي من تصعيد عسكري شامل.

القلق يتصاعد: هل تخطت الحرب “الخطوط الحمراء”؟

ويرى مراقبون أن قرار إسرائيل بنقل طائراتها المدنية خارج أراضيها يكشف عن مخاوف حقيقية من تصعيد نوعي في المواجهة مع إيران، خاصة أن استهداف المطارات أو الطائرات المدنية يفتح أبوابا خطيرة على صعيد القوانين الدولية و”قواعد الاشتباك”.

ويشار إلى أن نقل الأسطول المدني بهذا الشكل العلني، وعلى عجل، يؤكد أن التهديد الإيراني لم يعد افتراضيا، بل أصبح “وشيكا ومرجحا إلى حد كبير”.

اقرأ أيضا.. وفاة غامضة على أرض البولو الملكية.. هل قتلت نحلة الملياردير الهندي سانجاي كابور؟

تحول الطائرات المدنية إلى أوراق عسكرية

وتكشف هذه الخطوة عن تحول جديد في قواعد الاشتباك، إذ باتت الطائرات المدنية الإسرائيلية تعتبر أهدافا محتملة في سياق التصعيد العسكري.

ويرى مراقبون أن تهريب الأسطول الجوي المدني يعكس خشية حقيقية من انهيار تام في منظومة الحماية الجوية أمام أي هجوم صاروخي مكثف من إيران.

ففي الحروب الحديثة، لم تعد المطارات ولا الطائرات المدنية بعيدة عن ساحات الاستهداف، وهو ما يفسر نقل إسرائيل لطائراتها إلى أماكن تعتبرها محصنة سياسيا وعسكريا.

ومن اللافت أن الطائرات لم تختف فقط من المجال الجوي الإسرائيلي، بل من الوعي العام الإسرائيلي، في محاولة لعزل المواطنين عن وقع التهديد الحقيقي. وبهذا تكون الطائرات قد أصبحت ليست فقط وسيلة للنقل، بل ورقة سياسية أمنية في قلب الصراع.

زر الذهاب إلى الأعلى