إعصار الملح الصيني.. أكبر عمليات اختراق وتجسس في التاريخ الحديث
القاهرة (خاص عن مصر)- أفادت التقارير أن قراصنة صينيين نفذوا واحدة من أكبر عمليات اختراق الاتصالات في التاريخ الحديث.
وفقا لتقرير الجارديان، أطلق باحثو الأمن السيبراني في شركة مايكروسوفت على هذا الهجوم الإلكتروني اسم “إعصار الملح”، حيث تسلل إلى عشرات شبكات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، مما أتاح للمتسللين الوصول إلى بيانات حساسة، لم يتمكنوا فقط من تتبع أنماط الاتصال – من اتصل بمن ومتى – بل اخترقوا أيضًا الحاجز الفني الأعلى لاعتراض محتويات بعض الرسائل.
ومن بين الكيانات المتضررة ثلاث من أكبر شبكات الاتصالات في الولايات المتحدة، تم استهداف اتصالات المسؤولين الحكوميين في واشنطن العاصمة، بما في ذلك اتصالات شخصيات بارزة مثل دونالد ترامب، والسيناتور جيه دي فانس، وموظفي حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس.
كما قام المتسللون باختراق سجلات تصفح الإنترنت وحتى اختراق برنامج التنصت الأمريكي، وسرقة سجلات مكالمات بالغة الأهمية، وقد وصف أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الاختراق بأنه “أسوأ اختراق للاتصالات في تاريخ أمتنا”.
كما استهدفت شركة الاتصالات العملاقة البريطانية BT في محاولة لاختراق خدمات المؤتمرات الخاصة بها، وعلى الرغم من أن BT ادعت أنها أحبطت الهجوم، إلا أن الحادث يؤكد على النطاق العالمي واستمرار حملة القرصنة.
أقرا أيضا.. دراسة.. 96% من أطفال غزة يشعرون بالموت الوشيك ونصفهم يتمناه
الجناة وراء التجسس الإلكتروني
تم نسب هجوم إعصار الملح إلى مجموعة قرصنة تُعرف باسم FamousSparrow، وهي نشطة منذ عام 2020.
وقد امتدت أهدافهم إلى منظمات حكومية في دول مثل إسرائيل والسعودية والبرازيل وكندا وغواتيمالا وبوركينا فاسو.
من المثير للاهتمام أن الفنادق كانت هدفًا متكررًا آخر، حيث وقعت أنظمة في دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وليتوانيا وتايوان ضحية لسرقة البيانات.
ربطت أجهزة الاستخبارات الأمريكية وباحثو الأمن السيبراني المستقلون الهجمات ببكين، وهو ادعاء تنفيه الصين بشدة.
وعلى الرغم من نفي بكين، لا يزال اختراق إعصار الملح يعمل، حيث حث مستشارو الأمن القومي الأمريكيون موظفي الحكومة على استخدام تطبيقات المراسلة المشفرة مثل Signal وWhatsApp لتعزيز الأمن. كما أصدرت وكالات الأمن في أستراليا ونيوزيلندا وكندا تحذيرات مماثلة.
ردًا على التوترات الجيوسياسية؟
يثير توقيت هجمات إعصار الملح تساؤلات حول ارتباطها بالحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين، وخاصة فيما يتعلق بتكنولوجيا أشباه الموصلات.
مؤخرًا، أطلقت الصين تحقيقًا لمكافحة الاحتكار في شركة صناعة الرقائق الأمريكية Nvidia وحظرت تصدير المعادن المهمة لإنتاج أشباه الموصلات. جاءت هذه التحركات ردًا على تقييد الولايات المتحدة لبيع رقائق أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين.
بينما يتكهن البعض بأن عمليات اختراق الاتصالات قد تكون انتقامًا في هذه الحرب التجارية المتصاعدة، يزعم الخبراء أن الاختراق يتماشى أكثر مع التجسس التقليدي أكثر من الحرب الاقتصادية المباشرة.
يشير محللو الأمن السيبراني إلى أن اختراق شبكات الاتصالات، على الرغم من عدم ارتباطه بتكنولوجيا أشباه الموصلات، يوضح تركيز الصين المستمر على اكتساب ميزة استخباراتية استراتيجية.
حظر تيك توك يضيف الوقود إلى النار
إضافة إلى التوتر الجيوسياسي، أيدت محكمة الاستئناف الفيدرالية الأمريكية مؤخرًا تشريعًا يطالب تيك توك، المملوكة لشركة بايت دانس الصينية، إما بالتخلي عن أصولها الأمريكية أو مواجهة حظر على مستوى البلاد. ولدى بايت دانس حتى 19 يناير للامتثال، مما دفع الشركة إلى الاستئناف أمام المحكمة العليا.
يسلط حكم المحكمة الضوء على مخاوف الأمن القومي بشأن التلاعب المحتمل بالمحتوى من قبل الصين، على الرغم من اعتراف الحكومة الأمريكية بأنها تفتقر إلى أدلة ملموسة على مثل هذا التدخل. وعلى الرغم من هذه الشكوك، فإن خروقات إعصار الملح تؤكد على قدرة الصين على التدخل السيبراني العالمي، مما يزيد من المخاوف المحيطة بإساءة استخدام تيك توك المحتمل كأداة للتأثير على الدولة.
تحذير للمشهد التكنولوجي
إن حادثة إعصار الملح والتدقيق المتزايد لشركات التكنولوجيا الصينية تعكس علاقة متوترة بشكل متزايد بين بكين والدول الغربية.
مع تحول التجسس الرقمي إلى جبهة حاسمة في السياسة العالمية، يتعين على الحكومات والشركات اعتماد تدابير صارمة للأمن السيبراني لحماية المعلومات الحساسة.