احتجاجات شعبية ضد اللاجئين.. هل تسقط لندن في فخ كراهية المهاجرين؟
شهدت العاصمة البريطانية لندن، احتجاجات شعبية ضد المهاجرين، اندلعت على خلفية اتهام أحد طالبي اللجوء بارتكاب اعتداء جن.سي، ما أسفر عن اشتباكات مع الشرطة وإصابة ضابط واعتقال خمسة أشخاص.
تأتي هذه الأحداث وسط تصاعد التوتر في بعض أحياء المدينة، خاصة في شمال شرق لندن.
واحتشد مئات المتظاهرين في محيط فندق “ذا بيل” في مدينة إيبينغ، الذي تستخدمه السلطات لإيواء طالبي اللجوء. ورفع المحتجون لافتات تحمل شعارات ضد المهاجرين مثل “أنقذوا أطفالنا” و”أعيدوهم إلى ديارهم”، فيما طالب آخرون بـ”طرد المجرمين الأجانب”، في مشهد عكس تنامي مشاعر العداء تجاه اللاجئين.
اشتباكات واعتقالات خلال احتجاجات لندن
الاحتجاجات سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف، بعد أن ألقى المتظاهرون زجاجات حارقة وقنابل دخانية على عناصر الشرطة، مما أسفر عن إصابة ضابط وتضرر سيارة تابعة للشرطة.
وأعلنت شرطة لندن اعتقال خمسة متظاهرين بتهم تتعلق بالتحريض على العنف والإخلال بالنظام العام.
خلفية احتجاجات لندن
تعود جذور الأزمة إلى اتهام طالب لجوء يحمل الجنسية الإثيوبية، يُدعى هادوش غيربيرسلاسي كيباتو، ويبلغ من العمر 38 عامًا، بمحاولة الاعتداء على فتاة قاصر تبلغ 14 عامًا.
ورغم نفي المتهم للتهم الموجهة إليه أمام المحكمة، إلا أن الحادثة أججت غضبًا شعبيًا، استغلته بعض الجماعات اليمينية للتحريض ضد المهاجرين.
ليس حدثًا معزولًا
الحادثة الأخيرة أعادت للأذهان اضطرابات مماثلة شهدتها بريطانيا في صيف 2024، بعد واقعة أودت بحياة ثلاث فتيات في بلدة ساوثبورت.
ورغم أن الجاني كان بريطانيًا، إلا أن موجة الغضب حينها استهدفت المهاجرين، مما أدى إلى احتجاجات أمام فنادق طالبي اللجوء في عدد من المدن.
دعوات للتهدئة وتحذير من التصعيد
حذرت منظمات حقوقية من تصاعد العنف اللفظي والجسدي ضد المهاجرين، داعية السلطات إلى التعامل مع الأحداث بمسؤولية وحماية الفئات الأكثر عرضة للاستهداف.
وأكدت أن تحميل اللاجئين مسؤولية جماعية عن جرائم فردية يمثل تهديدًا للنسيج الاجتماعي ويغذي خطابات الكراهية.
وفق مراقبون تطرح هذه الأحداث تساؤلات جدية حول مستقبل التعايش في المجتمع البريطاني، ومدى تأثره بالحملات السياسية والإعلامية التي تستغل القضايا الجنائية لتأجيج المشاعر.
ويخشى مراقبون من أن تتحول هذه الموجات إلى ظاهرة منظمة تستهدف اللاجئين، ما لم يتم التصدي لها بحزم على المستويين الأمني والمجتمعي.
اقرأ أيضا.. خطة لحصار المخيمات.. هل تتهيأ إسرائيل لحرب استنزاف طويلة في غزة؟