“إكبا” تسلط الضوء على الزراعة المستدامة ومكافحة تغير المناخ في مؤتمر COP29
أكد المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) أن تفاقم أزمة المناخ يستدعي حلولًا عاجلة ومبتكرة وشاملة، تعتمد على تعبئة تمويل مناخي ضخم لدعم المجتمعات الأكثر تضررًا.
وأشار المركز إلى أن تبني نهج علمي يمكن أن يسهم في تمكين هذه المجتمعات من التكيف والازدهار في مواجهة التحديات المتزايدة.
- الزراعة المستدامة
“إكبا” تسلط الضوء على الزراعة المستدامة ومكافحة تغير المناخ في مؤتمر الأطراف COP29
قالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام لإكبا، إن المركز شارك في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) في باكو بأذربيجان، من خلال سلسلة من الفعاليات والاجتماعات الاستراتيجية رفيعة المستوى.
وسلط إكبا الضوء على الدور الحيوي للزراعة المقاومة للمناخ في مواجهة التحديات المتزايدة مثل تغير المناخ، وانعدام الأمن الغذائي، وشح المياه، وتدهور الأراضي في المناطق القاحلة والمالحة.
وأضافت، أن مبادرات إكبا، مثل نظم الزراعة المائية المتكاملة، والمحاصيل المقاومة للإجهادات البيئية، وبرامج بناء القدرات للنساء والشباب، توفر حلولًا تحويلية لتعزيز الأمن الغذائي، واستعادة النظم البيئية المتدهورة، وبناء القدرة على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ.
اقرأ أيضًا: التكنولوجيا في خدمة الزراعة.. نظم حديثة للري ومراقبة المحاصيل بالأقمار الصناعية
وأشارت إلى أن مؤتمر الأطراف COP29 كان بمثابة منصة هامة لتعزيز التعاون الدولي، وتعبئة التمويل المناخي، ودعم الجهود نحو تبني ممارسات زراعية مستدامة تصل إلى جميع الفئات.
وعلى مدار أكثر من 25 عامًا، يواصل إكبا قيادة الجهود البحثية والتنموية لمواجهة تحديات البيئات القاحلة والمالحة، وسلطت مشاركته في مؤتمر الأطراف COP29 الضّوء على التزامه بتمكين المجتمعات من خلال مبادرات شاملة، وتعزيز التعاون الدولي، وتطوير حلول علمية لتحقيق الزراعة المستدامة.
شراكات لتحقيق الهدف 17
واستضاف إكبا في جناح دولة الإمارات جلسة بعنوان “إحداث أثر مستدام في البيئات القاحلة والمالحة في آسيا الوسطى: قوة الشراكات لتحقيق الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة”، وأدار الجلسة الدكتور شربل طرف، رئيس العمليات والتطوير في إكبا، وشارك فيها كل من الدكتورة طريفة الزعابي، وبيكمورات تورديشيف، مدير معهد كاراكلباكستان للأبحاث الزراعية (KARI)، والدكتورة مرغوبة رجابوفا، الباحثة في إكبا.
وسلطت الجلسة، وبدعم صندوق أبوظبي للتنمية، الضوء على استراتيجيات مبتكرة للتصدي لملوحة التربة وندرة المياه، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتقوية المرونة المناخية في آسيا الوسطى.
كما سلطت الجلسة أيضاً الضوء على الدور الحيوي للتمويل المناخي في تعزيز الشراكات المؤثرة، ودفع المبادرات التحولية التي تسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ مع تحسين الإنتاجية الزراعية وضمان الأمن الغذائي.
- الزراعة المستدامة
تمكين النساء لمواجهة تغير المناخ
ونظم إكبا وبالتعاون مع الإيسيسكو، جلسة بعنوان “إطلاق إمكانيات الشباب والنساء في تحويل نظم الأغذية لمواجهة تغير المناخ” في جناح الإيسيسكو، وشهدت مشاركة ممثلين من معهد الموارد الجينية في أذربيجان، ومزارع غرين ريبابلك في نيجيريا، ونور الجندي، أخصائية تطوير المشاريع في إكبا.
وركزت الجلسة على مبادرات إكبا مثل النسخة المحلية من مؤتمر الأمم المتحدة للشباب لتغير المناخ ومبادرة “نعم إكبا”، التي تهدفان إلى تمكين النساء والشباب لاعتماد ممارسات زراعية مستدامة وقيادة التحولات المناخية الذكية. كما شدّد النقاش على أهمية توفير الأدوات والموارد لتعزيز الابتكار وبناء قدرات التكيف في القطاع الزراعي.
المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية
وشارك إكبا في جلسة رفيعة المستوى نظمتها الإيسيسكو حول نهج Nexus لإدارة الموارد بكفاءة في المناطق ذات شح المياه.
وأكدت الدكتورة طريفة الزعابي على أهمية استخدام حلول متكاملة لمواجهة التحديات المترابطة.
وضمت الجلسة متحدثين مرموقين مثل السيد رنا تنوير حسين، وزير الأمن الغذائي في باكستان، وإلهام قاديموفا، نائب وزير الزراعة في أذربيجان، وممثلين من منظمات عالمية مثل الفاو والبنك الإسلامي للتنمية واتحاد البحر الأبيض المتوسط.
وسلطت الجلسة الضوء على ضرورة توجيه التمويل المناخي لدعم تنفيذ استراتيجيات قائمة على نهج الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظم البيئية (WEFE)، بما يضمن إدارة مستدامة للموارد لصالح المجتمعات الأكثر ضعفًا.
تعاون استراتيجي
وعلى هامش المؤتمر، عقد إكبا اجتماعًا ثنائيًا مع منظمة WorldFish، إحدى أعضاء CGIAR، لمناقشة التعاون في أنظمة الزراعة المائية. ناقشت الدكتورة طريفة الزعابي والدكتور عصام ياسين محمد، المدير العام لمنظمة WorldFish، سبل تعزيز الأمن الغذائي والمرونة في المناطق الساحلية والمالحة.
- البذور المقاومة للإجهادات البيئية
عرض الأبحاث في جناح الإمارات
في جناح دولة الإمارات، قدم المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) عرضاً مفصلاً لمجموعة من البذور المقاومة للإجهادات البيئية مثل الجفاف، الحرارة، والملوحة، بما في ذلك الدخن، الكينوا، القطيفة، عشب البافل، القمح، والذرة، وغيرها.
تم تطوير هذه البذور واختبارها بعناية لتتكيف مع البيئات المالحة والجافة والمناطق شحيحة المياه، مما يوفر حلولًا عملية تعزز الأمن الغذائي وتزيد من مرونة النظم الزراعية من خلال سنوات من البحث العلمي المكثف والتطبيقات الميدانية.
نجح إكبا في إدخال هذه البذور وتوسيع نطاق استخدامها، مما يسهم بشكل مباشر في مواجهة التحديات التي يسببها تغير المناخ وندرة الموارد في المناطق الأكثر ضعفًا.