إيران تُبدي حذرها من استئناف المحادثات النووية الأمريكية وتطالب بضمانات.. هل ترضخ واشنطن؟

أكدت إيران أنها لن تعود إلى المحادثات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة ما لم تتلقَّ ضمانات قاطعة بفعالية المفاوضات ومنع أي هجمات مستقبلية ضدها. ويأتي هذا البيان في ظل تفاقم حالة عدم اليقين الدبلوماسي في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة.
إيران تطالب بضمانات وتستشهد بمخاوف أمنية
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي متلفز يوم الاثنين، أن “إيران لن تعود إلى المحادثات ما لم نكن متأكدين من فعالية المفاوضات”.
يأتي موقف الحكومة في أعقاب شهر مضطرب شهد حملة عسكرية إسرائيلية مفاجئة أوقفت خمس جولات من المناقشات الجارية بين طهران وواشنطن.
عزز وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين، عباس عراقجي، هذا الموقف خلال عطلة نهاية الأسبوع، مُصرِّحًا بأن الجمهورية الإسلامية تسعى للحصول على ضمانات صريحة ضد أي هجمات مستقبلية كشرط مسبق لأي استئناف للحوار. وأضاف عراقجي: “تلقت البلاد بعض التطمينات”، على الرغم من أنه لم يحدد طبيعتها.
إصابة الرئيس في غارة إسرائيلية تزيد التوترات
جاءت تصريحات بقائي بعد أن أكدت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إصابة الرئيس مسعود بزشكيان بجروح طفيفة في ساقه خلال غارة إسرائيلية على طهران في 16 يونيو.
وفقًا لوكالة أنباء فارس، استهدف الهجوم مبنى حكوميًا أثناء اجتماع الرئيس بزشكيان مع رئيسي السلطة القضائية والبرلمان، بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الحملة الإسرائيلية التي عطّلت الجهود الدبلوماسية.
وتجري السلطات الآن تحقيقات فيما إذا كان اختراق استخباراتي قد ساهم في العملية الإسرائيلية، مما زاد من مطالبة إيران بضمانات أمنية في أي مفاوضات مستقبلية.
أقرا أيضا.. ارتفاع أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها في 14 عامًا
دبلوماسية موازية مع أوروبا ودعم من روسيا والصين
كما كشف بقائي أن الخطط الجارية لإجراء محادثات منفصلة مع المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا – الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015 – “قيد المراجعة”. وكانت هذه الدول قد شاركت في مناقشات موازية مع إيران قبل الغارات الإسرائيلية، لكن وضع هذه المحادثات لا يزال غير واضح.
في إشارة إلى تحوّل التحالفات، صرّح بقائي بأنّ روسيا والصين أعربتا عن استعدادهما للاضطلاع بدور في حلّ النزاع النووي، على الرغم من أنّه لم يُقدّم أيّ تفاصيل أخرى حول مشاركتهما.
أضرار المنشآت النووية تُفاقم حالة عدم اليقين
فيما يُضاف إلى قائمة شكاوى إيران، أفاد بقائي بأنّ التقييمات جارية لتحديد مدى الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو النووية، التي استُهدفت مؤخرًا بضربة أمريكية. وكان مسؤولون إيرانيون قد وصفوا الموقع سابقًا بأنّه “مُتضرّر بشدة”، ممّا زاد من مخاوف البلاد بشأن هشاشة بنيتها التحتية النووية.
لا تزال التوقعات غامضة مع دراسة إيران للخيارات
حتى يوم الاثنين، لم تتفق إيران والولايات المتحدة على موعد أو تاريخ أو مكان استئناف المفاوضات النووية. ومع تزايد المخاوف الأمنية وتدخل العديد من الأطراف الدولية الآن، يبقى مصير المحادثات النووية الإيرانية – والآفاق الأوسع للاستقرار الإقليمي – غير مؤكد.