اعتقال العشرات في اشتباكات مع الشرطة في لندن.. مسيرة مؤيدة للفلسطينيين
القاهرة (خاص عن مصر)- تم اعتقال أكثر من 30 متظاهرًا مؤيدًا للفلسطينيين يوم السبت أثناء اشتباكات مع الشرطة خلال مسيرة عبر وسط لندن.
شاب الاحتجاج، الذي نظمته حملة التضامن مع فلسطين (PSC)، مناوشات بين المتظاهرين وشرطة العاصمة، مما أدى إلى اعتقالات بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالنظام العام. وجاءت الاضطرابات بعد إعلان حملة التضامن مع فلسطين أنها ستتحدى القيود التي فرضتها الشرطة بموجب قانون النظام العام.
المتظاهرون يتحدون أوامر الشرطة
وفقا لتليجراف، بدأ الجدل عندما أصدرت شرطة العاصمة حظرًا على مسار الاحتجاج المخطط له، والذي كان من المفترض أن يمر بمقر هيئة الإذاعة البريطانية في بورتلاند بليس. وكان القيد استجابة للمخاوف التي أثارها الحاخام الأكبر والجالية اليهودية، الذين خشوا المضايقات المحتملة للمصلين في كنيس قريب. وعلى الرغم من هذه التحذيرات، تقدم المتظاهرون، واخترقوا خطوط الشرطة واستمروا في مسيرتهم نحو ميدان ترافالغار.
ووفقًا لشرطة العاصمة، فقد “شق المتظاهرون طريقهم” عبر خط للشرطة، وهو ما انتهك الشروط المحددة للاحتجاج. وأكدت قوات الشرطة أن حوالي 30 شخصًا قد تم اعتقالهم بعد رفضهم التفرق. وفي وقت سابق، تم اعتقال العديد من المتظاهرين الآخرين لخرقهم شروط المسيرة.
وتصاعد الموقف عندما تم تحذير المتظاهرين بالتفرق أو مواجهة الاعتقال. وعلى الرغم من هذه التحذيرات، استمرت المجموعة في المقاومة، مما أدى إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وتم تصوير المواجهة بالكاميرا، حيث أوضح أحد ضباط الشرطة للمارة، “لأنها مسيرة غير قانونية في الوقت الحالي”.
ردود أفعال المنظمين والمؤيدين
أعرب بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، عن إحباطه من تعامل الشرطة مع المظاهرة، متهمًا السلطات بفرض “قمع شديد” على المنظمين.
كما رفض فكرة أن يكون للجماعات الصهيونية أي رأي في مكان الاحتجاج. وذكر جمال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “نحن من يقرر مكان الاحتجاج، وليس الجماعات الصهيونية التي دعمت الإبادة الجماعية الإسرائيلية”.
انضمت جمعية المسلمين في بريطانيا إلى انتقاد قرار شرطة العاصمة، ووصفته بأنه “هجوم شائن على الديمقراطية وحرية التجمع وحرية التعبير”. كان الاحتجاج جزءًا من حملة أوسع نطاقًا ومستمرة من قبل الجماعات المؤيدة للفلسطينيين تدعو إلى وقف إطلاق النار في الصراع بين إسرائيل وغزة. ومع ذلك، تعرضت تكتيكات المجموعة لانتقادات شديدة من قبل شخصيات سياسية مختلفة.
اقرأ أيضًا: خلال وقف إطلاق النار.. مصر تسهل دخول 50 شاحنة وقود إلى غزة يوميًا
ردود الفعل السياسية والنقد
قبل المسيرة، نشرت شرطة العاصمة أكثر من 1100 ضابط، بما في ذلك 200 تعزيز من قوات أخرى، للحفاظ على النظام. كانت الشرطة تأمل في منع الاشتباكات واحتواء الاضطرابات المتزايدة في المدينة. وعلى الرغم من جهودهم، اتهمت لجنة الخدمة العامة السلطات بكبح حرية التعبير وقالت إن القيود المفروضة كانت “قمعية”.
وفي بيان صدر عقب المسيرة، حذرت الحملة ضد معاداة السامية من أن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تشكل “تهديدًا” للمعابد اليهودية والمؤسسات اليهودية الأخرى. وزعموا أن مثل هذه المظاهرات غالبًا ما تتصاعد إلى العنف، كما حدث في الاحتجاجات السابقة، مما أثار مخاوف بشأن سلامة المجتمعات اليهودية في المملكة المتحدة.
كما أدان اللورد أوستن، عضو البرلمان السابق عن حزب العمال، تصرفات المتظاهرين، بحجة أنهم تجاوزوا الخط. وقال أوستن: “لقد قيل لنا لعدة أشهر أن هذه المظاهرات المخيفة كانت مجرد مطالب بوقف إطلاق النار. والأحداث المشينة اليوم هي الدليل النهائي على أن هذا لم يكن صحيحًا أبدًا”. وزعم أنه في حين تم تحقيق وقف إطلاق النار، فإن “العنف والعدوان المعتاد” الذي شوهد في هذه الاحتجاجات قد زاد فقط.
التداعيات القانونية والاجتماعية
مع تطور الموقف، تم القبض على العديد من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك امرأة تبلغ من العمر 61 عامًا، يوم الجمعة، تم احتجازها بتهمة تحريض الآخرين على خرق شروط الاحتجاج. ولا يزال التحقيق الذي تجريه الشرطة في المزيد من مزاعم التحريض مستمرًا.
وقد أثار تعامل الشرطة مع الاحتجاج، واعتقال العديد من الأفراد، مخاوف بشأن التوازن بين إنفاذ القانون والحق في الاحتجاج. وفي حين رأى البعض أن استجابة الشرطة ضرورية لمنع المزيد من العنف، رأى آخرون أنها انتهاك لحق الجمهور في التجمع والتعبير عن آرائهم.
التطلع إلى المستقبل
مع استمرار الاحتجاجات في النمو من حيث الحجم والشدة، من المرجح أن تظل قضية الاحتجاجات التضامنية مع الفلسطينيين موضوعًا مثيرًا للانقسام في السياسة البريطانية. في حين يزعم البعض أن هذه المظاهرات هي تعبير أساسي عن التضامن مع الفلسطينيين، يرى آخرون أنها تهديدات للنظام العام والأمن الوطني.
إن التكرار المتزايد لمثل هذه الاحتجاجات، جنبًا إلى جنب مع الاستجابة القاسية من جانب الشرطة، من الممكن أن يمهد الطريق لمزيد من المعارك القانونية والسياسية حول الحق في الاحتجاج في المملكة المتحدة.