اعتقال 15 شخصا بسبب “المواعيد الغرامية العمياء” في إيران | ما القصة؟

أعلنت السلطات الإيرانية أمس الاثنين اعتقال 15 شخصًا من منظمي برامج “المواعيد الغرامية العمياء” او المواعدة عبر الإنترنت، خاصة القائمين على صفحة “vinyvidz” على إنستغرام، التي كانت تقدم نسخة محلية من برنامج “Blind Date”.
ووفقًا لرئيس شرطة الأمن العام مجيد فايز جعفري، جاءت هذه الخطوة بعد شكاوى من عائلات اعتبرت هذه البرامج تهديدًا اجتماعيًا وثقافيًا.
وأوضح جعفري أن الاعتقالات جاءت بعد تحقيقات رقمية مكثفة ورصد دقيق لنشاط البرنامج، الذي جذب ملايين المشاهدين داخل إيران، مشيرًا إلى أن بعض المعتقلين تلقوا تحذيرات قبل اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.
إغلاق صفحة برنامج المواعيد الغرامية العمياء في إيران
بعد الإعلان عن الحملة الأمنية، تم حذف جميع المنشورات من صفحة “vinyvidz”، التي يتابعها أكثر من 1.2 مليون شخص، ولم يبق سوى منشور واحد يعلن إغلاقها بقرار قضائي، مع وضع شعار الشرطة الإيرانية.
وكانت الصفحة قد أغلقت سابقًا في أبريل 2024 لكنها عادت إلى العمل لاحقًا، قبل أن يتم إغلاقها مجددًا قبل أيام.
البرنامج كان يقوم على التعريف بين رجل وامرأة لا يعرفان بعضهما، ثم تقييمهما لبعضهما البعض في نهاية الحلقة، ليقررا ما إذا كانا سيستمران في التواصل أم لا.
ويعد هذا النموذج مألوفًا عالميًا عبر برامج غربية وعربية مثل “Blind Date”، الذي يُعرض على منصة نتفليكس.
قيود مشددة على النساء والاختلاط
تأتي هذه الإجراءات في سياق سياسة رقابية مشددة تفرضها السلطات الإيرانية على العلاقات الاجتماعية بين الجنسين، حيث تفرض قوانين صارمة على الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة،
كما تمنع تنظيم أي فعاليات قد تؤدي إلى تفاعل اجتماعي خارج الأطر التي تحددها الدولة.
وتخضع النساء في إيران لقواعد صارمة تتعلق باللباس والسلوك العام، إذ تفرض السلطات ارتداء الحجاب الإجباري وتلاحق من يخالفن هذه القواعد عبر شرطة الآداب أو قوات الباسيج.
وتشمل القيود أيضًا حظر الرقص المختلط، ومنع النساء من دخول بعض الملاعب، إضافة إلى قيود على العمل والسفر دون إذن رسمي في بعض الحالات.
وفي السنوات الأخيرة، شنت السلطات حملات مشددة على أي مظاهر اجتماعية تعتبرها غير متوافقة مع القيم الدينية والرسمية، وهو ما يفسر تصاعد المواجهة مع الشباب الإيراني، الذي يحاول تجاوز هذه القيود عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
تحديات الجيل الجديد
ووفق تقارير، يظهر نجاح هذه البرامج حجم التحدي الذي يواجهه الجيل الجديد في إيران، خاصة مع القيود الصارمة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. إذ تفرض السلطات رقابة مشددة على المنصات الرقمية، مما يدفع الكثيرين إلى استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs) للوصول إلى المحتوى المحظور، بما في ذلك يوتيوب وتويتر وإنستغرام.
ويعكس انتشار برامج المواعدة الإلكترونية تغيرًا في ثقافة الشباب الإيراني، الذين يبحثون عن مساحات جديدة للتعارف بعيدًا عن الضوابط الاجتماعية التقليدية، وهو ما يضعهم في مواجهة مع السلطات التي تعتبر هذه الأنشطة مخالفة للقيم الدينية والثقافية السائدة.
اقرأ أيضًا: بعد صعود المسيحي الديمقراطي والبديل المتطرف.. ماذا يعني فوز اليمين في ألمانيا؟