إسرائيل تغتال قياديًا بارزًا في حزب الله.. من هو محمد علي جمول؟

صعَّدت إسرائيل من عملياتها العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، واغتالت فجر السبت القيادي البارزا في “حزب الله” محمد علي جمول عبر غارة جوية استهدفت سيارة في بلدة دير الزهراني جنوب البلاد، في تطور يُعدّ الأبرز منذ أسابيع على الجبهة اللبنانية.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي مقتل محمد علي جمول، واصفاً إياه بأنه “قائد وحدة الصواريخ في قطاع الشقيف” التابع لحزب الله.
وذكر البيان أن جمول “شارك في تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية خلال الحرب، وكان مسؤولاً عن إعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله في المنطقة”، معتبراً أن نشاطه يمثل “انتهاكاً واضحاً للتفاهمات المبرمة بين لبنان وإسرائيل”.
من هو محمد علي جمول؟
يُعتبر محمد علي جمول أحد القيادات الميدانية البارزة في الجبهة الجنوبية لحزب الله، وتحديداً في قطاع الشقيف، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية تمتد من جنوب نهر الليطاني باتجاه البقاع الغربي.
وبحسب مصادر إسرائيلية، كان جمول مسؤولاً عن إطلاق صواريخ تجاه المستوطنات الشمالية، ومؤخراً أوكلت إليه مهمة إعادة بناء المنظومات الصاروخية بعد الضربات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب اللبناني.
ويأتي اغتياله ضمن سلسلة من العمليات الإسرائيلية التي تستهدف البنية القيادية والتنظيمية لحزب الله، خصوصاً مع اشتداد التوتر على الحدود منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر الماضي، والتي فتحت جبهة جنوب لبنان كساحة مواجهة موازية.
تفاصيل مقتل محمد علي جمول ؟
وبحسب “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، فقد نفذت طائرة مسيّرة إسرائيلية الغارة عند الفجر، واستهدفت سيارة مدنية في دير الزهراني، ما أسفر عن مقتل الشاب محمد علي جمول.
ولفتت الوكالة إلى أن الغارة سبقتها طلعات كثيفة وغير معتادة لمروحيات “أباتشي” إسرائيلية في أجواء المنطقة، وهو ما أثار استنفاراً في صفوف السكان.
ويُعد تحليق مروحيات هجومية إسرائيلية بهذا العمق في الأجواء اللبنانية تطوراً لافتاً في مسار المواجهات، إذ تعتمد إسرائيل غالباً على الطائرات المسيّرة أو المقاتلات دون المخاطرة بتحليق مروحيات أباتشي خارج الخطوط الخلفية.
تصعيد متعدد الجبهات
الهجوم على دير الزهراني جاء بعد أقل من 24 ساعة على سلسلة غارات جوية إسرائيلية استهدفت أطراف بلدة شمسطار في منطقة البقاع شرق لبنان.
ووفقاً لـ”الوكالة الوطنية للإعلام”، فقد شن الطيران الإسرائيلي أربع غارات متتالية بعد منتصف الليل على مناطق قرب بلدة طاريا غرب بعلبك، وهو ما يُشكل تصعيداً غير مسبوق في العمق اللبناني.
وقبلها، كانت غارات أخرى قد طالت مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ما يعكس اتساع رقعة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
انتهاك مستمر للتهدئة
رغم التوصل إلى اتفاق تهدئة مؤقتة بوساطة دولية أواخر العام الماضي، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية في مناطق الجنوب والبقاع والضاحية، وسط صمت رسمي لبناني حيال استمرار تلك الخروقات. وتشير التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تحتل خمس نقاط حدودية داخل الأراضي اللبنانية، ما يثير مخاوف من تحوّل التصعيد إلى حرب شاملة.
في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من حزب الله حتى لحظة إعداد التقرير، إلا أن مراقبين يتوقعون أن يشكل اغتيال جمول نقطة تحول في طبيعة الردود المقبلة، خاصة وأنه يُعد من القيادات التي تحظى بثقل عسكري وميداني داخل الحزب.
اقرأ أيضًا: من “معاداة السامية” إلى “الحرب الصليبية”.. كيف تُرهب إسرائيل ماكرون وقادة أوروبا؟