الاتحاد الأوروبي والإمارات يطلقان مفاوضات تاريخية لاتفاقية تجارة حرة شاملة

بدأ الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة رسميا مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الثنائية، مما يمثل علامة فارقة في العلاقات بين الكتلة ودول الخليج.
ومن المتوقع أن تصبح هذه المبادرة أول اتفاقية تجارية شاملة للاتحاد الأوروبي في منطقة الخليج، مما يعزز التكامل الاقتصادي الوثيق ويوفر فرصا جديدة للشركات من كلا الجانبين.
الاتحاد الأوروبي والإمارات.. التزام رفيع المستوى بتعزيز العلاقات التجارية
وتم إضفاء الطابع الرسمي على قرار بدء هذه المفاوضات في 10 أبريل، عندما اتفقت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على بدء المحادثات.
وأُعيد تأكيد هذا الالتزام في 28 مايو في دبي من قِبل ماروش شيفتشوفيتش، مفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي، ووزير دولة الإمارات العربية المتحدة ثاني بن أحمد الزيودي. وقد وضعا خارطة طريق تهدف إلى إجراء مناقشات مثمرة، ومن المتوقع أن تبدأ جلسات المفاوضات الجوهرية في يونيو.
علاقات تجارية واستثمارية متينة قائمة
تتميز العلاقات التجارية الحالية بين الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة بقوة ومتانة أوجهها. يبلغ إجمالي حجم التجارة في السلع حوالي 55 مليار يورو، مما يضع الإمارات في المرتبة التاسعة عشرة بين أكبر الشركاء التجاريين للاتحاد الأوروبي عالميا.
وفي قطاع الخدمات، يبلغ حجم التجارة حوالي 39 مليار يورو، مما يجعل الإمارات في المرتبة الحادية عشرة بين أكبر الشركاء التجاريين للاتحاد الأوروبي.
وتُعد الإمارات الوجهة الرئيسية لتصدير سلع وخدمات الاتحاد الأوروبي في منطقة الخليج، والشريك الرائد للاستثمار الأجنبي المباشر. منذ عام 2019، ارتفعت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الإمارات بأكثر من 48%، مع زيادة ملحوظة بنسبة 15% في العام الماضي فقط. وتبلغ استثمارات الاتحاد الأوروبي في الإمارات حاليا 186 مليار يورو، مما يؤكد عمق العلاقات الاقتصادية.
ملامح التصدير والاستيراد الرئيسية
تُصدر الإمارات بشكل رئيسي النفط والغاز والمعادن الأساسية إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تشمل صادرات الاتحاد الأوروبي الرئيسية إلى الإمارات السيارات والآلات والمنتجات الكيميائية والمواد الغذائية ومجموعة متزايدة من التقنيات الخضراء. ومع ذلك، تواجه بعض القطاعات تعريفات جمركية مرتفعة في سوق الإمارات العربية المتحدة، وخاصةً التبغ والنبيذ والمشروبات الروحية والحلويات، التي تفرض حاليا أعلى الرسوم الجمركية.
أولويات المفاوضات والقطاعات الاستراتيجية
وستركز جولات المفاوضات الأولية على تخفيضات التعريفات الجمركية على السلع، مع تعزيز تجارة الخدمات والتجارة الرقمية وتدفقات الاستثمار. ويولي الطرفان اهتماما خاصا باستكشاف التعاون في القطاعات الناشئة والاستراتيجية، مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والمواد الخام الحيوية.
تتوافق هذه القطاعات بشكل وثيق مع الطموح المشترك لتحويل اقتصاداتهما نحو مستقبل أكثر خضرة ورقمية، وتعزيز الأمن الاقتصادي.
تصريحات القيادة: صفقة مربحة للطرفين قيد الإعداد
وأكدت أورسولا فون دير لاين على أهمية هذه الخطوة قائلة: “يُمثل إطلاق محادثات التجارة بين الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة إنجازا هاما. سنعمل معا الآن لإبرام صفقة تعود بالنفع على شعبينا وشركاتنا، وتقربنا من بعضنا البعض بروح من التعاون”.
وسلطت الضوء على إمكانات الاتفاقية في فتح آفاق جديدة لشركات الاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون في قطاعات حيوية لمواطني الاتحاد الأوروبي، مثل الطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية.
اقرأ أيضًا: الإمارات تُدشن خدمة ملاحية جديدة لربط ميناء السخنة بجدة وجبل علي
إمكانات واسعة للابتكار والنمو المستدام
ويشير الخبراء إلى الفرص الواسعة التي يمكن أن تتيحها الاتفاقية في مختلف الصناعات المتطورة، بما في ذلك: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية وتقنيات الفضاء والآلات المتقدمة والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية وتطوير البنية التحتية، وأنظمة الغذاء المستدامة.
كما ستعزز اتفاقية التجارة الحرة شبكة الاتحاد الأوروبي التجارية الواسعة بالفعل، والتي تضم 44 اتفاقية مع 76 دولة، مما يعزز مكانة الاتحاد الأوروبي كأكبر شبكة اتفاقيات تجارية في العالم.