اغتيال كبار العلماء النوويين و20 قائدا إيرانيا بارزا بينهم قائدا سلاح المسيرات والدفاع الجوي 

في عملية ليلية، وجهت إسرائيل ضربة قاصمة للقيادة العسكرية والنووية الإيرانية، حيث اغتالت عددًا من أبرز العلماء النوويين والقادة في القوات المسلحة الإيرانية والمجتمع العلمي.

وفقا لتليجراف البريطانية، تمثل هذه الضربات، التي وُصفت بأنها الهجوم الأوسع نطاقًا على القيادة الإيرانية منذ عقود، تصعيدًا كبيرًا في الصراع المستمر منذ فترة طويلة بين الخصمين الإقليميين.

وفقًا للبيانات الرسمية والتقارير الإعلامية، نشر جيش الدفاع الإسرائيلي حوالي 200 طائرة مقاتلة لضرب 100 هدف منفصل صباح الجمعة. ومن بين القتلى أعضاء بارزون في الحرس الثوري الإسلامي، وكبار القادة العسكريين، وستة على الأقل من أهم علماء إيران النوويين.

من قُتل: انهيار التسلسل القيادي في إيران

أفادت التقارير أن اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وأعلى ضابط رتبة في البلاد، كان من بين القتلى. كان باقري مسؤولاً عن تنسيق الجيش النظامي الإيراني والحرس الثوري الإيراني القوي، الذي لا يخضع إلا للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. يُخلّف موته فراغاً في أعلى هرم الهيكل العسكري الإيراني.

كما قُتل في الغارات الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني. وقد وصفه الحرس الثوري بأنه “أحد أبرز قادة الثورة الإسلامية”، وهو شخصية محورية في صياغة العقيدة العسكرية الإيرانية وخطابها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

بصفته قائداً، كان وراء عمليات زادت بشكل كبير من نفوذ إيران الإقليمي، وكان معروفاً بوعوده “بالانتقام القاسي” من الخصوم.

كان علي شمخاني، القائد السابق للبحرية والمستشار الرئيسي لآية الله خامنئي، ضحية فادحة أخرى. لعب شمخاني دورًا محوريًا في المفاوضات النووية، وكان يُعتبر محاورًا أساسيًا مع الدول العربية، مما جعل خسارته انتكاسة كبيرة للدبلوماسية الإيرانية.

كما قُتل اللواء غلام علي رشيد، نائب رئيس الأركان ورئيس مقر خاتم الأنبياء المركزي. كان رشيد لفترة طويلة المخطط الرئيسي للاستراتيجية العسكرية الإيرانية، وكان مشاركًا بعمق في عقائد الرد.

قُتل أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وفقًا لمصادر متعددة. وقد حددت إسرائيل حاجي زاده كشخصية رئيسية في تنظيم الهجمات الجوية على أراضيها، وتبنى مسؤولية حوادث بارزة مثل إسقاط طائرة ركاب أوكرانية عام 2020.

علماء نوويون بين القتلى

تجاوزت الضربات الإسرائيلية القيادة العسكرية، واستهدفت العقول المدبرة للملف النووي الإيراني. تأكّد مقتل ستة علماء نوويين، من بينهم فريدون عباسي دواني (الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية وعضو البرلمان)، والدكتور محمد مهدي طهرانجي (رئيس جامعة آزاد الإسلامية في طهران).

من بين العلماء الآخرين الذين أُفيد عن مقتلهم عبد الحميد منوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقي، ومطالبي زاده.

كان عباسي، الفيزيائي الذي يُقال إنه يرتبط بالحرس الثوري الإيراني، محوريًا في حسابات الأسلحة النووية الإيرانية، بينما عُرف طهرانجي بعمله في الفيزياء النظرية. ويمثل مقتلهما انتكاسة شديدة لطموحات إيران النووية.

النطاق والاستراتيجية: ضربات قطع الرؤوس تُشلّ القيادة الإيرانية

تتميّز هذه الضربات – التي قارنها بعض المحللين بعملية إسرائيل عام 1981 ضد المفاعل النووي العراقي وهجوم عام 2007 على سوريا – بحجمها وجرأتها. بخلاف العمليات السرية السابقة، التي استهدفت الأهداف واحدًا تلو الآخر، كان هجوم إسرائيل علنيًا وشاملًا، حيث ضرب مجمعات سكنية وقواعد عسكرية ومستودعات صواريخ ومواقع نووية في أنحاء طهران وتبريز وأصفهان وكرمانشاه وأراك.

انهارت مجمعات سكنية بأكملها تضم ​​مسؤولين عسكريين، وتضررت طرق سريعة رئيسية. وأكد التلفزيون الرسمي وقوع أضرار جسيمة في موقع نطنز النووي. ويشير نطاق العملية إلى سنوات من جمع المعلومات الاستخبارية واستراتيجية مدروسة لشل قدرات إيران العسكرية والنووية على اتخاذ القرارات.

اقرأ أيضا.. غارات إسرائيلية جديدة تستهدف تبريز الإيرانية مع تأكيد تضرر منشأة نطنز النووية

الرد الإيراني والتداعيات الإقليمية

توعد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، بـ”عقاب قاسٍ” وتعهد بأن “اليد القوية للجمهورية الإسلامية لن تدعهم يفلتون”.

هدد الحرس الثوري برد حاسم ضد كل من إسرائيل والولايات المتحدة. من المرجح أن يُعيق فقدان هذا العدد الكبير من الشخصيات البارزة قدرة إيران على الرد السريع، لكن مسؤولين في طهران حذّروا من حقبة من التصعيد، قد تجرّ أطرافًا إقليمية وتزعزع استقرار الشرق الأوسط.

صرح مهدي رحمتي، المحلل المحافظ المقرب من الحكومة، قائلاً: “سترد إيران بجدية بالغة بهدف إلحاق الدمار، ونتوقع فترة من هجمات بينج بونج التي قد تمتد إلى المنطقة”.

مرحلة جديدة في حرب الظل

مع مقتل أكثر من 20 من كبار القادة وستة علماء نوويين، تُمثل العملية الليلية تحولاً جذرياً في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.

يراهن القادة الإسرائيليون على أن القضاء على القيادة العسكرية والنووية الإيرانية سيُشل قدرة طهران على الرد السريع ويُؤخر جدولها النووي لسنوات. لكن خطر اندلاع حرب إقليمية – واحتمالية رد إيراني غير متوقع – يلوح الآن في الأفق أكثر من أي وقت مضى.

زر الذهاب إلى الأعلى