اتفاق بين حماس وأمريكا على وقف إطلاق النار في غزة.. هل تلتزم إسرائيل؟

كشفت مصادر صحفية عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس وأمريكا خلال المباحثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.
وبحسب وسائل إعلام، فقد توصلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خلال محادثات في الدوحة، إلى اتفاق مبدئي لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وبحسب تقارير يشمل الاتفاق تبادلاً جزئياً للأسرى، وانسحاباً إسرائيلياً من مناطق واسعة، وإدخال مساعدات إنسانية بلا شروط.
لكن التساؤلات تظل قائمة حول مدى التزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق، خاصة في ظل تصريحات رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو التي تشير إلى نية استكمال العمليات العسكرية واحتلال القطاع بالكامل.
تفاصيل الاتفاق بين حماس وأمريكا
وفق وسائل إعلام، ذكرت مصادر مطلعة أن الاتفاق ينص على وقف شامل لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم خلاله الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين على دفعتين، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وجثامين محتجزة.
وسيُفرج عن خمسة أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من سريان التهدئة، وخمسة آخرين في اليوم الستين. ويُتوقع أن يشمل الاتفاق إطلاق سراح عدد من كبار الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، وفقاً لترتيبات سيتم التوافق عليها في وقت لاحق.
تعهد ترامب وضمانات من أمريكا لـ حماس
وفقاً للمصادر، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدّم تعهداً شخصياً بضمان وقف إطلاق النار طيلة فترة الستين يوماً، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية للقطاع خلال الأيام الخمسة الأولى من سريان الاتفاق.
كما يتضمن الاتفاق خطة لإنهاء الحرب بشكل دائم بعد انتهاء التهدئة، بضمان من الولايات المتحدة وعدد من الوسطاء الدوليين، في حال التزمت الأطراف ببنوده.
وأكدت المصادر أن الاتفاق يشمل أيضاً إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط، ابتداءً من اليوم الأول للتهدئة، بواقع 1000 شاحنة يوميًا، تحت إشراف الأمم المتحدة وضمان واشنطن. وسيجري ذلك وفق بروتوكول إنساني تم التوافق عليه بين الجانبين.
هل توافق تل أبيب على اتفاق أمريكا وحماس؟
رغم تسلم الحكومة الإسرائيلية بنود الاتفاق عبر المبعوث الأمريكي، إلا أن رد تل أبيب النهائي لم يصدر بعد.
ووفق صحيفة يسرائيل هيوم، فإن دوائر في الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطاً لعرقلة توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، لإعطاء فرصة لتثبيت الاتفاق.
لكن التحدي الأبرز يظل في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يعلن رغبته في إعادة احتلال القطاع ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وهو ما ترفضه حماس والفصائل بشكل قاطع.
ترامب: قد نحصل على “أخبار سارة”
وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق أن واشنطن تجري اتصالات متقدمة مع إسرائيل بشأن إنهاء الحرب، متوقعًا “أخباراً سارة” مع حماس. وقال: “تحدثنا مع إسرائيل، ونريد أن نرى إن كنا نستطيع إنهاء هذا الوضع في أسرع وقت ممكن.”
تصريحات ترامب تتزامن مع حراك أمريكي واسع لصياغة مقترح جديد يشمل تبادلاً كاملاً للأسرى، وضمانات أمريكية لمنع استئناف العمليات العسكرية في حال تعثرت المفاوضات.
هل تلتزم إسرائيل أم تكرر سيناريو التراجع؟
مع تمسك حماس بالتنفيذ الكامل للاتفاق، وضماناتها بوقف شامل للعمليات العسكرية، تتجه الأنظار الآن نحو القرار الإسرائيلي النهائي. هل تلتزم تل أبيب بما تم التوافق عليه في الدوحة، أم تعود مجددًا إلى خيار الحسم العسكري الذي أثبت فشله مرارًا؟
الإجابة عن هذا السؤال ستتضح خلال الساعات أو الأيام المقبلة، في ظل سباق دبلوماسي وعسكري يحدد ملامح المرحلة القادمة في غزة.
اقرأ أيضاً: ألف شاحنة يوميًا و10 رهائن أحياء.. هل تنجح «خطة بحبح» في وقف الحرب بـ غزة؟