بريطانيا تدعم جهود ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.. والناتو منقسم بشأن محادثات السلام

القاهرة (خاص عن مصر)- أعربت بريطانيا عن دعمها لجهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حتى مع ظهور الانقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها بشأن عضوية أوكرانيا المحتملة في الناتو وشروط مفاوضات السلام مع روسيا.
وفقًا لتقرير صنداي تايمز، تأتي التطورات وسط نشاط دبلوماسي متزايد، بما في ذلك اجتماع مقترح بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإطلاق سراح السجناء السياسيين من بيلاروسيا.
المملكة المتحدة تؤيد هدف ترامب لإنهاء الحرب
صرح متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن بريطانيا “تتشاطر رغبة الرئيس ترامب في إنهاء هذه الحرب البربرية”، مؤكداً أن أولوية لندن هي “وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن”. يعكس هذا التوافق إجماعًا غربيًا أوسع نطاقًا على الحاجة إلى حل الصراع، على الرغم من أن الخلافات لا تزال قائمة حول كيفية تحقيق هذا الهدف.
اقرأ أيضًا: وزير الدفاع الأمريكي: أوكرانيا لن تنضم للناتو واستعادة حدودها هدف وهمي غير واقعي
دعوة بوتين لترامب: خطوة استراتيجية؟
أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين دعا ترامب إلى موسكو لإجراء محادثات، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت الدعوة قد قُبلت. وأشار بيسكوف إلى أن بوتن أكد على الحاجة إلى معالجة “الأسباب الجذرية” للصراع، وهي العبارة التي فُسرت على نطاق واسع على أنها رمز لتغيير النظام في كييف.
حذرت المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا من أن بوتن مستعد لفشل محادثات السلام. وكتبت على موقع X: “من وجهة نظر الكرملين، لا يوجد شيء يمكن للغرب أن يفعله من شأنه أن يعكس مكاسب روسيا الإقليمية ويمنع انهيار أوكرانيا في الأمد البعيد”. وأضافت ستانوفايا أن التنازلات الظاهرة من بوتن، مثل وقف إطلاق النار، هي خطوات تكتيكية لاسترضاء ترامب مع تعزيز الهدف النهائي لروسيا المتمثل في تأمين أوكرانيا “الصديقة”.
بيلاروسيا تطلق سراح سجناء سياسيين، بما في ذلك مواطن أمريكي
في تطور دبلوماسي مهم، أطلقت بيلاروسيا سراح ثلاثة سجناء سياسيين، بما في ذلك مواطن أمريكي لم يُذكر اسمه والصحفي البيلاروسي أندريه كوزنيتشيك. اجتمع كوزنيتشيك، الذي أمضى أكثر من ثلاث سنوات في السجن، مع عائلته في ليتوانيا. وأشاد فرانك فياكوركا، مستشار زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا، بالإفراج عنه باعتباره انتصارا لحقوق الإنسان.
يمثل هذا الإفراج الثاني عن مواطن أمريكي من بيلاروسيا في عهد إدارة ترامب، بعد إطلاق سراح أناستاسيا نوهفر الشهر الماضي.
انقسام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي
مع بدء الاستعدادات لمحادثات السلام، انقسمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن ما إذا كان ينبغي لأوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وأكد وزير الدفاع البريطاني جون هالي أن “المكان الصحيح” لأوكرانيا هو داخل حلف شمال الأطلسي، وهو الموقف الذي سعت إليه كييف منذ فترة طويلة. ومع ذلك، استبعد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عضوية حلف شمال الأطلسي كجزء من أي اتفاق سلام مع روسيا، مما يعكس تفضيل ترامب للتسوية التفاوضية التي تتجنب المزيد من التصعيد.
وأكد هالي أن أي محادثات سلام يجب أن تكون بشروط أوكرانيا. “إن الأوكرانيين هم من يخوضون القتال. عليهم أن يقرروا متى يبدأون الحديث وبأي شروط”، هذا ما قاله لشبكة سكاي نيوز.
أوجه التشابه التاريخية: محادثات السلام مقارنة باتفاقية ميونيخ لعام 1938
أجرى رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت مقارنة صارخة بين محادثات السلام المقترحة واتفاقية ميونيخ لعام 1938، التي سمحت لألمانيا النازية بضم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا. وحذر بيلت من أن تقديم تنازلات كبيرة قبل بدء المفاوضات قد يؤدي إلى نتائج كارثية. وكتب على موقع X: “حتى تشامبرلين لم ينزل إلى هذا المستوى في عام 1938. لقد انتهت ميونيخ بشكل سيئ للغاية على أي حال”.
دبلوماسية ترامب: الانتصارات والتحديات
احتفل البيت الأبيض بالإفراج عن المعلم الأمريكي مارك فوجل من الاحتجاز الروسي باعتباره “انتصارًا رائعًا” لدبلوماسية ترامب. واستقبل ترامب فوجل، الذي سُجن لأكثر من ثلاث سنوات، في البيت الأبيض.
ومع ذلك، أثار نهج ترامب تجاه أوكرانيا مخاوف بين الحلفاء الأوروبيين. أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن “السلام لا يمكن تحقيقه إلا معًا”، مؤكدة على الحاجة إلى المشاركة الأوروبية في أي مفاوضات.
رد زيلينسكي: دعوة إلى الوحدة
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تفاؤل حذر بعد محادثة مع ترامب، واصفًا إياها بأنها “محادثة ذات مغزى” حول تحقيق السلام. وقال زيلينسكي: “لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا”، مضيفًا أن كييف مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لرسم مسار نحو إنهاء العدوان الروسي.
أكد ترامب المناقشة على منصة Truth Social الخاصة به، مشيرًا إلى أن زيلينسكي وبوتن “يريدان صنع السلام”. وأعلن أن نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو سيقودان وفدًا أمريكيًا للقاء زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة.