إبراهيم عقرب يكتب : ثورة القاهرة الثانية مارس ١٨٠٠م

اعداد : إبراهيم عقرب 

استمرَّ الشعب فِي كفاحه ضد الفرنسيين منذ ثورة القاهرة الأولى. وظل الشعب يقاوم عشان حريته.

وتجدَّدت الأسباب لقيام ثورة ثانية. وكان منها الضغط على فرنسا من قِبل العُثمانيين والدول الأوروبية عشان يطلعوا من مصر.

فـَ ساب نابليون الحملة ورجع لـ فَرنّسا وساب مُهمه القيادة لـ “كِلِيبَر”.

وحَاول حل الأمر بمُعاهدة مع العُثمانيين، ولكن أصرَّ العُثمانيون على خروج الفرنسيين كَـ أسرى حَرب.

ودا أمر رَفضَه “كِلِيبَر”. وهجم على الجيش العُثمانى عند “عين شمس”، وهَزمهُم هزيمة نَتج عنها دخول فرقة من العُثمانيين للقَاهرة تُحرِّض المصريين على المُقاومة، و صَوتُ المَدافِعُ فى عين شمس وصلَ للقاهرة.

فَـ وَصفَ الجبرتى الوضع وقال:

“وأمّا أهلُ مِصرَ فإنهم لمّا سَمِعوا صَوت المَدافِعُ كَثُرَ فيهم الّلغط والقِيل والقَال ولمْ يُدرِكوا حَقيقة الأمرِ فهَاجوا ورمَحوا إلى أطّراف البلد وقَتَلوا أشخاصاً من الفَرنْساوية صادفُوهم خَارجين من البلد ليذهَبوا إلى أصحابِهم”.

وثَار غَضب الشعبَ واجتمعوا فى “حى بولاق” وقامت الثورة.

ووصفها الجبرتى”وأمّا بولاق فإنها قامت علىٰ ساقٍ واحد تَحزم الحاج “مُصطفىٰ البَشتيلى” وأمثالُه هَيّجوا العامة وهيئوا عِصيَهُم وأسلِحَتهُم ورَمَحُوا وصَفحوا وعمَلوا كَرانك حَولَ البَلَدَ ومتاريسَ واستَعدوا للحَربِ والجِهَاد”. و استَمرّت مُقَاوَمتهُم لأكثرَ مِن ٣٠ يوم.

اضطر “كِلِيبَر”لـ مُحاصرة مَديِنة القاهرة للتأثير علىٰ الشعب؛ ليتركوا أمرَ الثورة.

وكمان حَاولَ التفاوضَ مع المماليِك علىٰ المِصريين ومَستَجبش ليه حد مِنهم، فَـ لجأ لـ ضَرب المَدينة واشعَل النّار فى” حى بولاق” وأحرَقَهُ، واستَولىٰ على الخَانات والبَضّائِع واقتَحَمَ البُيوت.

وهَجَمُوا جنوده علىٰ النِساء وقتلوا عَدد مِن الثُوار، وأصبَحت مَجزرة بَشرية.

نَتَائِجَ الثورة :

انتَهت الثورة بالهزيمة وخروج المماليك والأتراك مِن مَدينة القاهرة وفُرِضَ غَرامة علىٰ زُعَمَاء الثورة والسُكان.

وبِسَبب وَحشِية “كِلِيبَر” قُتِلَ فـِ النِهاية علىٰ يَد الشاب السورى سُليّمان الحَلَبى. وتَوليٰ أمر قِيادة الحَملة “جاك مِنو”، الـ حَاول إصلاح الأُمور، وفضَّل البَقاء فـِ مِصرَ. ولَكِنْ الأمّرَ مكتَملش بسبب عقد صُلح بجَلاء الفِرِنّسيين عَن مصر عَام ١٨٠١م.

ويَنتهى الأمّر لِيُظّهِر لنا مَدىٰ قُوة وإِصرار الشّعب علىٰ المُقاوَمة لأجل حُريته.

زر الذهاب إلى الأعلى