الإنترنت يعود تدريجيًا إلى سوريا بعد ساعات من تعطله بسبب أعمال تخريبية

شهدت سوريا، اليوم الثلاثاء، انقطاعًا واسعًا في خدمة الإنترنت شمل معظم المحافظات، ما أثار حالة من القلق بين المواطنين والمؤسسات التي تعتمد على الاتصال الرقمي في أعمالها اليومية.
وأكدت وزارة الاتصالات والتقانة السورية أن الانقطاع نجم عن “عمل تخريبي” استهدف المسارات الضوئية في منطقتين مختلفتين، ما أدى إلى اضطراب كبير في شبكة الإنترنت على مستوى البلاد.
أعمال تخريبية تطال البنية التحتية للاتصالات
وأوضح المكتب الإعلامي في وزارة الاتصالات أن التخريب طال المسارين الضوئيين في منطقة حسياء بريف حمص، ومدينة معلولا بريف دمشق، ما تسبب بتوقف الخدمة بشكل شبه كامل.
كما أشار البيان إلى أن الأضرار لم تقتصر على قطع الكابلات الضوئية، بل شملت أيضاً سرقة معدات إلكترونية أساسية، ما فاقم من صعوبة إعادة الخدمة بسرعة.
وبحسب المصادر الرسمية، سارعت الفرق الفنية إلى موقعي الأعطال فور تلقي البلاغات، حيث بدأت عمليات الإصلاح واستبدال القطع المسروقة لضمان عودة الخدمة في أسرع وقت ممكن.
مراقبون: انقطاع الإنترنت شمل مختلف المحافظات في سوريا
في السياق ذاته، أكدت منظمة “نت بلوكس” المتخصصة في مراقبة أمن الشبكات، أنها رصدت انقطاعاً شاملاً لخدمة الإنترنت في سوريا في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء.
وقالت المنظمة في بيان لها: “تشير بيانات الشبكة إلى انقطاع الإنترنت على مستوى البلاد في سوريا، مما يؤكد التقارير المتداولة بشأن تعطل الاتصالات في مدن عدة.”
كما أبلغ ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن توقف خدمة الإنترنت في معظم المحافظات، ما تسبب في تعطل العديد من الخدمات الإلكترونية والمصرفية والاتصالات التجارية.
تكرار حوادث انقطاع الإنترنت في سوريا
لم يكن هذا الانقطاع الأول من نوعه في سوريا خلال العام الجاري. فمنذ مطلع 2024، تكررت حوادث انقطاع الإنترنت في مناطق متفرقة، حيث شهد شهر يناير انقطاعاً للخدمة في دمشق وريفها، فيما سجلت السويداء ودرعا انقطاعاً مماثلاً خلال شهري فبرايرومارس، حيث أرجعت السلطات هذه الحوادث إلى أعمال تخريبية متعمدة.
وفي تصريح سابق، قال مدير فرع اتصالات درعا المهندس أحمد الحريري إن الانقطاعات المتكررة في الجنوب السوري ناتجة عن اعتداءات على الكابلات الضوئية التي تربط دمشق بدرعا، مشدداً على أهمية حماية البنية التحتية للاتصالات لضمان استمرارية الخدمات.
الوضع السياسي في سوريا وانعكاساته على الاتصالات
تأتي هذه الحوادث في ظل التغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها سوريا مؤخراً، حيث تمكنت الفصائل السورية المسلحة في ديسمبر 2024 من السيطرة على العاصمة دمشق، منهية 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 عاماً من سيطرة عائلة الأسد.
وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن بقايا نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد تحاول زعزعة الأمن والاستقرار من خلال استهداف البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الاتصالات والإنترنت.
اقرأ أيضًا ..تصعيد إسرائيلي في غزة وسوريا.. أبرز ما تناولته الصحف العربية والعالمية
استعادة الخدمة تدريجياً وسط جهود الإصلاح
مع استمرار عمليات الإصلاح، أكدت وزارة الاتصالات السورية أن الخدمة بدأت تعود تدريجياً إلى مختلف المحافظات، معربة عن أملها في استكمال عمليات الصيانة خلال الساعات القادمة.
كما دعت الوزارة المواطنين إلى الإبلاغ عن أي أعمال تخريبية قد تستهدف البنية التحتية للاتصالات، مؤكدة التزامها بـ تعزيز أمن الشبكات وتطوير وسائل الحماية ضد الهجمات التخريبية.
يؤكد هذا الانقطاع المتكرر للإنترنت في سوريا على أهمية حماية البنية التحتية الرقمية، خاصة في ظل الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة.
ومع استمرار الجهود لإصلاح الأضرار، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان عدم تكرار هذه الحوادث مستقبلاً، وتأمين استقرار الخدمات الإلكترونية التي أصبحت ضرورة أساسية للحياة اليومية.