إيران على خُطى كوريا الشمالية.. ماذا يعني انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي؟

أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي بـ إيران، في تطور بالغ الخطورة، أن بلاده قد تدرس الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي،
ويأتي ذلك في خضم تصاعد غير مسبوق للمواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، تجاوز حدود الردع التقليدي إلى ضرب منشآت نووية واغتيال شخصيات بارزة.
وقال النائب الإيراني إبراهيم رضائي في منشور على حسابه بمنصة “X”: “الآن هو الوقت الأمثل للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. كان من المفترض أن تضمن لنا هذه المعاهدة الأمن، لكنها باتت سببًا في انعدام الاستقرار”.
تصعيد عسكري متبادل بين إيران وإسرائيل
منذ فجر الجمعة، تشهد المنطقة واحدة من أعنف جولات المواجهة بين إيران وإسرائيل؛ حيث أطلقت الأخيرة عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم “الأسد الصاعد”، شنت خلالها غارات مكثفة على منشآت نووية وقواعد صاروخية ومبانٍ سكنية داخل إيران، واغتالت عددًا من القادة العسكريين والعلماء النوويين البارزين.
في المقابل، ردت إيران بهجمات صاروخية مكثفة على مدن ومناطق إسرائيلية، أبرزها تل أبيب، بات يام، ورحفوت، مما أسفر عن مقتل 6 إسرائيليين، وفقدان أكثر من 35، وإصابة ما يزيد عن 100 آخرين، وفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية صباح اليوم.
صواريخ إيرانية برؤوس شديدة الانفجار
أفادت وكالة “فارس” الإيرانية أن بعض الصواريخ المستخدمة في الهجوم على تل أبيب فجر الأحد مزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار تزن نحو 1.5 طن، في تطور يرفع مستوى الخطر الذي تمثله القدرة الصاروخية الإيرانية.
مصادر إيرانية وصفت هذه الضربات بأنها “المرحلة الأولى” من الرد على الهجوم الإسرائيلي، ما ينذر بجولات قادمة أكثر عنفاً.
ما هي معاهدة حظر الانتشار النووي؟
معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1970، تُعد واحدة من أهم الاتفاقيات الدولية الهادفة لمنع انتشار الأسلحة النووية وتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وتنص المعاهدة على منع انتشار السلاح النووي حيث تتعهد الدول غير النووية بعدم امتلاك أو تطوير أسلحة نووية.
بالإضافة لنزع السلاح النووي حيث تلتزم الدول النووية بخفض ترساناتها تدريجياً.
مع تضمن الإتفاقية الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية حيث يحق لكل دولة الحق في تطوير برنامج نووي سلمي تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إيران من الدول الموقعة على المعاهدة، وقد خضعت منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدار السنوات الماضية، رغم الجدل الواسع بشأن طبيعة برنامجها النووي.
هل يحق لـ إيران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي؟
تنص المادة العاشرة من المعاهدة على أن من حق أي دولة طرف فيها أن تنسحب إذا رأت أن مصالحها العليا أصبحت مهددة. ويشترط أن تُخطر الدولة المنسحبة جميع الأطراف والوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل 90 يومًا من تاريخ الخروج.
وفي حال قررت طهران الانسحاب رسميًا، فإنها ستتحرر من الالتزامات المفروضة عليها، خاصة في ما يتعلق بالرقابة والتفتيش، ما قد يمهد لتسريع تخصيب اليورانيوم وربما إنتاج سلاح نووي فعلي.
ماذا لو انسحبت إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي؟
وفق تقارير فإن خروج إيران من معاهدة NPT سيكون بمثابة زلزال في النظام الأمني العالمي، وقد يفتح الباب أمام مواجهة مباشرة بين إيران والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل.
كما أن هذه الخطوة قد تُشكل سابقة خطيرة تدفع دولًا أخرى في المنطقة إلى انتهاج السلوك نفسه، مما يؤدي إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.
هل تكرر إيران تجربة كوريا الشمالية ؟
الدولة الوحيدة التي انسحبت رسميًا من معاهدة حظر الانتشار النووي كانت كوريا الشمالية في عام 2003، وهو ما أتاح لها لاحقًا إجراء عدة تجارب نووية وتطوير سلاح نووي فعلي.
ويخشى كثيرون من تكرار السيناريو نفسه في الحالة الإيرانية، في ظل امتلاك طهران بنية تحتية نووية متطورة وكوادر علمية على مستوى عالٍ.
اقرأ أيضًا: العالم يحبس أنفاسه.. ماذا يحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟