إسرائيل تبيع أسلحة بـ 14.8 مليار دولار في 2024 .. و4 دول عربية زبائن تل أبيب

بينما تستمر إسرائيل في حربها على غزة وتواجه اتهامات دولية بانتهاك حقوق الإنسان، تسجّل صادراتها العسكرية أعلى معدلاتها في التاريخ.

وفي مشهدٍ يثير الكثير من الدهشة، والمفارقة الأشد وقعًا .. أن جزءًا لا يُستهان به من هذه الأسلحة بات يتجه إلى دول عربية، بعضها لا تزال تُعلن تضامنها العلني مع القضية الفلسطينية، لكنها في نفس الوقت تُبرم صفقات سلاح مع إسرائيل.

إسرائيل تبيع الأسلحة لأوروبا .. ودول عربية

ففي عام 2024 وحده، باعت إسرائيل معدات عسكرية بأكثر من 14.8 مليار دولار، لتُصبح واحدة من أسرع أسواق السلاح نموًا في العالم، ليس فقط في أوروبا وآسيا، بل أيضًا داخل المنطقة العربية.

وبينما يواصل الفلسطينيون دفع ثمن الحرب، تُبرم دول عربية صفقات تُمكّن الجيش الإسرائيلي من تعزيز قدراته وتوسيع نفوذه العسكري.

باعت إسرائيل أسلحةً لدول أخرى في عام 2024 أكثر من أي وقت مضى، حتى مع خوضها معارك على جبهات متعددة في أطول حرب في تاريخها.

شنت إسرائيل حرب شعواء على غزة، بالإضافة إلى غارات جوية وعمليات عسكرية خاصة في سوريا ولبنان واليمن، فضلاً عن حربها مع إيران .. كما واجهت تل أبيب عزلة عالمية وضغوطًا دولية متزايدة لإنهاء حربها في غزة.

صادرات إسرائيل بلغت 14.8 مليار في 2024

ومع ذلك، ورغم الحرب على جبهات متعددة، شهدت إسرائيل مبيعات أسلحة قياسية خلال عام 2024، فقد أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن صادرات تل أبيب الدفاعية بلغت 14.8 مليار دولار عام 2024.

لتحطم بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 13 ملياراً في 2023، بزيادة سنوية بلغت 13% .. وأشارت الوزارة إلى أن هذا هو العام الرابع على التوالي الذي تُسجل فيه الصناعة الدفاعية الإسرائيلية رقماً قياسياً جديداً.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان لها: “هذا هو أعلى رقم مسجل على الإطلاق والسنة الرابعة على التوالي التي يتم فيها تسجيل رقم قياسي جديد لصادرات الدفاع الإسرائيلية”.

اقرأ أيضاً.. مباحثات رفيعة المستوى| مصر وإيطاليا تخططان لأمن المتوسط.. ما هي أوجه التعاون العسكري بين البلدين؟

وارتفعت مبيعات الأسلحة لإسرائيل واحتلت موقع متقدم عالمياً لتحل محل روسيا كما تُظهر البيانات لتقوم بتوريد بعض الأسلحة لعدد من الدول التي اعتادت أن تستورد سلاحها من موسكو.

حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن صادرات الأسلحة الروسية انخفضت بمقدار النصف في الفترة من 2019 إلى 2023 مقارنة بفترة السنوات الخمس السابقة.

ورسمت تقديرات أخرى صورة أكثر قتامة. وفقًا لمؤسسة جيمستاون، انخفضت صادرات الأسلحة الروسية بنسبة 92% بين عامي 2021 و2024 بسبب إعادة توجيه الموارد إلى أوكرانيا، والعقوبات، والتضخم، ومشاكل التمويل.

مع فقدان روسيا لأسواقها التقليدية لصادرات الأسلحة الدفاعية في آسيا، من الهند إلى الدول العربية، بادرت إسرائيل إلى ملء الفراغ.

أسواق الأسلحة الإسرائيلية .. أوروبا في المقدمة

وفقًا للبيانات، تُعدّ أوروبا أكبر سوق لصادرات الأسلحة الإسرائيلية، حيث تُمثّل ما يصل إلى 54% من صادرات إسرائيل الدفاعية. في عام 2023، استحوذت أوروبا على 35% من صادرات الأسلحة الإسرائيلية.

في عام 2024، اشترت الدول الأوروبية ما يقارب 8 مليارات دولار أمريكي من المنتجات العسكرية الإسرائيلية، مُقارنةً بـ 4.6 مليار دولار أمريكي في عام 2023، وفقًا لوزارة الدفاع.

ومرة أخرى، ربما تكون حرب روسيا في أوكرانيا قد ساعدت صناعة الدفاع الإسرائيلية، حيث تُعزّز أوروبا إنفاقها الدفاعي وتسعى إلى تجديد مخزوناتها العسكرية المُتناقصة.

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي تحمي سماء ألمانيا

ساهمت الصفقة التاريخية التي أبرمتها إسرائيل مع ألمانيا لشراء نظام الدفاع الجوي “حيتس 3” بجزء كبير من مبيعات الأسلحة هذه.

حيث وقّعت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية اتفاقية بقيمة 3.8 مليار دولار أمريكي مع ألمانيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي “حيتس 3″، مسجلةً بذلك أكبر صفقة دفاعية في تاريخ إسرائيل.

زيادة المبيعات إلى دول أوروبا رغم انتقادها الحرب على غزة

ومن الجدير بالذكر أن مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى أوروبا ازدادت على الرغم من انتقاد العديد من الدول الأوروبية علنًا للحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها العشرين. وقد استُبعدت الشركات الإسرائيلية من العديد من معارض الدفاع الأوروبية الكبرى العام الماضي.

إلى جانب ذلك، أوقفت بعض الدول أيضًا عقود الدفاع الموقعة سابقًا.

اقرأ أيضاً.. الحادثة الثانية في سنة.. لماذا تتساقط طائرات F-35 الأمريكية الشبحية؟

إسبانيا تلغي صفقات مع إسرائيل دعماً لغزة

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية أنها ألغت صفقة بقيمة 325 مليون دولار أمريكي لشراء صواريخ مضادة للدبابات من إنتاج شركة تابعة لشركة “رافائيل” الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة، كجزء من “الانقطاع التدريجي للتكنولوجيا الإسرائيلية”، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

وكانت إسبانيا قد ألغت سابقًا صفقة ذخيرة بقيمة 6.6 مليون دولار أمريكي مع شركة “إلبيت سيستمز” .. وذلك في موقف مضاد لإسرائيل بسبب حربها على غزة.

إسرائيل ثاني أكبر مصدر للأسلحة لبريطانيا وألمانيا

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الانتكاسات، لا تزال أوروبا سوقًا مهمة للأسلحة الإسرائيلية. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل هي ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى المملكة المتحدة وألمانيا.

ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، خلال الفترة من 2020 إلى 2024، زودت إسرائيل 13% من واردات ألمانيا من الأسلحة وحوالي 7% من واردات المملكة المتحدة من الأسلحة.

بعد أوروبا، كانت منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق للأسلحة الإسرائيلية بنسبة 23%.

الهند أكبر مستورد للأسلحة في آسيا

في آسيا، تُعد الهند سوقًا كبيرًا للأسلحة الإسرائيلية. ووفقًا لقاعدة بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، كانت الهند ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم في الفترة من 2020 إلى 2024، بعد أوكرانيا. وكانت إسرائيل ثالث أكبر مصدر للأسلحة إلى الهند بعد روسيا وفرنسا.

زودت إسرائيل 13% من جميع واردات الأسلحة الهندية خلال هذه الفترة .. كما تعد إسرائيل ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى الفلبين، حيث تزودها بـ 27% من احتياجاتها من الأسلحة.

ومع ذلك، كانت المفاجأة الأكبر هي ارتفاع مبيعات الأسلحة الإسرائيلية في الدول العربية.

الأسلحة الإسرائيلية تصل الدول العربية

استحوذت الدول العربية، وخاصةً الدول التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم، على ما يصل إلى 12% من صادرات الأسلحة الإسرائيلية. في عام 2023، لم تتجاوز حصة هذه الدول من صادرات الأسلحة الإسرائيلية 3%.

بلغت مبيعات الأسلحة مجتمعةً إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان 1.8 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 12% من إجمالي صادرات إسرائيل من الأسلحة.

ومن بين هذه الدول، وقّع المغرب صفقةً لشراء مدافع هاوتزر ATMOS من شركة Elbit، بقيمة 229 مليون دولار أمريكي. وكان المغرب قد اشترى سابقًا نظام صواريخ PULS، ووفقًا للتقارير، حصل على نظام Barak MX من شركة IAI وقمرًا صناعيًا للاستطلاع.

وشكّلت أمريكا الشمالية 9%، وأمريكا اللاتينية 1%، وأفريقيا 1%. وقد استقرت هذه الأرقام نسبيًا في السنوات الأخيرة. أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الإسرائيلية الأفضل أداءً

أنظمة الدفاع الجوي.. نصف صادرات إسرائيل من الأسلحة

وفقًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن ما يقرب من نصف (48%) صادرات الأسلحة الإسرائيلية تتكون من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والقذائف، بزيادة عن 36% في عام 2023. كما شهدت صادرات أنظمة الأقمار الصناعية والفضاء قفزة، حيث ارتفعت من 2% من صفقات عام 2023 إلى 8% من صفقات عام 2024.

شكلت المركبات وناقلات الجند المدرعة 9% من صادرات الدفاع الإسرائيلية في عام 2024، والطائرات المأهولة وإلكترونيات الطيران 8%، والمراقبة والبصريات 6%، وأنظمة الاستخبارات والمعلومات والسيبرانية 4%، والذخيرة والأسلحة 3%، ومحطات الأسلحة والقاذفات 2%، وأنظمة القيادة والتحكم والقيادة والسيطرة والاتصالات 2%، والطائرات بدون طيار 1%، والأنظمة والمنصات البحرية 1% إضافية.

حرب غزة تعزز الصادرات الإسرائيلية

على عكس روسيا، حيث انهارت صادرات الأسلحة بسبب الحرب الدائرة، يبدو أن الحرب الدائرة في إسرائيل تُسهم في تعزيز صادرات البلاد من الأسلحة.

وقالت الوزارة: “إن الإنجازات العملياتية غير المسبوقة، إلى جانب الخبرة القتالية التي اكتسبتها التطورات الإسرائيلية خلال الحرب، خلقت طلبًا كبيرًا على التكنولوجيا الإسرائيلية بين العديد من الدول”.

وقال وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، في تصريحات أصدرتها الوزارة: “في عام حرب صعب ومعقد، تُحطم إسرائيل رقمًا قياسيًا غير مسبوق في صادرات الدفاع”.

وأضاف: “هذا الإنجاز الهائل هو نتيجة مباشرة لنجاحات جيش الدفاع الإسرائيلي والصناعات الدفاعية ضد حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، ونظام آية الله في إيران، وفي ساحات أخرى نعمل فيها ضد أعداء إسرائيل”.

وأضاف كاتس: “يرى العالم قوة إسرائيل ويسعى إلى أن يكون شريكًا لها”.

في حين تضاعفت مبيعات الأسلحة الإسرائيلية تقريبًا في السنوات الخمس الماضية، إلا أن حصة إسرائيل في سوق الأسلحة الدولية صغيرة نسبيًا على الصعيد العالمي. وبحسب أحدث تقرير صادر عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، تبلغ حصة إسرائيل من سوق الأسلحة العالمية 3.1% للفترة من 2020 إلى 2024، حيث تعد الهند والولايات المتحدة والفلبين أكبر ثلاث أسواق للأسلحة الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً.. أغلى 10 طائرات مقاتلة في عام 2025 .. من يمتلك المركز الأول؟