إيران أمام الأمم المتحدة: برنامجنا النووي لن يتوقف أبدا

أعلن سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرفاني، أن تخصيب اليورانيوم الإيراني لن يتوقف أبدًا، مؤكدًا أن التخصيب حق غير قابل للتصرف بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وسيستمر للأغراض السلمية.
في حديثه لشبكة سي بي إس نيوز، أوضح إيرفاني أن طهران منفتحة على المفاوضات، ولكن ليس تحت ما وصفه بـ”الإملاءات” الأمريكية أو مطالب “الاستسلام غير المشروط”.
قال إيرفاني: “التخصيب حقنا، حق غير قابل للتصرف، ونريد تطبيقه”، مؤكدًا موقف إيران الرافض للتخلي عن طموحاتها النووية كشرط مسبق للحوار.
مستعدون للمحادثات، لا للاستسلام: إيران تحدد شروط الدبلوماسية
على الرغم من الضغوط الغربية المتزايدة، أكد إيرفاني استعداد إيران للتفاوض، ولكن بشروط عادلة فقط. وقال: “الاستسلام غير المشروط ليس تفاوضًا. إنه إملاء للسياسة علينا”.
أكد أنه في أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة على منشآت إيرانية، “ليس هذا الوضع مناسبًا لجولة جديدة من المفاوضات، ولا يوجد طلب للتفاوض والاجتماع مع الرئيس”.
تُسلط تعليقات إيرفاني الضوء على موقف طهران المتشدد بعد الهجمات، مع تأكيدها على استعداد إيران لإيجاد حل دبلوماسي إذا تخلت الولايات المتحدة عن مطالبها المتطرفة.
تعليق دخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن لا تهديدات
في معرض رده على المخاوف الدولية بشأن الرقابة، نفى إيرفاني أي تهديدات موجهة إلى رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو إلى مفتشي الوكالة، الذين اتهمهم مسؤولون إيرانيون بمساعدة إسرائيل في استهداف مواقعهم.
أكد إيرفاني أنه “لا يوجد أي تهديد”، مع أنه أكد أن البرلمان الإيراني قد علق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أدى فعليًا إلى قطع وصول المفتشين إلى المواقع النووية.
“المفتشون موجودون في إيران، وهم في ظروف آمنة، لكن تم تعليق نشاطهم. لا يمكنهم الوصول إلى موقعنا… تقييمنا هو أنهم لم يؤدوا عملهم”.
عندما سُئل عما إذا كان سيدين الدعوات إلى اعتقال أو إعدام رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية – التي أشار إليها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو – وافق إيرفاني، نافيًا مجددًا أي تهديدات إيرانية رسمية.
اليورانيوم المخصب: استعداد للنقل، ولكن لا تنازل عن السيادة
في إشارة لافتة، أشار إيرفاني إلى أن إيران قد تكون مستعدة لنقل مخزوناتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% إلى الخارج إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.
أشار إلى أنه بدلاً من ذلك، يمكن أن تبقى المواد في إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع ذلك، فقد اتخذ موقفًا حازمًا تجاه مطالب الولايات المتحدة بالوقف الكامل لإنتاج اليورانيوم محليًا، مؤكدًا:
“لن نتنازل عن حقنا في إنتاج اليورانيوم محليًا – وهو شرط ترفضه الولايات المتحدة”.
أقرا أيضا.. بعد حرب الـ 12 يوما.. إيران المُتضررة تظهر أكثر خطورة
بعد الضربات: ادعاءات متضاربة بشأن الأضرار والردع
تأتي تعليقات السفير وسط روايات متضاربة حول تأثير الضربات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة على المواقع النووية الإيرانية. وقد زعم الرئيس دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا أن المنشآت “دُمّرت تمامًا”.
أكد ترامب على قناة فوكس نيوز أن اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60% – والذي يُقال إنه 400 كيلوجرام – لم يكن من الممكن نقله قبل الضربات، وأن موقع فوردو، وهو موقع تخصيب رئيسي، “دُمر للتو”، مع وجود “آلاف الأطنان من الصخور في تلك الغرفة الآن”.
مع ذلك، تُشكك إيران في مدى الضرر. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن اتصالات إيرانية مُعترضة تُشير إلى أن كبار المسؤولين وجدوا أن الضربات أقل تدميرًا مما كان متوقعًا. وصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الهجمات بأنها تسببت في “ضرر بالغ الخطورة”، لكنه أشار إلى أن إيران ستتمكن على الأرجح من استئناف التخصيب في غضون أشهر:
“القدرات التي يمتلكونها موجودة… في غضون أشهر، كما أقول، بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي تدور وتنتج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك. بصراحة، لا يمكن الادعاء بأن كل شيء قد اختفى ولم يعد هناك شيء.”
انعدام الثقة الدبلوماسية والتوترات الإقليمية
في سياق آخر، صرّح رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، لوزير الدفاع السعودي بأن طهران تشك في التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار المُعلن عنه مؤخرًا، محذرًا: “نحن مستعدون لرد قاسٍ [على إسرائيل] في حال تكرار أي عمل عدواني.”
وأدان موسوي ما وصفه بتجاهل إسرائيل والولايات المتحدة للقانون الدولي: “لم نبدأ الحرب، لكننا رددنا بكل قوتنا على المعتدي.”