إسرائيل تدعو مواطنيها لمغادرة بلجيكا فورا.. ما علاقة إيران؟

في خطوة غير تقليدية، وجّه وزير الشتات في إسرائيل عميحاي شيكلي، الجمعة، نداءً عاجلًا إلى الجالية اليهودية في بلجيكا، داعيًا إياهم إلى مغادرة البلاد في أقرب وقت.

وكتب شيكلي عبر منصة “إكس”: “لقد استسلمت بلجيكا! أوصي بشدة الجالية اليهودية بمغادرتها – الدولة فقدت سيادتها ولم تعد قادرة على حماية يهودها”.

وجاءت التصريحات الإسرائيلية بعد ساعات من قصف إيراني واسع النطاق استهدف وسط إسرائيل، ما أشعل المخاوف من امتداد الصراع إلى جبهات غير تقليدية، أبرزها أمن الجاليات اليهودية حول العالم.

اتهامات من إسرائيل لـ بلجيكا

في تصريحه المثير للجدل، اتهم شيكلي العاصمة البلجيكية بأنها أصبحت عرضة لـ”تنامي نفوذ جماعات متطرفة تدعم حماس وحزب الله”، دون أن يحدد جهات بعينها، في إشارة إلى الاحتجاجات المتكررة المناصرة للفلسطينيين في شوارع بروكسل ومدن أوروبية أخرى.

تصريحات الوزير الإسرائيلي أثارت جدلًا داخل الأوساط السياسية الأوروبية، لا سيما مع التوتر المتزايد بين شرائح مختلفة من السكان، في ظل أزمة الهوية والحريات والاندماج.

مخاوف يهود إسرائيل في بلجيكا

من داخل بلجيكا، عبّر عدد من اليهود عن قلقهم المتزايد من الأوضاع الأمنية.

وبحسب وسائل إعلام، قال دورون يونغر، أحد أفراد الجالية اليهودية في بروكسل: “أن تكون يهوديًا في بلجيكا اليوم يعني أن تعيش بهوية واضحة ولكن بحذر”.

أما يائير غانوت، فأوضح أن المشهد اليومي في العاصمة البلجيكية بات مقلقًا: “ملصقات معادية لإسرائيل، مظاهرات ترفع الأعلام الفلسطينية، ولافتات سياسية تصعّد من التوتر العام… الجو مشحون بالضغط”.

وأكّد الحاخام مناحيم مارغولين، رئيس رابطة المنظمات اليهودية الأوروبية، أن الوضع يزداد سوءًا:”مستوى الكراهية يتفاقم، والحكومات لا تُظهر التزامًا كافيًا بحماية اليهود من خطاب التحريض أو أعمال العنف”.

هجوم إيراني واسع على وسط إسرائيل

في تطور عسكري خطير، أعلنت إيران مسؤوليتها عن إطلاق نحو 150 صاروخًا على إسرائيل، استهدفت منشآت ومناطق مدنية، أبرزها في تل أبيب والقدس. وأسفر الهجوم عن إصابة سبعة مدنيين على الأقل، واندلاع حريق في مبنى سكني وسط تل أبيب.

وأكد الحرس الثوري الإيراني أن الضربات جاءت ردًا على “الهجمات الإسرائيلية السابقة التي طالت منشآت نووية وعسكرية” في إيران، من بينها نطنز ومدينة أصفهان.

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجوم تجاوز الخطوط الحمراء، متوعدًا برد “قاسٍ ومباشر”.

تل أبيب تشتعل

أطلقت إسرائيل صفارات الإنذار في أنحاء تل أبيب والقدس، فيما لجأ السكان إلى الملاجئ. وظهرت أعمدة الدخان تتصاعد من عدة مواقع، وسط تضارب في الروايات بشأن حجم الأضرار.

وأمرت القيادة العسكرية بعدم بث صور مواقع سقوط الصواريخ خشية تسريب معلومات للخصم.

وفي مقابل الهجوم، أكدت مصادر حكومية أن الرد سيكون واسع النطاق، وقد يشمل أهدافًا عسكرية داخل إيران، ما ينذر بتوسيع رقعة المواجهة في الشرق الأوسط.

تأهب الجاليات اليهودية في أوروبا

وفق تقارير فإن التحذيرات الإسرائيلية من الوضع في بلجيكا تعكس قلقًا متزايدًا من تأثير النزاعات في الشرق الأوسط على الأوضاع الداخلية في أوروبا. وبحسب مراقبين، فإن الجاليات اليهودية في مدن مثل بروكسل وباريس وأمستردام باتت أكثر يقظة وتخوفًا من انعكاسات سياسية أو أمنية.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه أوروبا احتجاجات واسعة ضد الحرب على غزة، بعضها يتجاوز شعارات الدعم السياسي إلى خطاب متطرف يثير قلق المجتمعات اليهودية.

أوروبا على مفترق طرق

مع تصاعد المظاهرات في الشوارع الأوروبية، يجد قادة الاتحاد الأوروبي أنفسهم أمام معادلة صعبة بين احترام حرية التعبير، وضمان عدم تحول تلك المظاهرات إلى ساحة خصومة دينية أو طائفية.

في هذا السياق، دعت منظمات حقوقية إلى تعزيز آليات الحماية للجميع، بما في ذلك رصد أي ممارسات أو دعوات تحريضية قد تهدد السلام المجتمعي.

اقرأ أيضا

حسين سلامي.. حامل مفاتيح جهنم في إيران الذي أحرقته نيران إسرائيل

زر الذهاب إلى الأعلى