إيران وإسرائيل على حافة المواجهة العسكرية.. وترامب يحذر من خطر محتمل

أصدر الرئيس دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة يوم الخميس من أن ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران ضد البرنامج النووي محتملة للغاية، مما يؤكد خطر نشوب “صراع واسع النطاق” في المنطقة.

وفقا لفاينانشال تايمز، تأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي تصعد فيه الولايات المتحدة الضغط على طهران، وتأذن بإجلاء العسكريين من الشرق الأوسط، وترفع من حدة التحديات الدبلوماسية قبيل المحادثات النووية الحاسمة المقرر عقدها نهاية هذا الأسبوع في عُمان.

على الرغم من تصاعد التوترات، حرص ترامب على التأكيد على تفضيله للحل الدبلوماسي، حيث صرح للصحفيين في البيت الأبيض بأنه لا يعتقد أن الهجوم “وشيك”.

وقال: “أريد التوصل إلى اتفاق مع إيران”، مضيفًا: “نحن قريبون جدًا من اتفاق. نحن قريبون جدًا من اتفاق جيد. مع ذلك، يجب أن يكون أفضل من جيد جدًا”. منطقة على حافة الهاوية

تعكس تصريحات الرئيس قلقًا متزايدًا في واشنطن وبين حلفاء الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني المتسارع. وقد بلغ الوضع مستوى جديدًا من الإلحاح هذا الأسبوع عندما خلص مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رسميًا إلى أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي لأول مرة منذ عقدين.

يقول دبلوماسيون غربيون إن هذا اللوم غير المسبوق يُشير إلى نفاد صبر المجتمع الدولي وقلقه إزاء طموحات طهران النووية.

مع اقتراب الموعد الدبلوماسي، سمحت الولايات المتحدة بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين الأمريكيين والموظفين غير الأساسيين من المنطقة.

برّر ترامب هذه الخطوة، مشيرًا إلى الخطر “الحقيقي” للصراع. وقال: “لدينا الكثير من الأمريكيين في هذه المنطقة، وقلت: علينا أن نطلب منهم المغادرة لأن شيئًا ما قد يحدث قريبًا. لا أريد أن أكون الشخص الذي لم يُصدر أي تحذير والصواريخ تصطدم بالمباني”.

إيران ترسم خطًا أحمر، والولايات المتحدة تتمسك باتفاق

من جانبها، أبدت إيران رغبة قوية في تجنب الحرب. يقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات إن طهران حريصة على نجاح المحادثات، في ظل سعيها لتخفيف العقوبات الاقتصادية التي أضرت باقتصادها.

مع ذلك، لا يزال هناك طريق مسدود أساسي: إذ ترفض إيران قبول مطلب الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم محليًا، واصفةً ذلك بأنه خط أحمر.

في غضون ذلك، تتمسك واشنطن بإصرارها على أن أي اتفاق يجب أن يتناول مسألة التخصيب، مما يضع عقبة مستعصية محتملة أمام التوصل إلى تسوية شاملة.

ضربة إسرائيلية على إيران: لحظة دبلوماسية أم قوة

يصف راز زيمت، محلل الاستخبارات الإسرائيلي السابق ومدير برنامج إيران في معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي، المواجهة الحالية بأنها “مفترق طرق”.

قال زيمت للصحفيين، مسلطًا الضوء على خطورة هذه اللحظة على الأمن الإقليمي والعالمي: “إما أن يكون هناك تقدم في المفاوضات، أو سيكون هناك خيار عسكري”.

مع ذلك، يحذر دبلوماسيون في المنطقة من تفسير الانسحاب الأمريكي على أنه دليل على أن ضربة عسكرية وشيكة. يعتقد الكثيرون أن عمليات الانسحاب تهدف إلى إظهار العزم وكسب نفوذ تفاوضي قبل المحادثات المقررة يوم الأحد في مسقط، عُمان.

أقرا أيضا.. كارثة جوية.. تحطم طائرة في الهند على متنها 242 شخصًا متجهة إلى لندن

الحسابات السياسية والمخاطر الواقعية

يقلل بعض المراقبين الإقليميين من احتمالية نشوب صراع وشيك، مشيرين إلى أن العمليات الإسرائيلية الكبرى غير مرجحة في الأيام المقبلة لأسباب عملية وسياسية.

الجدير بالذكر أن نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأصغر سيتزوج يوم الاثنين، وهو حدث شخصي قد يؤثر على عملية صنع القرار الإسرائيلي على المدى القصير.

وصف مسؤول مقرب من الميليشيات المدعومة من إيران في بغداد التحركات الأخيرة بأنها “فن أداء” قبل محادثات عُمان، مما يشير إلى درجة من التموضع الاستراتيجي من قبل جميع الأطراف.

كما حافظ المسؤولون الأوروبيون على اعتدالهم. وصرح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني للصحفيين: “لا أعرف ما إذا كان هناك هجوم إسرائيلي على إيران، فليس لدينا أي مؤشرات، باستثناء ما فعله الأمريكيون”.

مخاطر عالية في مسقط

تتجه جميع الأنظار الآن إلى مسقط، حيث من المقرر أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وإيرانيون في جولة سادسة من المفاوضات. قد تُحدد نتائج هذه المحادثات ما إذا كانت المنطقة ستتراجع عن حافة الهاوية أم ستدخل في فصل خطير آخر من المواجهة العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى