الأقوى في العالم.. هل تمتلك دول عربية أو إسلامية صواريخ فرط صوتية؟

باتت الصواريخ فرط الصوتية تُمثِّل أحد أعقد تحديات سباق التسلح العالمي؛ لما تمتلكه من قدرات تدميرية وسرعات خارقة تفوق 5 ماخ، أي خمسة أضعاف سرعة الصوت، مع إمكانية المناورة خلال التحليق؛ ما يجعل اعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة حتى بالنسبة لأحدث أنظمة الدفاع الجوي.
أنواع الصواريخ الفرط صوتية
وتتوزع هذه الصواريخ إلى نوعين رئيسيين: المركبات الانزلاقية فرط الصوتية (HGVs) التي تنفصل عن صواريخ باليستية وتتحرك نحو أهدافها بسرعات هائلة، وصواريخ كروز فرط الصوتية التي تستخدم محركات نفاثة تعمل بسرعة فرط صوتية، وتبقى داخل الغلاف الجوي. ويُمثِّل هذا النوع من الأسلحة ثورة تكنولوجية تقلب موازين الردع الاستراتيجي حول العالم.
من يمتلك هذه الصواريخ فعليًا؟
روسيا كانت السبَّاقة في استخدام هذه التقنية ميدانيًا، إذ نشرت صاروخ “زيركون” البحري القادر على التحليق بسرعة 9 ماخ، ويُعتقد أنه استُخدم ضد أهداف أوكرانية.
- تجربة إطلاق الصاروخ زركون فائق السرعة
أما صاروخ “أفانغارد”، فهو مركبة انزلاقية نووية تُركب على صواريخ باليستية عابرة للقارات، وتصل سرعته إلى 27 ماخ، مع قدرة على المناورة في طبقات الجو العليا.
الولايات المتحدة تطور عدة أنظمة فرط صوتية أبرزها صاروخ “ماكو” الذي كشفت عنه لوكهيد مارتن عام 2024، ويتميز بتعدد مهامه وإمكانية دمجه مع مقاتلات الجيل الخامس، إلى جانب صاروخ كروز فرط صوتي من رايثيون يُعرف بـ”HACM”.
الصين بدورها نشرت صاروخ “دونج فنج-17” الباليستي المتوسط المدى، المزود بمركبة انزلاقية (DF-ZF) تتجاوز سرعتها 10 ماخ، ما يمنحه القدرة على الوصول لقواعد أمريكية في المحيط الهادئ.
- صواريخ DF-17 الصينية الفرط صوتية
الهند أيضًا دخلت السباق بتطوير مشترك مع روسيا لصاروخ “براهموس-2” المتوقع أن يتجاوز 6 ماخ، بينما أعلنت عن تجربة صاروخ محلي وصل سرعته إلى 10 ماخ نهاية 2024.
فرنسا تطور من جانبها صاروخ “ASN4G” الجو-أرض، بسرعة تصل إلى 7 ماخ ومدى يتجاوز 1000 كلم، ومن المقرر دمجه مع مقاتلات “رافال F5”.
هل تمتلك دول عربية أو إسلامية هذه الصواريخ؟
حتى الآن، الدولة الإسلامية الوحيدة التي أعلنت رسميًا عن امتلاك صاروخ فرط صوتي هي إيران.
ففي يونيو 2023، كشفت طهران عن صاروخ “فتاح”، وهو صاروخ باليستي فرط صوتي محلي، تدّعي أن سرعته تصل إلى ما بين 13 و15 ماخ، بمدى يبلغ 1400 كلم.
- صاروخ إيران فرط الصوتي “فتاح” يعمل بالوقود الصلب
ويُقال إن تطويره تم لتجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية والأمريكية، وخاصة “القبة الحديدية” و”السهم”.
أما باقي الدول العربية، فلم تُعلن رسميًا عن امتلاكها لصواريخ فرط صوتية حتى الآن.
ويُرجّح أن تعقيد هذه التكنولوجيا وتكلفتها العالية، إضافة إلى حساسية تصديرها، تشكل عوائق أمام امتلاكها في الوقت الراهن، لكنها قد تكون ضمن أولويات برامج التسليح الاستراتيجي خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية.
هل هناك دفاع ممكن ضد هذا التهديد؟
تسعى القوى الكبرى إلى تطوير درع دفاعي جديد قادر على اعتراض الصواريخ فرط الصوتية، سواء عبر أنظمة تتبع تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أو أجهزة رادار أكثر تقدمًا يمكنها اكتشاف الأهداف في مرحلة مبكرة من التحليق، إلى جانب مشاريع طموحة تشمل الليزر والأسلحة الكهرومغناطيسية.
لكن حتى الآن، لا توجد منظومة دفاعية مجربة وفعالة بالكامل ضد هذا النوع من الصواريخ، مما يعزز أهمية امتلاكها كرادع استراتيجي، ويجعلها محورًا رئيسيًا في أي مواجهة كبرى مقبلة.
اقرأ أيضًا.. في ظل تصاعد التوترات مع الصين.. اليابان تفتتح قاعدة “ساجا” الجنوبية لنشر طائرات أوسبري