السكر تحت السيطرة.. الاحتياطي يكفي أكثر من سنة والسر في هذه المحاصيل

زيادة إنتاج السكر من الأمور الأساسية، وفي ظل تحديات اقتصادية كبيرة تواجه الدولة، ومع أزمات عالمية غير مسبوقة ضربت كل دول العالم، أصبح أحد الأهداف الرئيسية للحكومة هو توفير مخزون واحتياطي آمن واستراتيجي من مختلف السلع خاصة السلع الأساسية ومن بينها الأرز والسكر والزيوت واللحوم والدواجن وغيرها، لذلك بدأت مصر خلال السنوات الماضية في زيادة إنتاج السكر.

وخلال الفترة الماضية توسعت الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في المساحات المزروعة من بنجر السكر خاصة أن كثير من الأراضي في مختلف المحافظات صالحة لزراعة المحصول بإنتاجية عالية، هذا جنبًا إلى جنب مع الأراضي الزروعة من قصب السكر في محافظات الصعيد، ما أدى إلى توافر السكر في الأسواق بصورة كبيرة، فضلاً عن وجود مخزون كاف منه لعدة أشهر قادمة.

احتياطي استراتيجي وزيادة في إنتاج السكر

من جانبه أوضح الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن خطط الوزارة تعتمد بشكل أساسي على توفير مخزون كبير من مختلف السلع الأساسية يكفي لعدة أشهر، وهي السياسة التي تتبعها الحكومة بصورة دائمة منعًا لوإحداث أزمات أو تعرض السلع لأي نقص في الأسواق.

وأشار إلى أن احتياطي السكر التمويني وصل إلى مستويات قياسية، حيث إن المخزون منه يكفي لمدة تصل إلى 14 شهرًا، وهو الأمر الذي يعزز استقرار الأسعار في الأسواق مع الارتفاع المستمر في الطلب عليه طوال العام.

وأكد أن المخزون الآمن ليس في السكر وحده، بل في مختلف السلع، ومن بينها القمح لمدة 4.5 شهرًا، الزيت 6.7 شهرًا، الدواجن المجمدة 9.3 شهرًا، واللحوم الطازجة 7.2 شهرًا.

ارتفاع إنتاج مصر من السكر

من ناحية أخرى كشف تقرير صادر عن معهد المحاصيل السكرية التابع لمركز البحوث الزراعية، عن ارتفاع إنتاج مصر من السكر إلى حوالي 2.7 مليون طن، وأوضح التقرير أن السبب في ذلك هو الأسعار الاسترشادية التي وضعتها الحكومة قبل موسم الزراعة، وهو ما تسبب في زيادة إقبال الفلاحين على زراعة تلك المحاصيل.

وأضاف التقرير أن هناك توقعات بأن ترتفع المساحات المزروعة من بنجر السكر خلال الموسم الجديد لتصل إلى أكثر من 700 ألف فدان، ومع ارتفاع أيضًا في مساحات قصب السكر ما يؤدي إلى تحقيق طفرة كبيرة في الإنتاج.

المساحات المزروعة من البنجر

ويرجع السبب في توافر السكر بمخزون كبيرة إلى التوسع في زراعة محصول البنجر، حيث أشار تقرير لوزارة الزراعة إلى أن المساحات المزروعة من المحصول تجاوزت الـ 650 ألف فدان بمختلف المحافظات، وأضاف التقرير نسبة مساهمة محصول بنجر السكر في الإنتاج الكامل للسكر في مصر تصل إلى إلي ما يقرب من 60 % من حجم الإنتاج، ما يعني أن البنجر أصبح يمثل المصدر الأول لإنتاج السكر فى مصر.

اقرأ أيضًا: سعر كيلو السكر اليوم.. وأسعار السلع في الأسواق الأربعاء 13-12-2024

وقال التقرير: “بنجر السكر يتحمل الظروف البيئية المتغيرة، حيث إنه يمكن زراعته في أراضي متوسطة الخصوبة ويمكن ريه بمياه متوسطة الملوحة وبالتالي يمكن التوسع بشكل كبير في زراعته”.

تحديات زراعة محصول القصب

ومع التوسع في زراعة محصول البنجر، حافظت الدولة على زراعة محصول قصب السكر رغم أنه من المحاصيل الشرهة للمياه، وبلغت المسحات المزروعة من المحصول حوالي 300 ألف فدان، كما أنه يتم توريد نحو 245 ألف طن تمثل نحو 73 % من جملة مساحة القصب إلى مصانع السكر الثمانية في الصعيد.

ولكن يبقى التحدي الأكبر أمام محصول قصب السكر هو زيادة تكاليف الإنتاج، حيث إنه من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، كما أنه يحتاج إلى العديد من الخدمات المتتالية من أيدى عاملة كثيرة وكميات كبيرة من التقاوي.

وأكد د. سيد خليفة نقيب المهن الزراعية أهمية الحصاد الآلي لمحصول القصب للحد من التكلفة الكبيرة والسيطرة على الفاقد في الإنتاج، مع اعتماد خطة مكافحة متكاملة للآفات التي تهدد القصب، وأشار إلي أهمية خطة الحكومة للنهوض بالمحصول من خلال تحقيق أعلى عائد من وحدتي الأرض والمساحة والمياه، والبحث عن تقنيات حديثة للاستفادة من مخلفات قصب السكر.

ومؤخرًا توقعت وزارة الزراعة الأمريكية، أن يصل إنتاج مصر من السكر خلال الموسم التسويقى الحالى، الذى يبدأ فى أكتوبر 2024 ويمتد إلى سبتمبر 2025، إلى نحو 2.6 مليون طن، ليستقر بذلك عند مستويات إنتاج العام التسويقى المنتهى الشهر الماضى.

زر الذهاب إلى الأعلى