إيران تهدد إسرائيل بألفي صاروخ وتكشف عن “مدينة الصواريخ” تحت الأرض

مع تصاعد وتيرة المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، يزداد التساؤل حول ما إذا كانت المنطقة على شفا حرب مفتوحة طويلة الأمد، أم أن أطراف الصراع ستنتهي إلى تسوية تفرضها الضغوط الإقليمية والدولية.
التصريحات الأخيرة للقيادة العسكرية الإيرانية، التي تحدثت عن قصف مقبل بألفي صاروخ، وإعلان بدء عملية “الوعد الصادق 3” ضد أهداف إسرائيلية، تعكس تصعيدًا غير مسبوق. فهل تتسع رقعة الصراع، أم أن الحل السياسي ما زال ممكنًا قبل الانفجار الشامل؟
تهديدات صاروخية غير مسبوقة: “الوعد الصادق 3” تدخل حيز التنفيذ
أعلن الجيش الإيراني، اليوم السبت، أن الهجوم الصاروخي المقبل على إسرائيل قد يتضمن إطلاق نحو ألفي صاروخ دفعة واحدة، أي أكثر بعشرين مرة من الهجمات السابقة.
وصرح متحدث باسم الجيش الإيراني لوسائل إعلام محلية أن “الرد الصاروخي القادم سيكون بالغ القوة والشمول”.
وكشف مصدر عسكري مطّلع لوكالة “فارس” أن المواجهة مع إسرائيل لن تبقى في إطار العمليات المحدودة، بل ستتوسع لتشمل جميع المناطق المحتلة، وكذلك القواعد الأمريكية المنتشرة في الإقليم، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني سيكون “قاسيًا ومؤلمًا”.
وفي سياق الرد على الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، أعلن الحرس الثوري الإيراني بدء تنفيذ عملية “الوعد الصادق 3″، مؤكداً استهداف عشرات المواقع العسكرية داخل إسرائيل بصواريخ باليستية دقيقة، في رد وُصف بأنه “ساحق ومركّز”.
تحت الأرض.. مدينة صواريخ إيرانية “لا نهاية لها”
في رسالة ردع استراتيجية جديدة، كشفت إيران في مارس الماضي عن مدينة صواريخ ضخمة تحت الأرض، أطلقت عليها وسائل الإعلام المحلية اسم “المدينة الصاروخية الفضائية”، والتي تقع في أعماق الأرض وتضم أنفاقاً وصفت بأنها “لا نهاية لها”.
وأفادت وكالة “تسنيم” بأن المدينة تحتوي على صواريخ باليستية تعمل بالوقودين السائل والصلب من طرازات متطورة، مثل: “خيبر شكن”، “قدر”، “سجيل”، “عماد”، و”حاج قاسم”.
وصرحت القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري بأن الهدف من هذه المنشآت هو ضمان الجاهزية الكاملة للرد على أي اعتداء، وحماية الترسانة الاستراتيجية من الضربات الجوية المحتملة.
إضافة إلى ذلك، أعلنت إيران مؤخرًا عن سفينة حربية جديدة في بندر عباس قادرة على إطلاق صواريخ كروز، وكشفت عن نيتها عرض صواريخ فرط صوتية مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العام الإيراني المقبل، في مؤشر على تصعيد نوعي في التسليح.
متى تلجأ الأطراف إلى الحل السياسي؟
رغم التصعيد العسكري المتسارع، لا تزال بعض المؤشرات تشير إلى إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات، خاصة إذا ما أدركت الأطراف المعنية أن كلفة الحرب ستكون باهظة على الجميع.
فمع وجود أطراف دولية فاعلة مثل الولايات المتحدة والصين، ووساطات محتملة من بكين أو واشنطن، فإن الحل السلمي قد يفرض نفسه حال دخول المواجهات مرحلة تهدد بتوسيع رقعة الصراع الإقليمي لتشمل لبنان وسوريا والعراق، أو حتى دول الخليج.
غير أن أي حديث عن التسوية سيظل معلقًا ما لم تتوقف عمليات القصف المتبادل، ويتم احتواء التصعيد الميداني وضبط النفس، في ظل تزايد الضغط الشعبي والدولي لتجنّب حرب كبرى قد تكون غير مسبوقة منذ حرب الخليج أو حتى أكتوبر 1973.
اقرأ أيضًا: من “فتاح” إلى “ذو الفقار”.. هل تملك إسرائيل ما يكفي لاعتراض وابل الصواريخ الإيرانية؟