اغتيال المتحدث باسم حماس.. هل نجحت إسرائيل في اختراق الحركة الخضراء؟

أسفرت غارة جوية إسرائيلية شمال قطاع غزة فجر اليوم الخميس عن مقتل المتحدث باسم حركة حماس، عبداللطيف القانوع.

وبحسب تقارير تأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الاغتيالات التي تستهدف قيادات الحركة، مما يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على اختراق صفوف قادة حماس واستغلال فترات الهدنة لجمع المعلومات وترتيب الضربات القاضية.

تفاصيل اغتيال المتحدث باسم حركة حماس

وذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس في ساعة مبكرة من صباح الخميس أن المتحدث عبداللطيف القانوع قُتل بعد استهداف خيمته في جباليا، وهو ما يشير إلى أن العملية كانت محكمة التوقيت.

ووفق ما أفادت به المصادر الطبية، فإن الغارة أسفرت أيضاً عن إصابة عدة أشخاص في نفس المنطقة، في حين أودت هجمات منفصلة بحياة ستة أشخاص على الأقل في مدينة غزة وشخص في خان يونس بجنوب القطاع.

وبحسب تقارير، يبدو أن إسرائيل قد استغلت فترة وقف إطلاق النار التي شهدت هدنة شبه مستقرة منذ يناير، لتجميع معلومات استخباراتية عن القيادات الرفيعة في الحركة، ومن ثم تنفيذ الهجوم.

إسرائيل واستهداف قيادات حماس

لا تقتصر العملية على اغتيال القانوع فقط، بل تأتي في سياق سلسلة من العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد قيادات حماس منذ استئناف الهجمات العسكرية الكبيرة على القطاع في 18 مارس.

ومنذ استئناف الحرب في غزة، تم استهداف قيادات بارزة في حماس مثل إسماعيل برهوم وصلاح البردويل، اللذين كانا عضوان في المكتب السياسي المكون من 20 عضواً، حيث أفادت مصادر من داخل الحركة بأن 11 من أعضائه قد قُتلوا منذ بدء التصعيد العسكري.

كما أطلقت التقارير الإسرائيلية عدداً من الضربات التي شملت قادة ميدانيين مثل قائد جهاز الأمن العام رشيد جحجوح ورئيس جهاز المخابرات العسكرية، مما يعكس استراتيجية إسرائيل في استهداف الطبقة القيادية وتفكيك البنية التنظيمية للحركة.

ماذا قالت حماس بعد اغتيال قادتها ؟

رداً على هذه الاغتيالات، أدلى القيادي سامي أبو زهري ببيان أكد فيه أن “إسرائيل واهمة إن ظنت أنها تستطيع شطب حركة حماس من خلال تصفية عدد من قيادتها”، مشدداً على أن الحركة متجذرة في فلسطين وزاخرة بالكوادر المؤهلة، ولن تترك أي فراغ يؤثر على قدرتها على مواصلة المسيرة.

وفي تصريح آخر، اعترف مسؤول من داخل الحركة بأن إسرائيل قد استغلت فترة الهدنة لجمع المعلومات عن قياداتها، مؤكداً أن “دماء قادة حماس ليست أزكى من دماء أطفال غزة وشبابها”، في محاولة لتبرير العمليات العسكرية على حساب الرهائن المدنيين.

تصاعد الأوضاع في غزة

تأتي هذه الأحداث في وقت تشهد فيه غزة حالة من التوتر المتصاعد بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي دام شهرين، والذي أتاح لسكان القطاع متنفساً مؤقتاً وسط الدمار الذي خلفته الحرب.

ومع استمرار الضغوط الدولية ومحاولات الوساطة لإنهاء التصعيد، تتعقد القضية مع استمرار  العمليات الإسرائيلية بحجة احتجاز حركة حماس لعدد من الرهائن، فيما تتبادل الأطراف الاتهامات بخرق الهدنة.

من جهتها، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن استمرار الهدنة مرتبط بمدى تعاون حركة حماس، محذراً من اتخاذ خطوات تصعيدية مثل الاستيلاء على أراضٍ في غزة إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن.

هل تنجح إسرائيل في شل حماس باغتيال قياداتها ؟

وبحسب مراقبون فإن اغتيال عبداللطيف القانوع ليس حادثة منفردة بل هو جزء من استراتيجية أوسع لإضعاف قدرة حركة حماس على القيادة والتنظيم.

وبينما يحاول الجانب الإسرائيلي جمع المعلومات واستهداف القيادات الحساسة خلال فترات الهدنة، تظل حركة حماس مؤمنة بصلابتها وبأن تجذيرها في المجتمع الفلسطيني يكفل لها استمرارية المقاومة حتى في مواجهة الاغتيالات المتتالية.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى المستقبل مجهولاً وسط تصاعد التوترات والصراعات التي تستهدف أعماق البنية القيادية للحركة الفلسطينية.

اقرأ أيضا

الغارات توقفت أثناء المظاهرات.. هل تدعم إسرائيل احتجاجات سكان غزة ضد حماس؟

زر الذهاب إلى الأعلى