اغتيال خامنئي.. هل تنتهك إسرائيل الخطوط الحمراء في حربها مع إيران؟

لوَّحت إسرائيل علنًا بإمكانية استهداف واغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في تصعيد خطير وغير مسبوق، وسط عمليات جوية مكثفة تشنها على منشآت ومراكز قيادية داخل إيران، في إطار ما وصفته بـ”حرب شاملة ضد البرنامج النووي الإيراني ومن يقف وراءه”.

اغتيال خامنئي ليس مستبعدا

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، السبت، عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن “إسرائيل لا تستبعد أي هدف ممكن في إطار حملتها لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”، مضيفاً أن المرشد الإيراني علي خامنئي “ليس خارج نطاق الاستهداف”.

وأوضح المسؤول أن التصعيد الحالي “لا يقتصر على منشآت تخصيب اليورانيوم، بل يشمل أركان النظام الإيراني نفسه، السياسية والعسكرية”.

وقال إن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات اغتيال استهدفت تسعة علماء إيرانيين يُعتقد أنهم أسهموا بشكل محوري في تطوير القدرات النووية الإيرانية، بالإضافة إلى عدد من كبار قادة الحرس الثوري.

منشأة نطنز في قلب المعركة

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الهجمات الأخيرة طالت منشأة نطنز النووية الواقعة تحت الأرض، والتي تضم آلاف أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وقال إن “هناك مؤشرات أولية على حدوث انفجار جزئي داخل المنشأة، لكننا بحاجة لتقييم دقيق للأضرار”.

وأكد أن البنية التحتية النووية الإيرانية تعرضت لضربة موجعة، مشدداً على أن الحرب لن تتوقف إلا إذا فككت طهران برنامجها النووي بشكل كامل أو جرى تعطيله بشكل لا رجعة فيه.

هل تملك إسرائيل القدرة على اغتيال خامنئي؟

رغم التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، يشكك خبراء في قدرة تل أبيب على تنفيذ عملية اغتيال مباشرة تطال خامنئي، نظراً لطبيعة الإجراءات الأمنية المعقدة حول المرشد الأعلى، ومحدودية قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على العمل داخل الطبقات العليا للنظام الإيراني، دون دعم استخباري غربي مباشر.

ومع ذلك، يرى آخرون أن تجربة إسرائيل في تنفيذ اغتيالات نوعية – داخل إيران وخارجها – تمنحها القدرة النظرية على تنفيذ هكذا عملية، إذا ما توافرت المعلومات والظروف الميدانية والسياسية المناسبة، خاصة في ظل حالة الفوضى والتوتر غير المسبوقة التي تمر بها طهران حالياً.

البيت الأبيض يتمسك بالدبلوماسية

في المقابل، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، السبت، أن واشنطن لا تزال متمسكة بمسار التفاوض مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن الولايات المتحدة “لا ترغب في التصعيد العسكري، وتسعى لحل دبلوماسي مستدام”.

إلغاء مفاوضات مسقط

بالتوازي، أعلنت سلطنة عمان أن الجولة السادسة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، والتي كانت مقررة الأحد في مسقط، قد أُلغيت رسمياً، في مؤشر على تعثر المسار التفاوضي بالتزامن مع التصعيد العسكري المتسارع.

إغتيال خامنئي تحول استراتيجي

التصريحات الإسرائيلية حول إمكانية استهداف خامنئي، وإن بدت غير معتادة، قد تعكس تغيّراً في قواعد الاشتباك بين طهران وتل أبيب.

فبينما كانت إسرائيل تركّز تقليدياً على البنية النووية والبنية التحتية، فإن إدخال رأس النظام الإيراني إلى دائرة التهديد قد ينذر بتحول استراتيجي خطير، يثير تساؤلات كبرى حول مستقبل النظام الإيراني، واستقرار المنطقة ككل.

اقرأ أيضًا: سيناريوهات الرعب.. ماذا ينتظر العالم حال تحول مواجهة إيران وإسرائيل لحرب شاملة؟