إيلون ماسك يعقد محادثات سلام سرية مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة
عقد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا المعروفة، إيلون ماسك، اجتماعًا سريًا لمدة ساعة مع أمير سعيد إيرفاني، السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، لمناقشة تخفيف حِدَّة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وفقًا لصنداي تايمز.
تم ترتيب الاجتماع، الذي عُقِد يوم الاثنين في نيويورك، بناءً على طلب ماسك الذي وصفَه المسؤولون الإيرانيون بأنه “إيجابي”.
تزامن توقيت هذا الاجتماع مع تعيين ماسك رئيسا مشتركا لإدارة كفاءة الحكومة التي تم إنشاؤها حديثًا من قِبَل الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
خطوة جريئة في الدبلوماسية
تُمثِّل مشاركة ماسك في مثل هذه المناقشات الدبلوماسية رفيعة المستوى خطوة مهمة في دوره المتزايد في السياسة العالمية. في حين كان تركيزه الأساسي على التكنولوجيا واستكشاف الفضاء، فقد أظهر ماسك باستمرار اهتمامًا بالشؤون الدولية.
تأتي المحادثات مع السفير الإيراني في وقت تظل فيه العلاقات بين واشنطن وطهران متوترة، وخاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 خلال فترة ولاية ترامب الأولى، إلى جانب اغتيال الولايات المتحدة للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في عام 2020.
يزيد رد إيران، بما في ذلك الاتهامات التي وجهها المدعون الأمريكيون بشأن مؤامرة مزعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني، من تعقيد المشهد الدبلوماسي.
اقرأ أيضا.. الموزوفوبيا.. رسائل مسربة تكشف عن رهاب غير عادي لدى وزيرة سويدية
تأثير عودة ترامب إلى السلطة
يثير الاجتماع بين ماسك وإيرافاني تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وخاصة في ضوء عودة ترامب إلى السلطة. فخلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران كجزء من سياسة “الضغط الأقصى” ومنذ ذلك الحين أحدث ضجة بخطابه حول استعادة السلام “من خلال القوة”.
يبدو أن ماسك، الذي ليس غريبًا على الجدل، يضع نفسه كشخصية مؤثرة في إدارة ترامب القادمة، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
ورغم أن مدير الاتصالات لدى ترامب رفض التعليق على الاجتماع السري، أكدت كارولين ليفات، المتحدثة باسم إدارة ترامب-فانس، أن الرئيس المنتخب ملتزم باستعادة السلام على مستوى العالم.
كانت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة حليفًا قويًا لإسرائيل، في حين دعمت إيران مجموعات معارضة للسياسات الإسرائيلية، مما ساهم في تعقيد المفاوضات.
نفوذ ماسك المتزايد على الساحة العالمية
تأتي غزوة ماسك للدبلوماسية في أعقاب تفاعلاته مع زعماء العالم الآخرين. فقد حافظ على اتصال منتظم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وشارك مؤخرًا في مكالمة هاتفية بعد الانتخابات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
يبدو أن مشاركة ماسك في المجال السياسي العالمي تشكل جزءًا من استراتيجية أوسع لتشكيل العلاقات الدولية، وخاصة في مناطق الصراع حيث تكون المصالح الأمريكية على المحك.
في حفل أقيم مؤخرًا لمعهد أميركا أولاً للسياسة، أكد ماسك أن تغييرات كبيرة كانت في الأفق، قائلاً: “ستكون هذه ثورة”. كان الحدث، الذي أقيم في منتجع ترامب مار-ا-لاغو في فلوريدا، بمثابة منصة لمسك لمزيد من التوافق مع رؤية ترامب لإعادة تشكيل الحكم الأمريكي والسياسة الخارجية.
ردود الفعل والتداعيات على الانتخابات الرئاسية الأمريكية
لم يمر تورط ماسك في الأمور السياسية دون أن يلاحظه أحد. ومن المرجح أن يكون تأثيره على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وخاصة مع علاقته الوثيقة بترامب، نقطة خلاف.
أبدى ماسك اهتمامه بإعادة تشكيل البيروقراطية الحكومية، وقد تشير تعليقاته الأخيرة حول الثورة التي يخطط لإحداثها إلى أجندة إصلاح أكبر تمتد إلى ما هو أبعد من المصالح التجارية.
يشير حضور ماسك في حفل معهد أميركا أولاً للسياسة إلى دعمه المستمر للمساعي السياسية لترامب، حيث يتقاسم الرجلان مشاعر شعبوية مماثلة. أعرب ترامب، الذي أشار إلى ماسك باعتباره “رجلًا جيدًا حقًا” خلال خطابه، عن إعجابه بنفوذ قطب التكنولوجيا ورؤيته.
فصل جديد في الدبلوماسية العالمية؟
مع استعداد الولايات المتحدة لانتخابات رئاسية أخرى ومع استمرار التوترات مع إيران، يشير الاجتماع السري لإيلون ماسك مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة إلى مرحلة جديدة في الدبلوماسية العالمية.
تثير مشاركة ماسك المتزايدة في الأمور السياسية، إلى جانب علاقاته العميقة مع دونالد ترامب، تساؤلات حول دوره المستقبلي على الساحة العالمية. في حين تم وصف اجتماعه مع إيرفاني بأنه إيجابي، فإن التأثير الطويل الأمد لنفوذ ماسك على السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بإيران، لا يزال غير مؤكَّد.